أصبح واضحاً أن شركات رياضية سنغافورية لها أهداف محددة في رياضتنا ومنها رعاية المنتخب الأول، وبعيداً عن قضية المراهنين والسماسرة
الذين وجدوا عندنا مناخاً ملائماً لممارسة أعمالهم، فإن الشركة الراعية لمنتخب الرجال ، والتي أمنت له تذاكر السفر إلى ماليزيا والإقامة إضافة لعشرة آلاف دولار هي سنغافورية المنشأ، وأن علاقتها برياضتنا بدأت منذ ستة أشهر تقريباً، حين جاء مندوبوها إلى بلدنا وزاروا مقر الاتحاد السوري لكرة القدم، وطلبوا حينها مقابلة الدكتور أحمد جبان الذي اعتذر لكثرة مشاغله، ولأنه ليس موجودا إلا أمين السر محي الدين دولة فقد عقد اتفاقاً معهم يشبه إلى حد كبير هذا الاتفاق الذي أبرمته اللجنة الخماسية مع تلك الشركة، ولأن الجميع هم خارج إطار الشبهات حالياً ،فإن أحداً لن يتطرق لذكر الأسباب التي دعت اتحاد الكرة ممثلاً باللجنة المذكورة إلى الاتفاق مع الشركة ذاتها التي اعتبرها الحاليون قبل حين سبباً في فساد السابقين، وعنواناً بارزاً للتدليل على انحرافهم الكروي والإداري، عدا عن تلك المذكرات التي حاولت إثبات صحة الادعاءات، أحيل بعضها إلى جهات رقابية للتدقيق بها.
– بجردة حساب بسيطة نجد أن خسارة الشركة الراعية/ فوتبول فوريو/ هي بحدود أربعة ملايين ليرة سورية كان سيدفعها اتحاد الكرة للمنتخب في رحلته إلى ماليزيا ومن بعدها إلى مدينة هانغ زهو الصينية ليلعب هناك مع نظيره الصيني الأربعاء القادم في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا/ الجولة الخامسة/ وإن صحّت الأقوال وكان اتحاد الكرة يشكو العوز المادي فإن الشركة قامت بدور المنقذ لمنتخبنا الكروي ..ولكن ما المقابل؟!
– لا أعتقد أن أحداً من أعضاء اتحاد الكرة أو من لجنة تسيير الأمور في الاتحاد الرياضي العام قد كلف نفسه عناء البحث عن الأسباب الحقيقية لتلك الرعاية، والجواب العفوي للدكتور سعيد المصري يبين أن اتفاقاً أبرم بين الجهتين/ السنغافورية والقائمين على اتحاد الكرة/ وإن حسن النيات هو العنوان الأبرز لكل ما يحدث، طالما أننا لن ندفع قرشاً واحداً على منتخبنا، ولا أعلم إن كانت نتائج مباريات المنتخب ستكون تحت مجهر الرعاة واتفاقاتهم في وقت لاحق، أم إنهم سيكتفون بالنقل التلفزيوني وحقوقه كما يدعون؟
– هذا السؤال دار بين كل من الدكتور أحمد جبان ومحي الدين دولة والعميد فاروق بوظو في جزر البهاما، حين كان الاتحاد الدولي لكرة القدم يعقد مؤتمره السنوي هناك، وبالطبع فإن الإجابة لم تتجاوز ما تحدثنا عنه، إضافة ليقينهم ان دول شرق آسيا ومنها اليابان تدفع أموالاً طائلة للمنتخبات التي تستضيفها، وتلك التي تلعب معها مباريات ودية، وكلنا يعلم ذلك اللغط الذي أثاره إداريون في اتحاد الكرة السابق ، وتحدثوا فيه عن مبالغ مالية ذهبت هباءً ومن دول أجرى منتخبنا الأول فيها مباريات ودية..
– لست مع المشككين بحسن النيات التي يعمل وفقها الجميع، ولكني لست مع ازدواجية الرأي ومن بعده القرار الذي يحابي هذا ويجافي ذاك… وفي الوقت الذي يبرر للأول كل أعماله وأفعاله،فإنه يتهم الثاني بالفساد بكل أشكاله، ولا أرى في العمل الإداري الرياضي الحالي سوى انفصام فيه ازدواجية مقيتة للمعايير تهدف إلى إبعاد أشخاص بعينهم عن العمل الرياضي.. وقد نجحت حتى الآن في الوصول إلى بعض أهدافها.
إسـماعيـل عبـد الحـي
esmaeel67@ live.com