الخطأ التحكيمي جزء من حيثيات اللعبة الشعبية الأولى في العالم، والكثيرون يرونه ملح كرة القدم، لكنه يشكل ضربة قاضية
للضحية بعض الأحيان عندما يؤثر على نتيجة المباراة، وبعض الأخطاء إنسانية ولا سيما المتعلق بتقنية خط المرمى التي وجدت الحل أخيراً من خلال عين الصقر أسوة بكرة المضرب، والبعض لا يدخل في الإطار الإنساني.
في كرة القدم الإنكليزية لا أتفاجأ بأخطاء الحكام الكثيرة والمحابية لبعض الأندية بشكل مفضوح لأن التحكيم الإنكليزي بالمجمل لا يرتقي لنظيره في الدوريات الأوروبية الكبرى الأخرى، والسبب ربما القوانين الصارمة التي يتخذها اتحاد اللعبة في بلاد الضباب بحق اللاعبين والمدربين الذين لا حيلة لهم.
الوقوف إلى جانب الحكام في السراء والضراء، والاحتفاظ بالحكام بعد سن التقاعد الدولي بخمس سنوات وأكثر يفقد بعضهم التركيز ويجعلهم غير قادرين على منافسة الحكام الشباب الذين لا يحلمون بفرص قيادة المباريات الكبيرة، فعلى سبيل المثال لم تتح للحكم مارك غليتنبرغ الذي قاد مباراة ذهاب ربع نهائي الشامبيونزليغ بين البايرن واليوفي فرصة الفصل بين ليفربول ومانشستر يونايتد حتى الآن رغم كونه حكماً في الدوري الممتاز منذ عقد علماً أن هاوارد ويب قاد المباراة المذكورة ست مرات!
من وجهة نظر شخصية يؤدي الغرور الذي يتملك الحكام الإنكليز أثناء قيادة المباراة إلى وقوعهم بأخطاء ساذجة قد لا نشاهدها في دوريات أخرى.
ما دعاني للوقوف على هفوات الحكام الإنكليز الأداء المثير للجدل للحكم كريس فو خلال نصف نهائي الكأس بين مانشستر سيتي وتشيلسي يوم الأحد الفائت، حيث صبّت معظم القرارات ضد فريق البلوز حامل لقب المسابقة الذي خسر بهدف مقابل اثنين، وتكفي الإشارة إلى التغاضي عن ركلة جزاء مصحوبة ببطاقة حمراء في توقيت مهم، وأيضاً عدم رؤية المهاجم الأرجنتيني أغويرو وهو يعتدي على مدافع تشيلسي ديفيد لويز في لقطة رسمت علامات استفهام كثيرة، لدرجة أن الاتحاد الإنكليزي الذي يعيد شريط المباريات تجاهل اللقطة المشؤومة وكأن شيئاً لم يكن، وهذه واحدة بحق الاتحاد الأقدم في العالم.
محمود قرقورا