صوت الموقف

درجت العادة بأن تتسابق الشائعات نحو آفاق لا متناهية من استقطاب الرأي العام لتصدر أحكاماً مسبقة حول أي أمر، يخضع في النهاية لميزان الأحكام المسبقة

fiogf49gjkf0d


التي تصدر عن أي مؤسسة رياضية، ولمزاجية من يصدرون تلك الأحكام والقرارات بعد إخفائهم جانباً من الحقيقة الكاملة، وهو ما رأيناه في قرارات لجنة التحقيق الأولى المنبثقة عن اتحاد كرة القدم، والتي ظهرت رغم جرأتها متناقضة وناقصة في صورتها الكاملة، وليراها الرأي العام والشارع الرياضي مضحكة في تسويتها لأمور الفساد الرياضي، فقد أوجدت «كبش فداء دوري المحترفين» لتظهره بعد ذلك نظيفاً فيما عدا أولئك الذين أصابهم العسف الاتحادي وقراراته الجائرة، لأن كفتي ميزان العدالة لم تتساويا.‏


في اللجنة العليا الثانية التي يفترض بها التدقيق في قرارات اتحاد الكرة وملاحقة الفساد أياً كان مصدره عمل دؤوب وأوراق كثيرة جاء بها العشرات ممن لم تطلب منهم اللجنة الحضور الى الاتحاد الرياضي العام، وإن صحّت أقوال رئيس اللجنة ووفق تصريحاته الإعلامية فإن ثمانية أندية في دوري المحترفين قد ثبت تورطها في (فساد الدوري الكروي) وأن عمليات البيع والشراء، تعودت تلك الأندية على ممارستها جهاراً ولأشخاص محددين من رياضيين وإداريين لسنوات عديدة سابقة، دون أن يفكر هؤلاء بأن يد المحاسبة سوف تطولهم يوماً.‏


في اتحاد كرة القدم أعضاء أصابهم الرعب، نتيجة الإشاعات التي تتلقف أسماءهم بشكل يومي، وتتحدث عن قرارات جريئة سوف تصدر عن (اللجنة كاملة الصلاحيات) وتطول مستقبلهم الرياضي.‏


وفي اللجنة العليا حقائق تظهر بشكل يومي، وتحتاج الى عمل مضن وسهر طويل لترتيبها، والإمساك بخيوط تقاطعاتها، ووثائق تكشف زيف ادعاءات البعض الذين كانوا يزعمون يوماً بأنهم يعملون في حقل الرياضة خدمة لها وإعلاء لشأنها لا إرضاء لرغباتهم في الاستفادة ما أمكنهم من ميزاتها، وعليه بدأنا نشاهد في الأندية إداريين لا خبرة لهم سابقة في الرياضة ومدربين كانوا على مقاعد الاحتياط في أنديتهم حين كانوا يلعبون وقرارات تصدر عن اتحاد الكرة تحابي هذا وتناكف ذاك، ومكتبا تنفيذيا لم يتخذ يوماً قراراً جريئاً حيال كل ماحدث من فساد سابق وما جاءته من شكاوى كان مصيرها الأدراج أو (المصنّفات) للعودة إليها وقت حاجتها ولغايات محددة.‏


في تلك الوثائق تلاعب بالعقود وتزوير وقرارات كانت الغاية منها شخصية ، وليس الارتقاء بالرياضة كما كان يدّعي من كتبها وصاغ حروفها.‏


ومن الغريب أن يتحول جزء كبير من تلك الوثاق إلى بيت (أحدهم) ليختصر في خزانته كل أمانة السر واتحاد الكرة وكرة القدم السورية.‏


إسـماعيـل عبـد الحـي‏


esmaeel67@ live.com‏

المزيد..