حماة- فراس تفتنازي:(من سره زمن ساءته أزمان) هذا الشطر من بيت الشعر الشهير
انطبق تماماً على كرة الطليعة هذا الموسم بعد أن حقق الفريق الطلعاوي في المواسم الماضية نتائج جيدة أثارت قلق أغلب فرق الدوري العريقة، ولكن ما الذي حصل هذا الموسم؟ سؤال لم تجب عليه الجوقة الحمراء حتى الآن ولكن من المؤكد أننا سنجيب عليه بقلمنا الحر وإن عارضنا في ذلك أصحاب القرار في نادي الطليعة.
صفقات سريعة
عندما قررت إدارة الطليعة ترتيب أمور الفريق في بداية الموسم حرصت على إتمام أمرها بطريقة سرية وهذا حقها الطبيعي ولكن المفاجأة أن جميع الصفقات من أسماء اللاعبين التي انضمت للفريق كانت غير مفاجئة لأغلب أنصار الطليعة، فجميع اللاعبين الذين ارتدوا الفانيلة الحمراء لم يشارك أي فريق في منافسة الطليعة على التعاقد معهم، والدليل أن ثلاثة منهم دون ذكر أسمائهم جاؤوا من فرق هبط إلى الثانية وآخر لم تطأ قدمه أرض الملعب لفترة طويلة وثلاثة لم يحققوا الطموح وعلى رأسهم أحد الهدافين المعروفين الذي كلف النادي الطلعاوي الملايين ولكن أداءه في الملعب لم ينل رضا وطموح الجمهور الطعاوي والدليل أن هذا الهداف لم يسجل مع الطليعة سوى ثلاثة أهداف فقط في (22) مباراة شارك فيها ثم ابتعد عن الفريق لأسباب غامضة هذا بالإضافة إلى مهاجم آخر في الفريق كلف النادي أكثر من مليون ليرة سورية ولم يسجل مع الفريق خلال الموسم سوى هدف واحد فقط، وهذا الأمر ينطبق على أكثر لاعبي الفريق القدامى وإن كان أبناء النادي منهم ولكن عدم ثقة الكادر التدريبي بقدراتهم أفسد أداءهم ولكنهم قالوا كلمتهم في نهاية الدوري مؤكدين إخلاصهم لناديهم أمثال فراس قاشوش وجلال العبدي اللذين جلسا على مقاعد الاحتياط إلى أن تأزمت أوضاع الفريق بعد منتصف الإياب ليساهموا بإنقاذه، بعكس أحد المدافعين القدامى في الفريق الذي التفت لمهاترة الإعلاميين والاعتراض على كتابتهم ولم يكن أداؤه مقنعاً في أرض الملعب وقد حمله جمهور الطليعة مسؤولية الخسارة لفريقه في أكثر من مباراة وخاصة مباراة الكرامة.
إدارة بعيدة
لا شك أن إدارة نادي الطليعة تتحمل جزءاً كبيراً من تعثر فريق كرة الطليعة لأنها المسؤولة أولاً وأخيراً عن كل شاردة وواردة في أمور النادي ولو أنها عرفت كيف تتعامل مع المعطيات جيداً لما تعثر مشوار الفريق في هذا الموسم، فبعض أعضاء إدارة النادي كانوا يقضون معظم أوقاتهم في مقر النادي ووراء المكاتب وتحت المكيفات وكانوا يتناسون مواعيد تدريبات الفريق باستثناء عضو واحد فقط كان حضوره اعتيادياً وغير مؤثر على مجريات الأحداث بالإضافة إلى رئيس النادي الذي كان يتابع دائماً أمور الفريق ويحاول تأمين مستلزماته ضمن الإمكانيات المتوفرة ، ومن البديهي أن يصاب الفريق بحالة من عدم التوازن الانضباطي لهذه الأسباب مع العلم أن الكادر الطلعاوي كان يحاول ضبط أمور الفريق إلا أن الاضطرابات المادية والتأخير في تسديد المستحقات المالية بسبب الضيقة المالية للنادي في كثير من الأحيان قد أثرت بشكل مباشر على سير عمل الكادر الفني للفريق.
احتراف مضاد
ربما لا نخطىء إن قلنا أن كلمة احتراف لا محل لها من الإعراب في دورينا الكروي وذلك يعود لأسباب كثيرة فيما لو ابتعدنا عن العنصر الأساسي وهو ضعف الاستثمارات في أنديتنا إلا أن كرة الطليعة قد شهدت احترافاً مضاداً تمثل في أن أغلب عناصر الفريق كانوا من خارج المدينة وإذا افترضنا جدلاً أن سبعة لاعبين فقط قد خجلوا من اللعب بشكل جدي أمام فرقهم الأم فعلى فريق الطليعة السلام وهذا ما لا حظناه في بداية الدوري وأحياناً كان البعض يتهرب من اللعب بداعي الاصابة وقد أثبت أبناء النادي عكس ذلك تماماً فبلال تتان مثلاً تعالى على اصابته وشارك مع فريقه في مباراته قبل الأخيرة مع فريق الفتوة ليخرج من تلك المباراة باصابة مضاعفة مثبتاً تضحيته مقابل انقاذ فريقه من الهبوط والأمر نفسه انطبق على فراس العلي ويامن عبود وجلال العبدي.
كادر فني غير مستقر
لاشك أن مسألة تغيير المدربين ادخلت لاعبي الطليعة في متاهات فنية كثيرة كانوا في غنى عنها لو كان هناك استقرار فني وثبات في الكادر التدريبي الذي وقف عاجزاً عن متابعة أمور الفريق داخل الملعب فلكل مدرب أسلوب ومنهج معين ولكل لاعب مزاج معين في تقبل هذه الأساليب المتنوعة وما بين الصراع بين الطرفين هربت الانتصارات ودخل الفريق في فوضى واضحة كادت أن تؤدي إلى الهاوية لولا الصحوة الأخيرة من المحبين سواء من داخل أو من خارج الفريق بالإضافة إلى حنكة المدرب الخبير ماهر بحري الذي ساهم بخبرته بإنقاذ الفريق.
اعتقد أن البعض من أعضاء إدارة الطليعة سوف ينزعجون من هذا الكلام لأننا كشفنا بعض الحقائق التي كانت واضحة لكل من تابع الفريق ولكن اعتقد أيضاً أن اصحاب المكاتب والمكيفات الذين ذكرناهم سوف يسارعون وبعد هذا الكلام إلى تقديم استقالاتهم وسيعلنون عدم ترشيحهم في الدورة القادمة احتراماً لتاريخ نادي الطليعة العريق لأن التاريخ سوف يذكر هؤلاء بأنهم المسؤولون عن أسوء موسم لكرة الطليعة خلال مشوار في دوري المحترفين مع احترامنا لكل مجتهد ذكرناه متابعاً لأمور الفريق ومن المؤكد أن رئيس النادي سوف يسعى فوراً لتصحيح الأمور إلى مسارها الصحيح.