لهذه الأسباب غرقت حيتان حطين وحلقت نسور تشرين؟!
اللاذقية – سمير علي:انتهى دوري الكرة لموسم 2008 /2009 لكن الحديث عنه في الشارع اللاذقاني
لم ينته بعد تعرض مثلث برمودا الساحلي لمأساة كروية تمثلت بفقدانه أحد أضلاعه، فريق حطين، الذي هبط مع نهاية الدوري إلى الدرجة الثانية وأعلنت جماهيره الحداد الرسمي على حوتها والذي بقي طيلة عشرين عاماً
|
|
يبتلع الفرق الكبيرة قبل الصغيرة لكنه هذا الموسم كان مريضاً وعانى الكثير ودفع الثمن غالياً بالمقابل حجزت نسور تشرين لنفسها مكاناً في دوري الأضواء بعدما استعادت مخالبها الحادة في الإياب وعادت للتحليق من جديد ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا غرقت حيتان حطين في بحر من الدموع وحلقت نسور تشرين في فضاءات الإياب؟! هذا ما سنجيب عليه في السطور القادمة بلغة الكلام والأرقام.
حطين أضاع البوصلة؟!
على الرغم من احتلاله المركز الحادي عشر في الذهاب برصيد 12 نقطة وتحقيقه أفضل النتائج بين فرق المحافظة إلا أن حطين في الإياب أضاع البوصلة ولم يطرأ على نتائجه أي تحسن وجمع نفس عدد نقاط الذهاب 12 نقطة ليصبح رصيده 24 نقطة وهذا العدد من النقاط هو الأقل لحطين منذ عشرين عاماً بدوري الأضواء ولكنه لم يكن كافياً لضمان البقاء.
حطين بدوري هذا الموسم تحول من حوت كبير يلتهم الكبير قبل الصغير إلى سمكة ابتلعتها الفرق الصغيرة قبل الكبيرة ولم يقدم مستواه الذي يؤهله للاحتفاظ بمقعد له بدوري المحترفين فسقط على ملعبه قبل أن يسقط خارجه وتعرض لـ 14 خسارة كان ثلاث منها بالخمسة فيما فاز 7 مرات ونال لقب أسوأ خط دفاع بالدوري بعدما اهتزت شباكه 46 مرة ولم يظهر نجومه المخضرمون والموهوبون بالمستوى المطلوب على الرغم من اعتراف الجميع بإمكانياتهم الفنية وزاد الطين بلة تعاقده مع لاعبين محترفين مستوياتهم أقل من عادية وسط الكثير من إشارات الاستفهام على هذه التعاقدات وعانى حطين من غياب المهاجم الهداف الذي يجيد هز الشباك فأضاع عشرات الفرص المحققة واقتصرت معظم أهدافه في الإياب على ركلات الجزاء، هذا على الصعيد الفني أما على الصعيد الإداري فقد افتقد النادي للاستقرار وتناوبت على قيادته إدارتان ولجنة تسيير أمور ورغم ذلك استمر الصراع بين أبنائه وبين تياراته وبين الأوصياء عليه وانعكس غياب الاستقرار الإداري على الاستقرار التدريبي فتناوب على تدريبه خلال فترة الدوريي أربعة مدربين أولهم الدحبور وثانيهم السرور وثالثهم الهواش ورابعهم أبو كف والجميع يعلم بأن لكل مدرب رؤيته وتشكيلته ومعارضوه ومؤيده ولهذه الأسباب مجتمعة هبط حطين إلى دوري المظاليم.
تشرين حلق من جديد
لأن الشيء بالشيء يذكر فإن وضع تشرين في مرحلة الذهاب كان أسوأ من وضع جاره حطين على لائحة الترتيب وقبع في المركز الثالث عشر ولم يجمع سوى 8 نقاط وهذه النتائج رفعت حالة الاستنفار لدى إدارته وداعميه ومحبيه إلى حدودها القصوى وعمل الجميع تحت شعار تشرين أولاً واتخذت إدارته جملة من القرارات كان أبرزها تعاقدها مع ثلاثة لاعبين مميزين كان أميزهم المهاجم النيجيري ايفيه الذي سجل 11 هدفاً خلال مرحلة الإياب فقط بالإضافة إلى تغييرها للجهاز التدريبي بعد خسارة الفريق مباراته الأولى أمام الوثبة وتكليفها المدرب الشاب هيثم جطل والذي أعلن حضوره القوي في أول مباراة له عندما قاد فريقه للفوز على جاره حطين اتبعه بالفوز على الاتحاد المتصدر وبدأ اسم تشرين يصدح رويداً رويداً في دوري المحترفين وعادت نسوره للتحليق من جديد ولم تخسر أمام فرق مربع الأقوياء وحسمت بقاءها في الأضواء على حساب النواعير في الأسبوع قبل الأخير وأنهى تشرين مرحلة الإياب جامعاً 22 نقطة ليصبح رصيده مع نهاية الدوري 30 نقطة وهكذا نجح النادي الأصفر في البقاء بعدما التف الجميع حوله وساهموا في انقاذه وبقوا إلى جانبه حتى ختام الدوري.
خسارة كبيرة
مع هبوط حطين ستقلب كرة القدم اللاذقانية صفحة من صفحات الإثارة لأن أحد جناحيها وهو حطين سقط إلى الدرجة الثانية ولن تستطيع أن تطير وتتطور وتتقدم بجناح واحد لأن المنافسة بين الناديين ستغيب في الموسم القادم وستغيب مباريات الديربي بينهما على أمل العودة من جديد في الموسم بعد القادم مع احتمال عودتها في الموسم القادم في حال تمت الموافقة على زيادة عدد الفرق إلى 16 فريقاً في دوري الموسم القادم خلال مؤتمر اللعبة القادم في الحادي والعشرين من آب القادم.