فجر ابراهيم للموقف الرياضي: مسيرتي مع المنتخب ستنتهي بإشراقة آسيوية و صحيفة الوطن ليست سندا لي! مقياس اختيار اللاعبين فني بحت والطريق مفتوح للجميع ود. الجبان منحنا الصلاحيات لتأمين مباريات قوية!!
علاقة أي مدرب بفريقه هي علاقة جدلية، حيث يبقى المدرب على رأس عمله ما دامت النجاحات تواكب فريقه، والعكس صحيح في هذه المعادلة، وفجر ابراهيم الذي عاد للمنتخب الوطني (للمرة الثانية) في أقل من عام واكبه النجاح مع المنتخب الأول،
وأثبت علو كعبه في عالم التدريب، ومع ذلك بقي طريقه محفوفاً بالشكوك والتقولات التي كانت تصدر عن أشخاص بعينهم من هنا وهناك، نقلنا بعضها، وحاولنا رصد ردود أفعاله، فكان واثقاً من نفسه ويجيب عنها بشفافية مطلقة، فلم يتلكأ في الإجابة عن أي سؤال محرج، وترك باب الأسئلة مفتوحاً إلى ما بعد إجراء هذه المقابلة.
> إين وصل بك الأمر من ناحية (العقد) مع اتحاد الكرة خاصة بعد النتائج الإيجابية التي حصلت عليها مع الفريق الأول؟
> > من ناحية العقد، جلست اليوم مع الدكتور أحمد جبان وكافة العقود جاهزة وهي بحاجة فقط إلى تصديق من المكتب التنفيذي، والتأخير تم مع الجهاز كله وحسب الدكتور جبان فإن المشكلة كانت في النظام المالي فقط.
> بعد دعوة اللاعبين السوريين المغتربين الخمسة، هل في ذهنك لاعبون جدد، وما إمكانية زج هؤلاء اللاعبين مع المنتخب؟
> > حاليا دعونا اللاعبين السوريين المغتربين من خلال مراسلة أنديتهم بشكل رسمي عن طريق اتحاداتهم، وحتى الآن لم يرد أي جواب من قبلهم، وهم سوريون في بلجيكا والسويد وألمانيا وهولندا، ،والدعوة حالياً بسبب الفترة الطويلة للاستحقاق القادم مع فيتنام ضمن التصفيات الآسيوية، حيث مباراة الذهاب في هانوي بتاريخ 14/11 من هذا العام والإياب في 18/11 بحلب.
وهي فرصة للوقوف على حقيقة مستوى هؤلاء اللاعبين وانسجامهم مع المجموعة حيث من الصعب أن يأتوا مباشرة إلى أي استحقاق دون معرفة مسبقة وهؤلاء اللاعبون هم إضافة إيجابية للمنتخب الوطني في حال حضورهم لفترات طويلة وانسجامهم مع المجموعة بشكل جيد، فسيكون هناك دعوة للاعبين آخرين سيتم اختيارهم من ضمن قائمة تضمن 16 لاعباً يلعبون في أندية المقدمة ببلاد الاغتراب.
> ما هي مشكلتك مع اللاعب زياد شعبو، الذي كنت تعتمد عليه، وما ردك على تصريحاته بحقك عبر مواقع الكترونية؟؟
> > لا يوجد مشكلة لي مع أي لاعب وزياد واحد منهم، لكن هذا خيار فني، فإذا كان كل لاعب سيبتعد عن المنتخب ويثير المشاكل فهنا المشكلة، واستخدام اللاعبين وإبعادهم يتعلق بالمستوى الفني للاعب، وحالياً زياد شعبو ليس كما كان في السابق، وهذا لا يعني أن استبعاده هو نهايته كلاعب، وهناك أمثلة كثيرة على دعوة بعضهم كمجد حمصي وماهر السيد اللذين كانا في المنتخب لفترة ثم عادا إليه، وباعتقادي فإن البعض ممن له مصلحة أو ممن (ضاعت مصالحه) أرادوا أن يثيروا المشاكل، ولكن نقول لهؤلاء: إن عليكم أن تكونوا أكثر صدقاً مع أنفسكم وأكثر وفاء لمن عاملوكم بكل صدق ومحبة، ودون مصلحة شخصية وما ورد من تصريحات لا ألتفت إليها..
> فجر ابراهيم.. في صراعات اتحاد الكرة الحالية، مع أي تيار أنت أي (محسوب على أي تيار)؟
> > أنا لا أسمح لنفسي أن أكون محسوباً على أحد وأعمل مع اتحاد الكرة حالياً وأكن كل تقدير واحترام للجميع (وخاصة للدكتور أحمد جبان) فأنا أعمل وفق رؤية مؤسساتية مبنية على الاحترام والثقة المتبادلين.
> مسيرة منتخبنا في كأس آسيا جيدة حتى الآن، فقد حققنا انتصارين، وبتنا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ النهائيات، فما طموحاتك مع المنتخب؟
> > طموحي الأول هو بلوغ النهائيات، وأعتقد أنه حلم أصبح يراودنا منذ فترة طويلة، ونحن منذ عام 1996 لم نشارك في النهائيات وبلوغنا النهائيات هو تتويج لعمل طويل ومستقر، وعند بلوغ النهائيات ستكون لنا استراتيجية عمل أخرى، وإذا ما بلغناها سنلعب بطموح كبير لنكون فريقاً منافساً ومحترماً من الخصوم.
> يقولون: إن لكل بداية نهاية، فمتى تتصور نهاية مسيرتك مع المنتخب؟
> > طموحي الأول هو بلوغ النهائيات، ولا يوجد شخص أو مدرب في العالم يبقى في عمله إلى ما لانهاية، ولا بد من نهاية، ولكن أن أحقق مع منتخب بلادي إشراقة في النهائيات الآسيوية، فستكون هي النهاية السعيدة.
> كثيراً ما اتهم فجر بأنه لم يدرب على الصعيد المحلي، فأي من الأندية يتمنى فجر ابراهيم أن يكون مدرباً لها؟
> > أنا لم أدرب على الصعيد المحلي سوى فترات قصيرة، وعندما أفكر بتدريب الأندية فأول من يخطر ببالي هو النادي الذي تربيت فيه والذي له الفضل الأول عليّ، وهو نادي الوحدة ولكن ضمن شروط ومناخات ملائمة للعمل، لكن (كمدرب محترف) عندما تأتيني عروض أخرى فسأبحث من خلالها عن الأفضل، وبكل الأحوال، كل ما ذكر هو سابق لأوانه.
> ما هو تأثير الفوضى الإدارية التي تعم اتحاد الكرة على المنتخبات الوطنية بشكل عام وعلى المنتخب الأول بشكل خاص، وهل تتم تلبية طلباتك اتحادياً أم لا؟
> > في أي عمل يرافقه فوضى يبقى العمل ناقصاً أو غير ملب للطموح (هذا في المجمل) وما من شك أن الفوضى الإدارية السابقة أثرت على مسيرة المنتخب وحرمتنا من بلوغ الدور قبل النهائي لتصفيات كأس العالم، وحالياً الأمور تسير بشكل مختلف حيث أن اتحاد كرة القدم استفاد كثيراً مما حصل معه سابقاً، وهو يسعى جاهداً لتأمين متطلبات المنتخب الأول، وأعطاني مع إدارة المنتخب كل الصلاحيات بالبحث والمراسلات من أجل تأمين كل ما يحتاجه من مباريات دولية بسوية عالية أما في الشأن الداخلي ( ما يخص المعسكرات) فاتحاد كرة القدم يقوم بتأمين جميع المستلزمات، وإن كان طموحنا أكبر لإقامة معسكرات خارجية بمناخات مختلفة عما كان سائداً سابقاً، بحيث تكون معسكراتنا خارج الدول العربية والآسيوية، والدكتور أحمد جبان تفاعل إيجابياً معها.
> بصراحتك المعهودة.. إلى أي مستوى يساهم الدوري السوري في تطوير المنتخب؟ على سبيل المثال ففي كل دول العالم حينما يأتي اللاعب إلى المنتخب يكون جاهزاً تماماً، فما هو حال اللاعب المحلي؟
> > أنا ومعالج المنتخب لدينا كافة التقارير الطبية عن اللاعبين وخاصة عند قدومهم في اليوم الأول، وبكل صراحة يكون (المعظم) إما يعاني من إصابة أو تعب عضلي أو من مشكلة ما، وهذا قد يغير مما هو مرسوم ومخطط له تدريبياً ، استناداً لما سبق، ولكن هذه المشكلات كلها تزول أو لنقل معظمها، خاصة حينما يكون المعسكر لفترة طويلة حيث يتحسن وضع اللاعبين النفسي ومثال ذلك أن الكثير من لاعبي المنتخب يتمنون أن تكون المعسكرات متواصلة ولفترات زمنية طويلة، كما يتحسن المستوى المهاري والبدني للاعبين.. والدليل على ذلك أن مستوى اللاعبين مع المنتخب هو أعلى مما هو عليه مع الأندية.
و أنا لا ألقي اللوم على مدربي الأندية، لأننا نشاهد التخبطات الإدارية التي تعيشها أنديتهم، وتغيير المدربين شبه المستمر وعدم شعور المدرب بالراحة مع ناديه، وهذه كلها عوامل مؤثرة على اللاعب والمدرب في الوقت نفسه، وبتقديري الدوري السوري مناخ ملائم لتحضير اللاعبين لكن عدد الأندية كثير فلو اقتصر الدوري على عشرة أندية فالفائدة أكثر والمستوى يرتقي والمنافسة تحتدم ولا مكان حينها إلا للأفضل.
> تعودنا على (الروزنامة) غير الثابتة للبطولات المحلية، فهل يتم وضعها بالتعاون معك؟ وهل يتشاورون معك بشأنها؟
> > أولاً أنا وضعت روزنامة لمدة عام كامل تتضمن كافة المعسكرات والمباريات المقترحة، بالإضافة إلى المباريات الرسمية في التصفيات الآسيوية وراعيت في هذه الروزنامة مشاركة ناديي الكرامة والمجد في كأس الاتحاد الآسيوي بحيث لا تتعارض مع هذه المشاركة، وأن نوفر لهذين الناديين التحضير المناسب ليكونا سفيرين كبيرين لكرتنا ولبلدنا أما إذا حصل أي تعديلات فأعتقد أن هذه سياسة اتحاد، ولست مسؤولاً عنها، ولكن هم متعاونون مع ما قدمته لهم من تخطيط وعمل.
> في المباريات التحضيرية للمنتخب، هل تفرض مباريات ودية على اتحاد كرة القدم أم أن المباريات ماتزال مفروضة علينا؟
> > المباريات التحضيرية التي حصلت سابقاً كان معظمها دعوات من الدول وكانت دعوات جيدة خاصة أن بعضها جاء من اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية، والبحرين وحالياً قطر، وهذا دليل على أهمية المنتخب السوري بالنسبة لهذه الدول بحيث أن الاحتكاك معه مفيد، لكن حسب الروزنامة التي وضعتها فهي تتطلب جهداً لتأمين مباريات نوعية نحن بأمس الحاجة إليها، وكما ذكرت سابقاً فقد منحنا الدكتور أحمد جبان مطلق الصلاحية بالبحث والمراسلات لتأمين تلك المباريات.
> هل لعامل الأرض دور في اعتمادك على التشكيلة، فما يقال هو أنك تعتمد على لاعبين في دمشق حين تكون المباراة في دمشق وكذلك الأمر في حلب؟
> > لا أعتقد أن ما ذكر هو صحيح، وإذا عدنا إلى قائمة المباريات السابقة لا نجد هذا، ولكن إذا بني هذا الكلام حالياً حيث أننا نلعب بحلب ومعظم لاعبي المنتخب من نادي الاتحاد فهذا استناداً لما يملكه الاتحاد من لاعبين تؤهلهم لأن يكونوا في عداد لاعبي المنتخب الوطني، حتى وعندما لعبنا أمام الصين في حلب، لم يكن معظم اللاعبين من حلب.
وتشكيلة المنتخب الوطني لأي مباراة في أي محافظة عزيزة علينا هي من اللاعبين الأفضل والأجهز والأكثر انسجاماً بعيداً عن الاسم والنادي الذي ينتمي إليه اللاعب، فالمقياس هو فني بحت.
> موقف فجر ابراهيم من اتحاد الكرة متغير.. ففي الوقت الذي كنت فيه مدرباً للمنتخب كانت أمورك جيدة معهم، وحين كنت بعيداً كنت (تصطادهم) في جريدتك، ويقول البعض: إن اصطيادك لأخطاء الاتحاد في صحيفة الوطن التي ترأس قسمها الرياضي سبب رئيسي في دعوتك لتدريب المنتخب؟
> > أنا لم أتعود الصيد، ولم أتعود انتهاز الفرص، فأنا عندما تكلمت عن اتحاد كرة القدم قلت في الوقت نفسه إنني سأجلس معهم، لذلك لا يوجد أي خلافات شخصية بيني وبينهم، وقد تكون هناك خلافات في الرؤية، وهذا الاختلاف لا يفسد للود قضية، وأنا لم استخدم جريدة الوطن لتكون سنداً لي، فسندي هو ما أملكه من رصيد مع المنتخب الوطني سواء على صعيد النتائج أو الأداء، وما أحمله من مؤهلات ساعدتني كثيراً لأن أكون مدرباً لمنتخب سورية وتدريب لاعبيه هو شرف أعتز به.
> يقال: إن المكتب التنفيذي فرضك على المنتخب وعلى اتحاد الكرة والدليل ذهابك مع نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام السيد فراس معلا إلى بالي؟
> > عندما ذهبت إلى بالي كنت معيناً مدرباً للمنتخب الوطني لذلك فسفرة بالي لاعلاقة لها مع المنتخب، إنما كانت مهنية على حساب جريدة الوطن لتغطية البطولة الشاطئية الآسيوية لكن وبنفس الوقت أقول: إنه كان لي الشرف أن أتواجد مع الأستاذ فراس معلا والأستاذ صلاح رمضان اللذين أكن لهما كل التقدير والاحترام والمحبة، وتربطني بهما صداقة قديمة جداً، فأنا أعرف الأستاذ فراس حينما كان طالباً في الثانوية وكنا نجتمع صباحاً حين كان ينتهي من تدريبه في الساعة السابعة صباحاً قبل ذهابه إلى دروسه، كما كان لي شرف الجلوس مع الدكتور فيصل البصري الذي حضر اجتماعات مهمة على هامش الدورة وكان مثالاً للقائد الرياضي الذي يسعى جاداً وراء مصلحة رياضة الوطن، كما كان الأستاذ سليمان حويلة رئيس فرع درعا للاتحاد الرياضي متواجداً معنا وكان يقوم بدوره على أكمل وجه، وفي هذه البطولة تعززت صداقتي مع كل من ذكرت أكثر لأنه في السفر تظهر معادن البشر.
> شيء تحب أن تقوله ولم نسألك عنه؟
> > أحب أن أقول: إن المنتخب ليس حكراً على فجر ابراهيم ولا على غيره وحالياً أنا أعمل.. وسيكون عملي محدوداً بفترة معينة، وأعتقد أنه حينما يكون هناك تقييم للمنتخب من خلال ما يقدمه وبعيداً عن الشخصنة لأنه في النهاية نحن نعمل لرياضة بلدنا وسمعتها، وأن تكون عطرة فنحن سفراء فوق العادة، وكل شيء يشوه من صورة المنتخب هو تشويه بصورة الوطن، فالوطن والمنتخب فوق الجميع وعلينا أن نقف تحت مظلة الوطن.
و من جهة ثانية أقول للجميع: إن باب المنتخب مفتوح للجميع ولمن يثبت أحقيته بذلك، كما أن اللاعبين السوريين المغتربين في الخارج لهم الحظوة في ذلك وهم في القلب والعين، ولهم نقول: عند حضوركم إلى المنتخب الوطني ستكونون إضافة جميلة وفاعلة.
esmaeel67@live.com