رسالة طرطوس الأسبوعية
في الوقت الذي يشكو فيه العالم بأسره من آثار الأزمة المالية العالمية فإن ما تعانيه رياضتنا بشكل عام لايمكن رده إلى هذه الأزمة العالمية لأن معاناة هذه الرياضة بدأت منذ أن وضع قادة الرياضة شرط النتيجة المتقدمة مقابل المشاركة الخارجية ومنذ أن طغت النفقات الإدارية على نفقات الألعاب فكان الحل بتقليص بطولات الألعاب بدل تقليص النفقات الإدارية!
|
|
على كل حال لانناقش أزمة رياضتنا المالية ولانلوك وجعها الفني، بل نعلل أنفسنا بالبحث عن خيط رفيع أبيض بين ركام القهر الرياضي، وكل ما أردته من هذه المقدمة هو القول بأن ما سيلي ذلك ليس مقتصراً على محافظة طرطوس وإنما هو حالة عامة في رياضتنا..
وعدناكم في العدد الماضي أن نعرج على ألعاب المحافظة الواحدة تلو الأخرى وتعمدت أن تكون البداية مع اللعبة التي كانت أكثر شعبية في المحافظة وهي الكرة الطائرة فماذا عن هذه اللعبة بطرطوس ؟
قبل أن تشغل محرك الطائرة عليك أن تتفقده وأن تتأكد من أن الوقود يكفيك للتحليق وإلا فإن أي خطوة تقدم عليها تؤرشف تحت بند المغامرة..
الطائرة في طرطوس لاتفتقد الوقود وحسب، بل أن الخلل وصل إلى محركاتها، والملل الذي يسيطر على الكثيرين من كوادرها، هذا الملل ليس في صالح اللعبة، وإذا ما أردنا البحث في أسباب هذا الملل لوجدنا أنه مفروض عليها بشكل غير مباشر، فعندما يفكر أي محب للكرة الطائرة بنهاية الرحلة التي يمضي به فسيصطدم بالتأكيد بضعف الاهتمام بالمنتخبات الوطنية، وبالتالي فإنه سيجد سقف الطموح وقد سقط قبل أن يبدأ الرحلة فلماذا يعذب نفسه بالتفاصيل؟
السيد أحمد وطفة رئيس اللجنة الفنية للكرة الطائرة بطرطوس وفي رده على سؤالنا له حول واقع اللعبة بالمحافظة قال: الكرة الطائرة بسورية بشلك عام متراجعة وهي تتدهور باستمرار وقد أصبحت هذه اللعبة عالة على الأندية من وجهة نظر القائمين على هذه الأندية لأنها لاتحقق لها أي مردود مالي على عكس كرة القدم التي سرقت الاهتمام لأنها تحقق ذلك ومن هنا نجد أن مراقب مباراة القدم يقبض بالآلاف بينما لا يقبض مراقب مباراة الطائرة أي ليرة ويضيف : لاأحد يبحث عن تطور اللعبة بل عما ستقدمه له هذه اللعبة..
سألته عن البنية التحتية للكرة الطائرة فقال :لدينا أربعة مدربين وطنيين وهذا جيد جداً،و لدينا صالات ولدينا خامات ومع هذا اللعبة لاتتطور لأن العصب الأساسي وهو المال غير موجود.. صحيح أنه لدينا ثلاثة أندية بالدرجة الأولى (2إناث، و1 ذكور) وفريق بنات درجة ثانية وفريقان ذكور درجة ثالثة إلاأنني لاأستطيع أن أقول إن اللعبة على مايرام !
الكابتن رائد موسى مدرب بنات السودا« درجة أولى» خالف رئيس فنية الطائرة واعتبر أن اللعبة بخيروبالوقت نفسه لم يخفِ قلقه من قلة الاهتمام باللعبة بالقطر بشكل عام ووصل الأمر الى المنتخبات الوطنية والتي أصبحت بلا معسكرات وبلا مشاركات ومع هذا والكلام لرائد موسى فإن اللعبة بطرطوس جيدة حيث لدينا /3/ فرق درجة أولى ولدينا لاعبات بالمنتخب الوطني ولاعبات بطلات على مستوى العرب بالطائرة الشاطئية..
وعن وضع فريقه في الدوري قال موسى: نحاول أن نحافظ على وجودنا بالدرجة الاولى هذا الموسم والفريق جيد ومستواه مطمئن..
هذه هي العناوين العريضة لواقع الكرة الطائرة في محافظة طرطوس، هي جاهزة للتحليق لكنها تنتظر ضخ الوقود في محركاتها ورغم كل ما تعانيه هذه اللعبة إلا أنها قادرة على التمسك بتفاؤلها.
وقبل أن نطوي هذه الصفحة نذكر أنه في طرطوس هناك فرق السودا وحصين البحر، (درجة اولى)، ومصفاة بانياس (درجة ثانية )، وحصين البحر (أولى ذكور) ونهر الخوابي ( درجة ثالثة ذكور).