في الوقت الذي تعج فيه رياضة طرطوس بالتناقضات حيناً وبالمواجع المالية أحياناً كثيرة فإن أي بارقة أمل تظهر في رياضة هذه المحافظة نتمسك بها ونحاول تقوية وجودها وتعزيزها.
وبعد أن استوقفنا في العدد الماضي مع الكرة الطائرة في طرطوس نقف في هذا العدد مع كرة السلة فهل هناك جديد أم أن الحال من بعضه كما يقولون؟
العنوان الأساسي والرئيسي يقول: تمارس كرة السلة في نادي الساحل فقط (بنات) وفي نادي صافيتا فقط (رجال) وقد يقول قائل: هذا يكفي لمحافظة صغيرة مثل طرطوس ونقول نعم هذا يكفي لو أن اللعبة تمارس بشكل سليم في هذين الناديين لأن وجود (10) لاعبات يمثلن فريق الساحل الذي يصعد ويهبط دورياً لا يعني وجود طيب للعبة في طرطوس.
السيد عازار حمود رئيس اللجنة الفنية لكرة السلة في طرطوس لم يخالفنا هذا الرأي بل إنه يرى كرة السلة بموضوعية نادراً ما تجدها عند غيره.
عازار حمود لم يقف خلف ضعف الإمكانات المالية ولم يبرر عدم تطوير سلة طرطوس بأمور غير مقنعة كما يفعل البعض عندما يريد قذف التقصير إلى مرمى الآخرين بل إنه اختصر وقال: لا أحد يريد هذه اللعبة ولا أحد يفهمها بشكل جيد..
وعندما قلت له إنك تدين نفسك كرئيس لجنة فنية كعدم قدرتك على توسيع رقعة اللعبة وتفعيلها فقال: دعونا /22/ نادياً موجوداً في طرطوس إلى اجتماع نبحث فيه واقع السلة الطرطوسية فلم يحضر إلا مندوب عمره 16 سنة من نادي صافيتا فهل هذا معقول؟
سألته عن سلة الساحل التي عرفت بسيداتها الدرجة الأولى فقال: ممارسة نادي الساحل لكرة السلة منقوصة لديهم 10 لاعبات وبالتالي فإن أي مدرب يأتي لن يحقق نتائج طيبة.
وصافيتا الذي يمارس اللعبة رجالاً شارك بدوري الدرجة الثالثة وكان يخسر بفوارق كبيرة.
وبالكوادر يقول حمود: لدينا 20 حكماً 15 منهم درجة ثالثة و5 درجة ثانية ولدينا 6 مدربين والصالات موجودة والخامات موجودة ولكن نية العمل عند الكثيرين غير موجودة.
عازار حمود طار في حديثه الصريح جداً إلى حيث تختبىء الحقيقة وهي أن الرياضة أصبحت لعبة أشخاص تديرهم المصالح الشخصية والحسابات الخاصة جداً ولم تعد في طرطوس وذلك النشاط القادرة على توظيف الطاقات بالطرق الصحيحة.
وإذ أعتذر من السيد عازار حمود من عدم نشر صراحته في هذه الرسالة إلا أنني أعده أن تكون أفكاره حاضرة في الرسائل القادمة والسبب ضيق المساحة المخصصة من جهة وعدم قدرة الآخرين على تقبل هذه الصراحة من جهة أخرى، لكن ما أريد أن أختم به هذه الوقفة السريعة مع سلة طرطوس هو أن هذه اللعبة تئن كغيرها ولا تحتاج إلا لمواقف وقرارات جريئة تضعها على السكة الصحيحة وألا يكون اللهاث خلف كرة القدم فقط على أهمية كرة القدم إلا أن الألعاب الأخرى بحاجة لمن ينظر إليها بعين العطف.