22 نجماً من ناديي تشرين وحطين احترفوا في الخارج ؟! اتهـامــات متبـادلــة بــين الإدارات والـلاعبــين والبحـــث عــن ســبب الــرحيــل ؟!
تحقيق – سمير علي :قلب نظام الاحتراف الذي تم تطبيقه منذ سبع سنوات في سورية المفاهيم الكروية لدى الكثير من لاعبي دوري المحترفين
وأنهى زمن الولاء والانتماء والوفاء لأنديتهم التي علمتهم أبجدية كرة القدم على ملاعبها الاسفلتيه والترابية،ولم تستفد منهم إلاّ القليل وبدل أن تحصد الإدارات مع
نجومها الزرع الذي سقته بعرق جبينها وتحرز بأقدام لاعبيها الموهوبين الألقاب والبطولات جاء الاحتراف بصيغته السورية القاصرة ليسرق منها أفراحها وفنون وإبداعات نجومها ،ويقدمها هدية إلى خصومها مقابل مبالغ من المال عجزت عن دفعها لهم فيما دفعت إدارات أندية أخرى مبالغ مضاعفة لنجوم أندية أخرى وسط الكثير من التساؤلات وإشارات الاستفهام على بعض
الصفقات،وهكذا فرض الاحتراف معادلات جديدة وباتت جماهير الكثير من أندية الدوري ترى نجومها المدللين الذين حملتهم في يوم من الأيام على أكتافها وهتفت بحياتهم،يسجلون في مرمى فرقها بلا رأفة ولا رحمة وتجاوز عدد المهاجرين والمهجرين عن ناديي تشرين وحطين أكثر من 22 لاعباً حتى الآن لأسباب مختلفة (الموقف الرياضي ) فتحت ملف لاعبي تشرين وحطين الذين أصبحوا خارج نطاق التغطية وأجرت التحقيق التالي:
22 نجماً في الغربة
استحق ناديا تشرين وحطين في الأعوام الخمسة الماضية من عمر دوري المحترفين لقب أكثر الفرق السورية تصديراً للاعبين المحترفين إلى أندية أخرى للعب معها بدوري المحترفين ودوري المظاليم،ويمكن حصر أسباب الهجرة بسببين الأول : بحثاً عن مقدمات عقود مادية أفضل وأعلى من التي دفعتها لهم أنديتهم والثاني لخلافاتهم مع إدارات أنديتهم ومدربيها،وفي إحصائية لعدد لاعبي تشرين وحطين الذين احترفوا مع أندية أخرى فقد بلغ عددهم/22 / نجماً حتى الآن توزعوا على الأندية التالية : معتز كيلوني وعبد القادر دكة وأحمد حاج محمد (الاتحاد) زياد دنورة وجميل محمود( الشرطة) نديم صباغ وياسر عكرة وسيد بيازيد( الجيش) سامر نحلوس وخالد الصالح ( الطليعة) كنان ديب وعارف الآغا سمير فيوض ( النواعير) سليم جبلاوي ومروان سيدة وهشام عابدين ويحيى قلفاط ( جبلة) أحمد ديب( الكرامة ) زياد شعبو ( الوحدة) شادي زرطيط ( أمية) عبد القادر باش بيوك ( الساحل) عمر عبد الرزاق وعدنان كريط ( النضال) وبقي أكثر من لاعب لم يوقع مع أي ناد آخر وهم : بلال مكاوي وحسام عكرة وعامر كنعان وأحمد أبو الريف ومحمد زرطيط وغيرهم ومن الممكن أن يرتفع العدد الحالي في حال توقيعهم لأندية أخرى غير تشرين وحطين .
اللاعبون : الإدارات تتحمل المسؤولية
عن أسباب رحليهم عن ناديي تشرين وحطين وانتقالهم إلى أندية أخرى تحدث عدداً من نجوم الفريقين المهاجرين وهم:
– سيد بيازيد ( لاعب حطين سابقاً والجيش حالياً ) تحدث قائلاً : أنا لم أترك نادي حطين وهم من أبعدوني عنه وأقصد الإدارة وتحديداً مسؤول الألعاب الجماعية واستغرب أن يتحكم هذا الشخص بمصير النادي وأن يقوم بأبعاد المخضرمين عنه بقرار منه في الوقت الذي كان النادي في هذه المرحلة بحاجة إلى جميع أبنائه حتى يصعد بسرعة إلى الأضواء،واللافت أن رأي هذا الشخص هو على صواب دائم فيما رأي 99% من جمهور حطين على خطأ ومع ذلك احترمت قرار الإدارة ولكنه ترك في داخلي غصة ودمعة مسحتها إدارة نادي الجيش التي استقبلتني برحابة صدر ولم تنس عطاءاتي السابقة مع فريقها فشعرت بوجود فرق كبير في الوفاء والتقدير والاحترام والتعامل مابين الإدارتين وما أتمناه أن أوفق في تقديم المزيد لنادي الجيش من خلال خبرتي مع تمنياتي بالتوفيق لفريق حطين في مبارياته القادمة .
– سامر نحلوس ( لاعب تشرين سابقاً والطليعة حالياً) تحدث قائلاً : حاولت العودة إلى النادي قبل بدء الموسم الكروي لكن الإدارة كانت السبب في تطفيشي وليس للمدرب أي علاقة وأعادت السبب إلى مقدم العقد الذي طلبته وهو 600 ألف ليرة لكن الإدارة اعتبرته عالي جداً ولكنها دفعت للاعبين آخرين مبالغ أعلى بكثير من المبلغ التي طلبها عدد من لاعبي النادي الراغبين بالعودة علماً أن مستواهم أقل من مستوى لاعبي النادي وأكبر مثال (معتز كيلوني) ، وقد شعرت في أكثر من موقف بأن الإدارة لا ترغب في عودتي إلى النادي ولا أدري ما هي الأسباب وهذا ما دفعني للتوقيع مع نادي الطليعة وبمقدم عقد أعلى من الذي طلبته من إدارة تشرين،والتي تقوم بتأمين الدفعة الأولى من مقدمات عقود اللاعبين المحترفين الغرباء بسرعة عاجلة فيما تماطل وتتهرب من الدفع لأبناء النادي،وهذه السياسة في محاربة أبناء النادي والوقوف في وجه عدم عودتهم إلى تشرين سياسة خاسرة سيدفع النادي ثمنها .
– هشام عابدين ( لاعب حطين سابقاً وجبلة حالياً ) تحدث قائلاً : كانت لدي رغبة كبيرة في العودة إلى نادي حطين للمساهمة في إعادته إلى دوري الأضواء ولكن المفاجأة كانت وجود شخص في الإدارة وتحديداً مسؤول الألعاب الجماعية ساهم مع الكثيرين في هبوط نادي حطين إلى الدرجة الثانية من خلال استقدامه للمدرب محمد ختام في الدورة الرباعية و(رفض) عودتي مع عارف الآغا إلى الفريق في الوقت الذي كنت فيه عائداً من فريق النواعير الذي أحرز المركز الرابع بالدوري فيما يعتبر عارف آغا أفضل هداف في تاريخ الدوري السوري وزادني هذا الشخص غضباً لأنه سمح لنفسه في تقييم اثنين من أكثر اللاعبين عطاء في نادي حطين ومنعهما من دخول النادي ،وللعلم فأنا لم أوقع مع نادي جبلة إلاّ بعد أسبوع من بدء دوري المحترفين لأنني لم أقطع الأمل في العودة إلى حطين لكن عضو الإدارة المذكور وبقراره الطائش الرافض لعودتنا وتعمده إبعاد اللاعبين المخضرمين جعل النادي على فوهة بركان وخاصة عندما قال بأنه ليس مستعجلاً صعوده إلى الأضواء أما الأكثر استغراباً كان تقديم استقالته بعدما طفش كل من لديه القدرة على خدمة نادي حطين وباتت مهمة الفريق صعبة للغاية لتحقيق الصعود المنشود .
– نديم صباغ ( لاعب تشرين سابقاً والجيش حالياً) تحدث قائلاً : الجميع يعلم بأن هدفي الأول من الانتقال إلى نادي الجيش كان من أجل تأمين خدمتي الإلزامية وعندما شاركت معه وجدت فرقاً كبيراً بين الناديين في تطبيق الاحتراف ففي فريق الجيش تعيش الاحتراف الحقيقي وكل شيء مؤمن للاعبين بينما في نادي تشرين تشعر بالإحباط لأن حقوقك المادية مجهولة الهوية ولا أحد يعلم متى تقبض راتبك الشهري ويعود السبب إلى ظروف النادي المادية وهذه الظروف تحسنت هذا الموسم مع الإدارة الجديدة ،وللعلم فأن اللاعب في زمن الاحتراف بات يبحث عن مقدم العقد الأعلى من أجل تأمين مستقبله وهذا ما توفره لي ولبقية اللاعبين إدارة نادي الجيش.
– ياسر عكرة ( لاعب حطين سابقاً والجيش حالياً) تحدث قائلاً : بصراحة لم أشعر بأنني أخذت حقي في نادي حطين وكان هناك من يقف بوجه اللاعبين الشباب وبدل تحفيزهم كانت هناك خطة لتطفيشهم هذا عدا الشتائم التي كنّا ننالها من قبل بعض الموتورين إضافة إلى كثرة الوعود وغياب المصداقية والاحترام في التعامل من قبل إدارة النادي مع اللاعبين وعدم تقديرها لإمكانياتي الفنية وتأخيرها الدائم في دفع مستحقاتنا المادية هذا من جهة ومن جهة ثانية فضلت الانتقال إلى نادي الجيش من أجل تأدية الخدمة الإلزامية وخلال معايشتي للفريق شعرت بالاحتراف الحقيقي في نادي الجيش على كافة المستويات،وبالراحة النفسية التي ساهمت في رفع مستواي الفني وزادت من عطائي مع الفريق،ورغم كل ذلك لن أنسى حطين لأنه صاحب الفضل عليّ في وصولي إلى الشهرة واللعب مع أعرق الفرق السورية .
– جميل محمود ( لاعب تشرين سابقاً والشرطة حالياً) تحدث قائلاً : كانت لدي رغبة كبيرة في العودة إلى النادي هذا الموسم ووقعت عقداً مع الإدارة على بياض وتم الاتفاق على تسديد الدفعة الأولى من مقدم عقدي بعد العودة من الأردن ولكن وللأسف الشديد كان وعدها حبراً على ورق وكنت أشعر بالمماطلة وبعبارات تدفعني لفسخ العقد من خلال الترويج بأن النادي لايملك مصاري وبأنه يعيش أسوأ أيامه وعلى الرغم من انتظاري لأكثر من أسبوعين لكن النتيجة كانت استمرار الوعود وهذا ماجعلني أعطي الموافقة للعب مع نادي الشرطة وحصولي على مبلغ (نصف مليون) ليرة زيادة عمّا كان سيدفعه لي نادي تشرين وتنازلت عن هذا المبلغ الكبير رغبة منّي في العودة إلى اللاذقية ولكن اضطررت للرحيل ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه : كيف نجحت الإدارة في تأمين الدفعات الأولى للاعبين المحترفين الوافدين من أندية أخرى فيما أعلنت إفلاسها عندما طلبنا نحن أبناء النادي منها دفعها ،وأخيراً فأن كلمة حق بجب تقال بأن إداري الفريق عبد الرزاق سواس كان الوحيد الصادق معي وفي الختام ستبقى عودتي لنادي تشرين حلماً يراودني ولكن ليس ضمن الظروف الحالية لأن العقلية والذهنية السابقة لم تتغير ومازال يعمل بها وبقي اللاعب الغريب أقرب للإدارة من القريب.
– مروان سيدة ( لاعب حطين سابقاً وجبلة حالياً) تحدث قائلاً : مشكلة اللاعبين في نادي حطين ضعف الإدارات المتعاقبة وعدم فهمها للاحتراف وعدم تمكنها من تأمين المال،لأن الاحتراف يعني المال وهذا ما جعل معظم لاعبي حطين يغادرون النادي لتأمين مستقبلهم وأنا واحد منهم،ولو تمكنت الإدارات من دفع مقدمات عقود جيدة لنجومها لما غادروا حطين ولكنها وللأسف الشديد كانت تنظر إلى اللاعبين نظرة فنية ناقصة ولا تحترم موهبتهم وإمكانياتهم الفنية،حتى أنهم كانوا يقولون عنّي ( من هو مروان سيدة حتى يطلب هكذا مقدم عقد أو راتب شهري) فيما وجدت العكس من قبل بقية إدارات الأندية فهي تحترم لاعبيها المحترفين وتدفع لهم رواتبهم الشهرية في المواعيد المحددة وتؤمن كل وسائل الراحة النفسية وهذا مالم أجده في حطين ولهذه الأسباب فضلت الرحيل على البقاء وعندما أشعر بأن إدارات حطين أصبحت تملك عقلية احترافية وتستطيع الالتزام بدفع مستحقات اللاعبين المادية لامانع لدي من العودة .
رئيس نادي تشرين
رد رئيس نادي تشرين السيد معاوية جعفر على لاعبي تشرين الذين انتقلوا إلى أندية أخرى قائلاً : استغرب لماذا يبتعد لاعبو تشرين عن قول وملامسة الحقيقة مباشرة والتي تكمن في أنهم لم يبحثوا منذ تطبيق نظام الاحتراف إلاّ عن مصالحهم الشخصية،ومن يدفع لهم أكثر يوقعون له ويتركون الجمل بما حمل وحجتهم في ذلك أنهم يريدون تأمين مستقبلهم وهذا يعني بأن كلمة أبناء النادي لم تعد تنطبق عليهم مع احترامي الكامل لهم واستغرب أكثر لماذا يزعلون من الإدارة إذا فتشت عن مصلحة فريقها وناديها ،والتجربة أثبتت بأن مطالب لاعبي النادي باتت أكثر وأكبر من مطالب اللاعبين المحترفين الوافدين والذين هم أكثر التزاماً مع المدرب من المحليين ،وللعلم فأن جميع لاعبي تشرين تمت محاولات إعادتهم إلى النادي خلال الموسم الماضي والحالي لكن دون جدوى فبعضهم ،طلب مقدمات عقود كبيرة لايستطيع النادي تأمينها،وبعضهم لم ينته عقده وبعضهم قرر الرحيل بعدما دفعت بعض الأندية له مبلغاً زاد قليلاً عن الذي دفعناه له، وبعضهم لم يتم الموافقة على عودته لتواضع مستواه الفني ، وبصراحة أكثر لم نجد من يضحي من هؤلاء اللاعبين الذين يدعون محبة النادي وغيرتهم عليه بليرة واحدة ويقدر ظروفنا المادية،وجميعهم فتش عن مصلحته الشخصية،وأخيراً أقول لكل من يعزف على هذا الوتر حان الأوان لقلب هذه الصفحة وكفى توجيه اللوم والعتب على الإدارة،لأنها تعمل ليلاً نهاراً من أجل مصلحة النادي،وأن مفهوم ابن النادي الحقيقي أصبح بنظر الجميع هو كل لاعب يدافع عن قميص ناديه بإخلاص وفدائية ورجولة في أرض الملعب وليس بالحكي.
رئيس نادي حطين
ورد رئيس نادي حطين الدكتور مصطفى مكحل على الذين انتقدوا قرار الإدارة واتهموا الإدارات السابقة بأنها السبب بانتقالهم إلى أندية أخرى قائلاً : في زمن الاحتراف لم يعد هناك شيء اسمه ابن النادي فأبناء النادي ونجومه الأوائل هم أول من تركوا حطين وانتقلوا إلى أندية أخرى بحجة تأمين مستقبلهم المادي وهذا من حقهم ولكن ليس من حقهم اتهام الإدارات السابقة بأنها السبب في رحيلهم وذلك حتى لا نظلم تلك الإدارات لأن عقود بعض هؤلاء النجوم انتهت فقرروا الرحيل بعدما تلقوا عروضاً أفضل من التي دفعها النادي إليهم ولهذا السبب ليسوا هم من يقرروا العودة إلى النادي متى شاؤوا لأن الإدارة بهذه الحالة غير ملزمة بعودتهم،علماً
أن بعضهم لم يفاوضه أحد وبعضهم الآخر كان يفاوض عدة أندية للحصول على مقدم عقد أفضل يصب في مصلحته الشخصية،وأنا أرفض الاتهامات التي وجهت لمسؤول الألعاب الجماعية المستقيل لأنها غير صحيحة ونحن كإدارة قمنا خلال الأسبوع الفائت بتوجيه دعوة لأربعة لاعبين عبر لوحة الإعلانات وهم : عارف الآغا وعمار ياسين ومحمد علي حسونة وأحمد أبو الريف للالالتحاق بالفريق والتحقوا جميعهم باستثناء الآغا ،أخيراً وباختصار أقول بأن الإدارة تقوم بواجبها على أكمل وجه وعلى الجميع الوقوف إلى جانبها ودعمها ولم يعد هناك مجال لضم لاعبين جدد بعدما خاض الفريق خمس مباريات بالدوري وأملنا كبير بعد عودة الياسين والخضرة والحسونة إلى الفريق أن يعود حطين للمنافسة على الصدارة والصعود إلى الأضواء مع نهاية الموسم الحالي وهذا مرتبط بتوقف الظلم التحكيمي ضد فريقنا .
آخر الكلام
سمعنا الكثير من اتهامات اللاعبين ضد إدارات أنديتهم وسمعنا بالمقابل اتهامات مضادة من قبل رئيسي ناديين تشرين وحطين على لاعبي أنديتهما المهاجرين إلى أندية أخرى،ومابين الاتهامين نترك إليك عزيزي قارىء الموقف الرياضي الحكم على مين الحق في قضية هجرة وتهجير نجوم الفريقين : على اللاعبين أم على الإدارات ..؟!