دمشق- انور الجرادات:اموال اتحاد الكرة السابق الضائعة ليست عنوانا لفيلم سينمائي او عنوانا لمسلسل بوليسي
بل هي عنوان للازمة التي ستظهر خلال الايام القليلة القادمة بصورة تثير الدهشة والاستغراب وتزيح الستار عن ازمة حقيقية وخطيرة تستوجب الوقفة والتدقيق وتسمية الاشياء باسمائها ومواجهة سلبياتها بصورة مباشرة والنظر لها من بعد حقيقي حتى يكون كل شيء كما هو عليه وتبدو حقائق كاملة وواضحة في اطارها وهو ما سيساعد كثيرا على تلمس الاخطاء والسلبيات فردية كانت ام جماعية…!
فاللجنة المؤقتة المكلفة من الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا تسيير امور اتحاد الكرة وعلى لسان رئيسها الدكتور معتصم غوتوق صرح لوسيلة اعلامية بتاريخ 15/12/2009 بأن صندوق اتحاد الكرة فيه فقط مبلغ صغير لا يتجاوز المليون ونصف المليون ليرة سورية بعدما كان فيه 8 ملايين صرف منها مليون ونصف المليون مكافأة للمنتخبات الوطنية وذهبت 5 ملايين للمكتب التنفيذي وهي عبارة عن سلفة واجبة الدفع.. هذا ما تحدث به رئيس اللجنة المؤقتة الدكتور غوتوق..!
الدكتور احمد الجبان رئيس اتحاد الكرة السابق اكد أن اتحاده ترك في صندوق الاتحاد مبالغ ضخمة جدا وهي على النحو الاتي:
– في مصرف بيمو السعودي الفرنسي مبلغ مليون دولار و470 الف دولار.
– في المصرف التجاري مبلغ 530 الف دولار و60 مليون ليرة سورية وهو من باقي مبلغ 150 مليون ليرة حيث صرف منها 90 مليونا وايضا صرف منها 22 مليونا للمكتب التنفيذي من اجل تجهيز فندق الفيحاء وكان من المفترض ان يدخل مبلغ وقدره 37 مليونا ونصف المليون الى صندوق الاتحاد وهو عبارة عن الدفعة الاولى من قيمة العقد المبرم مع الشركة الراعية للدوري السوري وهذه الدفعة كان الواجب دفعها قبل بداية الدوري وبين مرحلة الذهاب والاياب تدفع الدفعة الثانية من العقد البالغ قيمته 75 مليون ليرة سورية.
طبعا اضافة الى اعانة الاتحاد الدولي لكرة القدم والبالغة 250 الف دولار…
كلام الدكتور احمد الجبان اكده لنا السيد محمد طه المسؤول المالي السابق في اتحاد الكرة وهو من اعطى هذه الارقام الى الدكتور الجبان… حيث اكد الطه أن هذه المبالغ موجودة وحقيقية وليست وهما وبوجد فيها كشف رسمي موجود الان عند المسؤولة المالية في الاتحاد السيدة ميادة كبة…
بدورنا توجهنا للسيدة ميادة كبة المسؤولة المالية بالاتحاد لكي نحصل على صورة من هذا الكشف الذي ذكره السيد الطه فرفضت اعطاءنا اياه معلقة بأنها لا تستطيع ابدا بأن تعطينا مثل هكذا امر رغم توسلنا اليها لمرات عديدة لكن دون جدوى ولم نعرف السبب وراء رفضها هذا نحن نسنغربه ونضعه برسم المسؤولين عنها لكي نحصل على ايضاح منهم.. وعلنا نحصل….!
هذه المبالغ التي ذكرها الدكتور الجبان ومعه الطه كانت موجودة لغاية يوم 12/8/2009 وهو اليوم الاخير لاتحاد الكرة قبل حله وهو اليوم الذي اجتمع فيه اتحاد الكرة السابق اخر مرة له وأقر فيه حينها تحديد يوم الثلاثاء 18 اب 2009 موعدا لانعقاد مؤتمر اللعبة السنوي ولبحث اللائحة التأديبية والنظام الداخلي واقرارهما اصولا وتوزيع حصص الاندية المالية ووفقا لنتائجها في موسم 2008- 2009..!
فهل يعقل ان يتم صرف كل هذه المبالغ خلال فترة تسلم الدكتور سعيد المصري القصيرة مع العلم بأن المصري لم يكن آمر صرف مخولا له التصرف بالامور المالية في الاتحاد دون الرجوع للجنة المؤقتة العليا حيث كان يرسل الكتب التي تحتاج للصرف الى اللجنة المؤقتة لكي يحصل على الموافقة عليها لكي تصرف وكانت اللجنة العليا هي التي تصرف ولا علاقة للمصري بأي شيء…!
اذا اين الحقيقة التي لا جدال فيها بأننا نعيش ازمة نفوس.. وابدا لن ينصلح الحال بالاحتراف ولا بالانتخابات ولا بأي شيء اخر طالما بقيت الازمة الاخلاقية سائدة متغلغلة في اعماقنا على النحو التي هي عليه الان.
والغريب في الامر اننا في ظل هذه الاوضاع الرياضية المأساوية التي لم تجلب لنا سوى المزيد من الهزائم والانتكاسات في شتى المجالات تفرغنا لحفلات التكريم وانشغلنا بها انشغال وكأننا قد احرزنا كل الانتصارات واصبحنا بين ليلة وضحاها فوق الغيوم.
لم يبق على ادارات الاندية سوى المطالبة بحقوقهم المكتسبة وخاصة فيما يتعلق بالمكافآت الواجبة من عقد الرعاية فالمال وفير في صندوق الاتحاد كما يفترض وعلى اللجنة المؤقتة أن تتكفل بدفع اجور تحكيم ومراقبة مباريات الدوري ولهم نقول: لا تستحوا بطلبكم واصروا عليه وهددوا بالانسحاب اذا ما رفضت للجنة تغطية هذا الامر وخاصة الاندية الدرجة الثانية.