نقطة من أول السطر.. يمكن أن نعتبر لقاء الشرطة مع أربيل العراقي الحد الفاصل بين مرحلة القلق والتقلب، ومرحلة القبض على شخصية بملامح يمكن الركون والثقة بها.
فريق الشرطة في أربيل لم ينتصر وحسب بأربعة لثلاثة بل ذهب أبعد من ذلك وهو الأهم في المرحلة الحالية والقادمة… فقد كرر نجوم الفريق منطق الفوز على الخصم بأرضه، وعلى فريق كان الأفضل بين المشاركين في دور المجموعات وهي الخسارة الأولى التي ألحقت به فكان الفوز المعنوي مضاعفاً.. وفوقه جاء الفوز بالرهان من قبل عشاق لاعبي الفريق على العودة وتجاوز الخصم بعد مرحلة كانت مقلقة وفي مباراة الفرصة الواحدة حيث القسمة على اثنين مرفوضة تماماً فكان التفوق أيضاً على قانون كروي عجيب ابتدعه الاتحاد الآسيوي في هذه المرحلة من مسابقة كأس اتحاده.
فريق عرف كيف يخوض شوط المباراة الأول بمزج من التكتيك العالي وضبط النفس مع محاولة القبض على وسط الملعب مالبث أن انقلب على ذلك كله مع الشوط الثاني وأكمل إيجاد شخصيته ومفرداته بمزيد من التصميم في الشوطين الإضافيين حيث امتلك الملعب بشكل أوضح وكان أقدر على زيادة الغلة التهديفية لولا التسرع أحياناً.
ومايزيد أهمية هذا الفوز هو وزن الخصم الكروي والفني فقد كان أربيل استعد جيداً لهذا اللقاء ومرت لحظات في الشوط الأول كان قادراً فيها على تهديد مرمى فريق الشرطة بشكل أميز وهذا مايجعل طعم الفوز أكثر حلاوة.. وكان أكثر وضوحاً في هجومه من الخاصرة اليمنى للشرطة حتى داهمنا الخوف مع مرور الوقت..
وهنا يبدأ دور المدرب الذي نظن أنه أدرك ذلك جيداً حيث نجح في التبديلات المناسبة فكسبنا مدرباً شاباً نتمنى أن يقوم بعمله بمنطق احترافي بعيد عن التأثيرات المعروفة لدى البعض من إدارة الفريق والتي تنعكس سلبياً على علاقة اللاعبين بالإدارة والجهاز الفني لكن الجميع بدا أكثر راحة من قبل. فهل نجح الفريق بتجاوز المشكلات السابقة أم إنها مباراة ذات مفردات خاصة ؟
نتمنى ألايكون الأمر بهذا الشكل فمازلنا نذكر كيف خرج في مباراة إياب ربع نهائي الموسم الماضي مع تشونبوري التايلندي بطريقة كشفت شيئاً من التهاون والاستهتار في أداء اللاعبين لمهامهم داخل المستطيل الأخضر..
نقول ذلك من باب الحرص، ففريق الشرطة يمتلك مجموعة كبيرة من النجوم القادرين على المضي والمنافسة إلى أبعد حدود المسابقة سواء كأفراد بمهاراتهم الخاصة أم كمجموعة تمتلك قدراً كبيراً من التعاون لتحقيق هدفهم تعويضاً للموسم السابق..
نعم استحق الشرطة الفوز والتحية لكن الأهم رهان قادم المباريات وخاصة أن الدور القادم في أيلول سيتيح له الفرصة للاستعداد جيداً.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com