في نادي الاتحاد.. ضاع الاستثمار فحلت الشموع ولا فائدة للدموع

حلب – عبد الرزاق بنانة :هرب في جنح الليل وعلى ضوء الشموع وبغفلة من الإدارة … محملاً ما خف وزنه وغلا ثمنه ..

fiogf49gjkf0d


هذا ما قام به مستثمر مقصف ومسبح نادي الاتحاد مخلفاً وراء هروبه جملة من الأسئلة والاستفسارات … ما هو مصير الملايين التي بذمته تجاه النادي ؟ وما هو المستقبل الذي ينتظر هذا المقصف الذي يشكل حجماً كبيراً من الواردات لصندوق النادي ؟‏


كثيرون يعتبرون أن إدارة النادي ومن بعدها فرع حلب للاتحاد الرياضي قصروا في مطالبة المستثمر بدفع الأقساط المترتبة عليه في وقتها المحدد فكانت النتيجة حتمية بالهروب في ليلة ما فيها ضوء قمر خاصة بعد أن عانى المقصف من قلة رواده الأمر الذي شكل عبئاً كبيراً على المستثمر فاعتبر الهروب خير وسيلة للنجاة .‏


الموقف الرياضي وفور وصول الخبر سارعت للانتقال الى مقر نادي الاتحاد لمتابعة الحدث عن قرب للوصول الى حقيقة ما جرى وكان أهم منظر شاهدناه الظلام الدامس الذي يكتنف منشأة النادي بأسرها بعد أن قامت شركة الكهرباء بقطع التيار الكهربائي عن النادي نتيجة التقصير والتأخير بدفع مستحقاتها من الفواتير .‏


بالعودة الى الوراء نعلم أن استثمار المقصف والمسبح وما يتبعه من صالات وصل الى مبلغ /23/ مليون ليرة سورية سنوياً بالعقد الاستثماري المصدق أصولاً من المكتب التنفيذي رقم /12/ لعام 2004 ولمدة خمس سنوات واعتبر أصحاب الخبرة أن هذا المبلغ كبير ومرتفع جداً ولا يتناسب مع سعر السوق فكان أن حصلت عدة تنازلات بين المتعهدين ليصل التعهيد أخيراً للسيدين طارق أبو بكر وحسان كوراني .‏


الفقرة الخامسة من العقد تنص على تقسيم مبلغ الاستثمار السنوي على أربع دفعات على أن تسدد سلفاً ومع تراجع العمل بدأ المستثمر بالتقصير فاستحقت الدفعة الثالثة الدفع بتاريخ 13/9/2009 والبالغة أربعة ملايين وسبعمائة وثلاث وسبعون ألفاً لم تسدد كاملة وبقي للنادي بذمة المتعهد مليون وثلاثمائة وخمس وسبعون ألفاً ورغم أن فرع حلب أرسل إنذاراً مسجلاً برقم /1978/ تاريخ 28/9/2009 يطالب فيه المتعهد بتسديد الدفعة الثالثة وكامل الدفعة الرابعة المستحقة وهي مبلغ خمسة ملايين وسبعمائة وواحد وثلاثون ألفاً لكن المتعهد بات عاجزاً عن الدفع ونتيجة المطالبة والإلحاح قرر المستثمر في الساعة الثانية من صباح يوم الجمعة 9/10/2009 ترحيل قسم كبير من الأثاث وتجهيزات المقصف وفيما كان يتابع عملية نقل الأثاث بعد الظهر كان رئيس النادي ومعظم أعضاء الإدارة مع فريق كرة القدم باللاذقية لملاقاة تشرين في افتتاح الدوري تواجد العامل بالنادي صلاح زينو الذي قام بإعلام مسؤول التنظيم عدنان كيالي الذي حضر على عجل وأعلم قسم الشرطة التي حضرت الى مقر النادي فقام المستثمر بالهروب من الباب الخلفي ولا زال حتى اليوم مختفياً عن الأنظار وبعدها قام مسؤول التنظيم بإعلام السيد محافظ حلب بالواقعة عبر كتاب رسمي بالتزامن مع هروب المتعهد انقطعت الكهرباء عن المقصف وملاعب النادي ولدى مراجعة شركة كهرباء حلب تبين أن المتعهد لم يدفع فواتير الكهرباء المتراكمة منذ /14/ شهراً فلماذا سكتت شركة الكهرباء عن المطالبة بحقها طيلة تلك الفترة ؟!!‏


لدى سؤال السيد ربيع فرحت المدير المالي في النادي عن سبب عدم مطالبة المستثمر بالتسديد وعدم تنفيذ الفقرة التي وردت في العقد التي تشير في حال امتناع الفريق الثاني عن دفع بدل الاستثمار في الوقت المحدد يفسخ العقد من تلقاء نفسه دون الحاجة لتوجيه إنذار أو رفع دعوى قضائية من الفريق الأول فأكد السيد فرحت أن فرع حلب للاتحاد الرياضي هو المعني بالمطالبة والمتابعة والملاحقة بحسب تعليمات المكتب التنفيذي فتوجهنا الى السيد وليد إسماعيل المدير القانوني بفرع حلب الذي أطلعنا على كتب المطالبة والإنذار الموجهة للمتعهد كما تم إرسال كتاب الى اللجنة المؤقتة بالاتحاد الرياضي برقم /2061/ تاريخ 18/10/2009 يطلب فيه تحريك الدعوى العامة بحق المستثمر الحالي والأساسي ومصادرة التأمينات الأولية المقدرة بمليوني ليرة ومصادرة الموجودات وطرح الموقع للاستثمار لما تبقى من مدة العقد ورفع دعوى قضائية للحجز على المستثمر وأسلافه والمطالبة بالمبلغ المتبقي بذمته مع فرق الاستثمار الحالي بعد إعلان المزاد الجديد وأشار السيد وليد إسماعيل الى أن فرع حلب لا يستطيع إجراء أي عمل تجاه المستثمر ما لم تصل موافقة اللجنة المؤقتة للاتحاد الرياضي .‏


على ضوء ما تقدم فإن خسائر النادي الحالي تقدر بخمسة ملايين ليرة وهو بأمس الحاجة لها في هذا الوقت بالذات وربما امتدت الخسائر للسنة القادمة حيث لا يسمح القانون بإجراء مزايدة علنية لاستثمار المنشأة إلا على الفترة المتبقية لغاية 2010 وفي هذه الحالة سيكون مبلغ الاستثمار الجديد أقل من المبلغ الحالي بكثير كون الفترة قصيرة جداً .. ولحين صدور الحم القضائي بغرامة المستثمر بالفارق ودفع المبلغ المستحق عليه فإن الأمور المالية بالنادي ستكون أكثر سوءاً وهماً على الإدارة القادمة التي سيكون إرثاً كبيراً من الهموم المالية والفنية والإدارية.‏

المزيد..