لا تكمن المشكلة في اختيار مدرب أو أكثر لمنتخباتنا الوطنية في ناد واحد، أو ناد يمكن أن يوصم بالمقرب، بل تكمن المشكلة في المعايير التي استند إليها من اختار المدرب..!
نتذكر جيداً أن اتحاد الكرة رفض اختيار مدربنا فجر ابراهيم لأحد مساعديه بحجة أنه لا يمتلك من الخبرة الكروية ما يؤهله لمثل هذا المنصب .. وهذه كانت الحجة الأساسية والظاهرة آنذاك، وهي ما نريد فعلاً اعتماده تماشياً مع ما أعلنه الاتحاد في سياق رفضه لذلك الاختيار..!
وهنا يبدو من المنطقي أن نبدي استغرابنا المشفوع بالسؤال الأساسي حول خبرة المدرب الجديد لمنتخبنا الأول، وهل يمتلك من الخبرة والممارسة الفعلية لمهمة المدرب ما يؤهله بالقول والفعل للقيام بها على أفضل وجه نرغب ونأمل أن يثمر الأفضل..؟
السؤال بشكل أساسي برسم اتحاد الكرة ومن اختار لوضعنا، على الأقل، في إطار الصورة الشاملة التي استدعت وفرضت هذا الخيار لاسيما أن كثيراً من المدربين المحليين يمتلكون الشهادة «A» ولديهم من الخبرة والمعرفة ما يجعلهم مرشحين أقوياء لهذا المنصب…؟!
المشكلة الحقيقية ،بتقديرنا، تكمن في هذه الزاوية على وجه التحديد وليس في جوانب أخرى، فالمعيار الأساسي فعلاً هو الخبرة والإمكانيات والمؤهلات بغض النظر عن الاسم والنادي واللون.. فهل تتوفر هذه الأسس في اختيارنا لهذا المدرب أو ذاك لمهام تدريبية على هذا المستوى.. أي مستوى المنتخب الأول الذي ينتظره استحقاق آسيوي ليس سهلاً؟!
لنحاول، وبصدق مع الذات، وضع إجابة حقيقية أمام المعنيين والمهتمين والإعلام الرياضي.. وهذه من واجبات اتحاد الكرة كما نظن، فهل يفعل..؟!
> > >
وعلى ضفة أخرى للاتحاد جاء قرار شطب الانذارات «اثنان» ليثير مشكلة لم تكن متوقعة، فأمية الذي اعتبر نفسه أكبر المظلومين، وهو منطق ليس بالسليم، انسحب من المباراة ولم ينزل إلى أرض الملعب فكانت العقوبة خسارته 3- صفر..!
اتحاد الكرة لم يلتزم بالمادة السادسة من لائحة الإجراءات التأديبية التي تقضي بهبوط النادي للدرجة الأدنى «تخلف نهائي عن حضور أي مباراة ولأي فئة أو ينسحب أثناء المباراة»… وغالباً يأتي القرار الرحيم نتيجة الوضع الاستثنائي للدوري، كما نظن… وهنا على وجه التحديد يمكن التداخل قليلاً والقول إن شطب الإنذارات، كلها كان يمكن أن يكون في باب الاستثنائي أيضاً بدلاً من أن يشعر هذا الفريق أو ذاك أنه ظلم في وقت هو بالكاد يشارك من أجل الوصول إلى نهاية الموسم بأقل الخسائر الممكنة…
ونحن هنا لا نتحدث عن قانونية قرار بل عن عين الرأفة نفسها التي وجدت مع تخلف أمية هنا أو عدم حضورا هنا «المحافظة» سابقاً وبالتالي الموضوع يتعلق بمعيار تقديري للظرف ليس أكثر يتماشى مع جو الموسم بأكمله.. مع تأكيدنا على أن ما فعله أمية لم يكن الصواب..!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com