كل من تابع المباريات الأربع لحساب نصف نهائي الشامبيونزليغ ذهاباً وإياباً خرج بقرارة نفسه أن الناديين الألمانيين استحقا بطاقتي العبور ليكون النهائي الرابع بين ناديين ينتميان لبلد واحد.
لم يسرق نادي بوروسيا دورتموند بطاقة النهائي بل إن خيبة الأمل كانت بتعرض الفريق للخسارة الأولى في سعيه الحثيث للتتويج بسجل نظيف.
وحقيقة كان ممكناً جداً لدورتموند الخروج بصيد ثمين لو وفق في النصف الأول من الشوط الثاني، لكن بالنهاية خرجت كل الأطراف قانعة بما آلت إليه نتيجة المباراة العادلة التي لم تكن مؤثرة على صفو النادي الأصفر بقيادة يورغن كلوب، وحفظت كبرياء الملكي ومدربه البرتغالي مورينيو.
لم يكن عبثاً طرق البايرن مرمى برشلونة برباعية نظيفة في مباراة الذهاب ثم أكد التفوق رسمياً في لقاء نيوكامب بثلاثية نظيفة ولا سيما أن الإعصار البافاري بدا حارقاً للأخضر واليابس هذا الموسم، ويكفيه الاحتفاظ بأمل تحقيق الثلاثية التاريخية حتى اللحظة وكل المقدمات توحي بإمكانية تحقيق ذلك.
بالعودة إلى حقيقة برشلونة وريال مدريد هذا الموسم فيمكن القول إن الفريقين دفعا ضريبة المنافسة شبه المعدومة في الليغا الخالية تقريباً من المباريات التكتيكية الكبيرة باستثناء لقاءي الكلاسيكو وبعض الديربيات المتناثرة.
وكثرة لقاءات برشلونة وريال مدريد في السنوات الأخيرة دليل على أن الأندية الأخرى غير قادرة على مقارعة الناديين المتخمين بالنجوم، ويدعم وجهة نظرنا غياب الأندية الأخرى عن منصة التتويج بالألقاب المحلية الثلاثة الدوري والكأس وكأس السوبر.
مرة أخرى تأكدت حقيقة أن ريال مدريد غير قادر على مداعبة الكأس التي هو زعيمها التاريخي حتى بوجود الداهية جوزيه مورينيو، وتأكدت حقيقة أن برشلونة الحالي يختلف عن برشلونة بيب غوارديولا الذي كان عبقرياً في تحديد الوقت المثالي لمغادرة النادي الذي سحر الملايين ورقصت على اسمه أجيال وتغنت به شعوب، فجمع بين المهارة والقوة، وبين الخيال واللذة، وبين الإبداغ والرغبة.