ماالذي كان يتوقعه اتحاد الكرة من المدرب..؟ وربما ينبغي صياغة السؤال بطريقة أخرى: ماذا كان يريد الاتحاد من المدرب في ظل ظروف عمله المعروفة للجميع، وهنا أعني أي مدرب محلي..؟
مدرب يعمل بلا عقد، وبدخل يمكن القول إنه لايشبه شيئاً أكثر من عمل في جمعية خيرية زمن الاحتراف هذا.. وفي الوقت نفسه عجز الاتحاد عن توفير ظروف مناسبة في مجال المعسكرات والوديات وغيرها.. ماذا تريدون حقاً من المدرب، وأشدد على مصطلح « أي مدرب محلي» في ظروف عمل كهذه..؟
الحديث عن رغبة أو رضى أو تسيير الأمور بتبويس الشوارب على شاكلة أيام الهواية، قد يكون له أثر والمدرب نفسه كان يعيشه نوعاً ما، لكن ليس هذا هو أساس العمل الاحترافي في زمن الشروط الواضحة والدخل المكافىء والالتزام الاحترافي بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى..!
بأي منطق أو حجة يمكن أن يتحدث القائمون على اتحاد الكرة، ومن ورائه الاتحاد الرياضي، حيث تأخر الجميع في قضية العقد والعمل الإداري السليم.. عقد يكون منطقياً بأرقامه وشروطه إلى أقصى حد ممكن، ولانتحدث عن أمور خيالية هنا، مع مدربنا المستقيل..!
إذا كنا قد تعاملنا مع من جاء بلقب غرب آسيا الأول بمثل هذه الآلية فماذا عن الآخرين على الصعيد المحلي طبعاً..؟ وهنا يجب أن نتساءل: ألا تعترفون بأهمية «اللقب ووزنه؟!» كما احتفلتم أم إن ذلك كان من باب الصورة الإعلامية وأشياء أخرى؟ وتالياً: ألم يكن المدرب المستقيل يستحق أن نعمل على توفير شروط تحقق له الراحة النفسية والمادية في عمله أم نتركه تحت« رحمة» راتب لايساوي عشر أي راتب لمدرب أجنبي يمكن أن نستقدمه إلى بلادنا، لنضع مدربنا المحلي تحت اغراءات بفارق خيالي يدفعه بشكل منطقي للتفكير بحياته ومستقبله وهو حق لا يجادله فيه أحد..؟
وهذه المعادلة «مدرب محلي وأجنبي» باتت اسطوانة مشروخة من كثرة تردادها وأصبحنا نمل من العوده إليها ولكنكم لاتتركون لنا منفذاً..!واليوم هناك لائحة جديدة برواتب المدربين ومساعديهم والإداريين.. وقد جاءت متأخرة، ومتأخرة جداً، حتى لو تحججتم بمقولة «أن تصل متأخراً»..!
نعتقد أن مثل هذه الخطوة كنا نحتاجها منذ زمن بعيد وأعتقد أن جميع من تحدث أو كتب عن كرة القدم، وأياً تكن صفته، قد ذكر ذلك الأمر.. وإذا كنا اليوم قادرين على إصدار مثل هذه اللائحة، في ظل حديث القيادة الرياضية عن عجز مالي، لايطال البعثات طبعاً، إلا فيما ندر، فإننا كنا قادرين ومنذ زمن على اتخاذ هذه الخطوة، أو على الأقل توفير بدائل مناسبة للمدرب المحلي وقد حدث ذلك عندما نريد أحدهم بعينه ..!
وفوق ذلك كان بإمكاننا التعامل مع المدرب المحلي بشكل أفضل في تلبية المتطلبات المختلفة، كما كان يجري مع الخواجات الذين غالباً ماكانوا يأخذون أضعافاً مضاعفة عما يقدمونه، ولايستحقون تلك الهالات الإعلامية الفاقعة، ولكم في الأمثلة شواهد كثيرة آخرها مازال الجميع يطالب بفتح ملفاته والاطلاع على العقود المغلقة لعيون الأحبة..!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com