إن كانت النتائج المباشرة هامة في بطولة الجمهورية للملاكمة لمعرفة المتصدر أو حامل اللقب، فإن النتائج غير المباشرة هامة
أيضاً للوقوف على حقيقة البطولة واستنتاج العبر منها، وفي التفاصيل يتجلى ذلك…
من فوق الحبال.. سقط الملاكمان
ففي إحدى نزالات الدور التمهيدي سقط لاعبان من فوق حبال الحلبة إلى أرض الصالة مباشرة، ورغم أن الحادثة مرت بسلام من خلال إصابة طفيفة لحقت بأحد اللاعبين وأدت لانسحابه ولكنها أخذت حيزاً كبيراً من حديث كوادر اللعبة التي أجمعت أن السقوط على هذا النحو إنما سببه الرئيسي عملية «الدفش والنطح والنط» التي حلت مكان تسديد اللكمات وهذا سببه حداثة الملاكم باللعبة وقصر عمره التدريبي ما يحتم والحالة هذه توخي الحذر أثناء اختيار اللاعبيم للبطولات المركزية لا سيما وأن سلامتهم هي الأهم..
أما الحادثة الثانية فكانت بتلك المناوشات التي دارت بين لاعبي دير الزور ومشجعي المنتخب الحلبي التي وصلت إحدى مراحلها للضرب «بطبلات التشجيع والكراسي» فكان الملفت للنظر طريقة تعامل الكوادر الحلبية «منظمة البطولة» حين تحملت مسؤولياتها وأقرت بالحادثة فأفصحت أن من قام بعملية الضرب بالكرسي هو لاعب حلبي من فئة الناشئين لابد من معاقبته كي لا تتكرر مثل هذه الأمور التي من شأنها إفشال البطولة وإضاعة الجهود المبذولة فيها وهذه ناحية، أما الثانية فكانت بتصرف مدرب قبضات الدير هدير السحل الذي عمل على إبعاد لاعبيه وإسكاتهم منعاً لتفاقم الإشكال وقناعته في ذلك حسب تعبيره: إن المعنيين عن الملاكمة الحلبية بذلوا كل ما بوسعهم لاستضافة البطولة على النحو الأفضل ودعم الفرق المشاركة فيها من خلال حسن الضيافة والتنظيم الجيد وتأمين النقطة الطبية كما أمنوا الإقامة المجانية لجميع المحافظات على السواء بدار الضيافة بالمدينة الجامعية وذلك بدعم من رئيس نادي الباسل الجامعي، ما جعل بنظر السحل أي ردة فعل تسيء للبطولة هي عمل مخجل وهذا بحد ذاته ما ثمنته خبرات الملاكمة ووجدته كبيراً من هدير القبضات الذي كان مثالاً للروح الرياضية حين تقبل أن يضرب ولاعبه بالكرسي دون أن يرد، تاركاً الأمر لاتحاد اللعبة وأنظمة البطولة بإجراء المناسب لمنع تكرار هذه الحالات في بطولات قادمة- وهذا ما طالبت به فنية القبضات مشرف البطولة أمين سر اتحاد الملاكمة عيسى نصار الذي طاله أيضاً لوم كوادر ملاكمة حلب وعتبها وباتجاهين: الأول لعدم توجيه اتحاد الملاكمة أي من الدعوات للمساركة بدورات وبطولات خارجية للمحافظة أسوة بباقي المحافظات والثاني لطريقة تعامله مع إحدى خبرات الملاكمة الحلبية ومنعه من الاقتراب إلى الحلبة بطريقة لا تتناسب مع عمره أو مع ما قدمه للعبة كل تلك السنوات، وفي هذا كان رد مشرف البطولة عملياً مقنعاً حيث أفصح عن رغبة نادي الشرقية المصري والذي يضم ملاكمين من جميع الفئات لإقامة معسكر تدريبي مشترك مع إحدى فرقنا اختار اتحاد اللعبة المنتخب الحلبي لهذه الدعوة على أن يرد المنتخب الحلبي الزيادة في الوقت الذي يراه مناسباً، وهذا ما أراح الملاكمة التي وجدت العرض مناسباً جداً لا سيما وأن نادي الباسل الجامعي الداعم للملاكمة مستعد لتأمين الإقامة والإطعام..
أما رده الآخر فكان أكثر إقناعاً حين أصر مشرف البطولة على إشراك جميع خبرات القبضات «حتى القدامى منهم» بعمليات تتويج الفائزين معلناً بذلك حسن تقدير اتحاد اللعبة لخبراته مبعداً عن نفسه نية الإساءة ما يجعله والحالة هذه صادقاً بتعبيره حين قال: نحترم جميع خبراتنا ونقدر كل ما بذلوه من أجل اللعبة وممارسيها ولكننا جميعاً تحت قانون وأنظمة البطولة طالما نريد لها النجاح.
ملحم الحكيم