إياب الدوري الكروي.. والعود أحمد

لعلها المرة الأولى منذ سنوات طويلة خلت والتي يأتي فيها مردود توقيف عجلة الدوري الكروي منعاً بعد الغلة الوافرة التي حصدها منتخبنا الأول في تصفيات كأس آسيا.. وحتى نكون أكثر دقة في التوصيف فإن الدوري لم يوقف عملياً بل شطت فترة استراحة بين الذهاب والإياب لأكثر من شهر!!

fiogf49gjkf0d


الدوري الكروي انطلق أمس في رحلة إيابه بدون أن تكون هذه العودة طاوية لصفحة قاتمة من المشاركة المنتخباتية بل توطئة لازدياد فسحة الأمل وتجدد الحلم في التطور الكروي وامتداداً لحالة من التفاؤل واستعادة الثقة بعد أن انهارت جسور المودة بين كرتنا الوطنية وعشاقها بفعل الضربات المتلاحقة والمتوالية من قبضة الانتكاسات والانكسارات السابقة؟!‏


المرحلة الثانية من الدوري ستكون لاهبة وساخنة لدرجة الغليان سواء في المنافسة على اللقب وحجز المقاعد المؤهلة للاستحقاقات العربية والقارية أو في الصراع للظفر بطوق النجاة من لجة الهبوط إلى دوري المظاليم.‏


أما فرق الوسط فهي بين نار التطلع لتحسين المركز وجحيم الهروب من المؤخرة، وبالتالي فإن هذه المرحلة بأسابيعها الثلاثة عشرة ستشهد مباريات حامية وتنافسية يغلب عليها طابع الإثارة والندية والسعي الدؤوب للحصول على النقطة..‏


ولعل ما يوحد أندية الدوري ويجمعها فشلها في المعسكرات الخارجية باستثناء الكرامة حيث تبددت مساعيها في السفر وملاقاة الأشقاء مكتفية ببعض المباريات المحلية الودية، ولا مندوحة من القول أن بعض الأندية عانت من غياب الدوليين مع المنتخبات فلم تستعد بالشكل الأمثل: ناهيك أن بعضها الآخر أنفق أوقات طويلة في حل مشاكله الإدارية المزمنة والمالية المستعصية.‏


ولدى الحديث عن أحد أهم أطراف المعادلة الكروية ونعني التحكيم تنبعث الطموحات أن تتحسن الصورة في الأذهان قبل الملاعب وأن يقتنع الجميع أن الأخطاء التي حصلت في الذهاب ليست مقصودة ولا معتمدة ولا تعدو كونها إنسانية وحصل ما هو أسوأ منها في الدوريات الأوروبية بحيث لم تقم الدنيا ولم تقعد في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وانكلترا!!‏


وبدلاً من الانصراف إلى توجيه اللوم والاتهام لقضاة الملاعب لا بد من الالتفات للأخطاء الفنية التي يقع بها المدربون أحياناً واللاعبون أحياناً أخرى، فقرار الحكم مهما كان لا يتبدل ولا يتغير ولا يغير واقع الحال، أما الاعتراف الضمني والصريح بالثغرات الفنية فله تجليات كثيرة على صعيد التطور والنهوض وتحسين الأداء والصورة.‏

المزيد..