الوقت الضائع….المهمة الأصعب

تناولنا الأسبوع الفائت خبر تعيين المدرب البرازيلي لويس فيليبي سكولاري بطل العالم في مونديال 2002 مدرباً لمنتخب السامبا مستضيف كأس العالم المقبلة على الأراضي البرازيلية 2014.

fiogf49gjkf0d


قد لا نكون مبالغين إذا قلنا إن مهمة تدريب منتخب السيليساو أصعب من أي مهمة تدريبية في عالم كرة القدم لجملة من الأسباب وإليكم غيض من فيض:‏


أولاً النقاد هناك أكثر من أن يعدوا ويحصوا ولا غرابة أن نسمع النقد من السمان والفران وبائع المازوت فكلهم أهل للمناقشة في اللعبة.‏


وثانياً الفوز مطلب دائم أياً كانت الظروف والأحوال، والخسارة غير مقبولة وغير معترف بها حتى في الوديات.‏


وثالثاً المركز الثاني في أي بطولة أو استحقاق يعد إخفاقاً يستوجب عقد جلسة برلمانية طارئة لدراسة الأسباب والمسببات والنتائج التي خلّفتها على الشعب البرازيلي الذي يتنفس كرة القدم في أحلك الظروف وأصعبها.‏


ومرد ذلك ببساطة متناهية أن البرازيل تشتهر بأمرين اثنين لا مهادنة فيهما ويجريان في شرايين أي برازيلي وهما: احتساء القهوة وممارسة كرة القدم في الأزقة والشوارع، في البيوت والعرَصات، على الشواطئ وضفاف الأنهار، والحديث عن الكرة لا ينضب أينما كانت بوصلة الاتجاه.‏


البرازيل مكانها الطبيعي زعامة العالم في كرة القدم وهذا موضع فخر لشعب فقير تشكل كرة القدم وسيلة أساسية لدعم اقتصاد البلد، وسبيلاً لعديد العائلات كي تودع الفقر إلى غير رجعة.‏


عندما عادت البعثة البرازيلية من مونديال السويد 1958 كان في مقدمة المستقبلين الرئيس البرازيلي الذي قال جملته المشهورة وقتها التي تلخص أهمية كرة القدم في ذلك البلد: صحيح أننا لا نملك الخبز والأرز، لكننا نملك بيليه وكأس العالم، وعندما اجتمع باللاعبين الذاهبين لخوض غمار كأس العالم في تشيلي 1962 طالبهم بالاحنفاظ بالكأس التي تعادل الأرز لشعب كان يعاني أزمة اقتصادية خانقة.‏


سكولاري أحد خمسة مدربين رسموا البسمة على شفاه البرازيليين مونديالياً فهل يكون استثناؤهم الوحيد بلقب ثان أم يندم على قبوله المهمة؟‏


محمود قرقورا‏

المزيد..