كالصاعقة كان وقع نتيجة مباراة الفتوة مع ضيفه الحلبي الاتحاد.. نتيجة خلفت المرارة لدى عشاق أزرق الدير الذين كانوا يمنون النفس بتحقيق الفوز الذي يبعدهم عن خانة الفرق المهددة بالهبوط
و هم من أجل ذلك زحفوا بالآلاف للملعب البلدي الذي أزدان بالأعلام واللافتات الزرقاء و لكن هول الصدمة كان كبيراً على البعض الذي خرج باكياً و البعض الأخر الذي هتف للاتحاد دون وعي وقسم تناول اللاعبين بالكلام القاسي..؟!..
الاجواء التي عاشها الفريق قبل المباراة مثالية جداً من حيث الشحن الجماهيري و الإعلامي و التفاف الادارة حول فريقها و قيامهم بدفع مقدمات العقود و الرواتب قبل المباراة لكن الذي حدث على الأرض لم يكن بالحسبان..
دعونا نعترف أولاً بأن الحكم لم يكن على مستوى الحدث و قد ساهم كثيراً بإنذاراته بعصبية اللاعبين و طرد أحد لاعبي الفتوة دون وجه حق.. و لكن…؟ أين هم اللاعبون من جو المباراة؟ لقد عزفت سمفونية الفتوة نشازاً طوال ساعة كاملة بعد طرد لاعبهم.. الدفاع فتح اتوستراداته على الأخر ودون اشارة حمراء مما جعل لاعبوا الاتحاد يسرحون و يموحون ويسجلون.. و الوسط كان ضائعاً وتائهاً و عاجزاً و غير قادر على مجاراة لاعبي الاتحاد.. و الهجوم كان غائباً تماماً إلا من بعض المحاولات الفردية للعبادي الذي كان أفضل اللاعبين و لكن يداً واحدة لا تصفق.. وبالنهاية كان الحارس العملاق فاتح العمر ليس بيوم سعده على الاطلاق كل هذه العوامل أكتملت لتحقق المشهد الكابوس..؟..
الغريب أننا شاهدنا الاتحاد و كأنه يلعب بحصة تدريبية بعد تسجيله للهدف الثالث بينما بعض/ الطواويس/ كانوا واقفين بمضمار الملعب و كأن الأمر لا يعنيهم؟!.. وفي المحصلة جاء أهالي حلب للدير حاسباً ألف حساب وخرج منها ضاحكاً وغانماً…؟! مدرب الفريق الكابتن انور عبد القادر أجتمع مع اللاعبين بعد يوم من المباراة بمقر النادي ووجه لهم كلاماً سمعنا بأنه كان قاسياً جداً و خاصة للاعبين الذين طالت فترة خروجهم عن الفورمة . إلا اذا كانت نجوميتهم طفرة و قد عادوا الان لمستواهم الحقيقي و طالبهم بضرورة التطلع للمستقبل و السعي لأنقاذ النادي من محنته التي قد تكلفه الهبوط للدرجة الثانية.. وقد وعده اللاعبون خيراً بدءاً من مباراة اليوم أمام جبلة..
لكننا نقولها للجميع ان مباراة جبلة و المباريات المتبقية هي نقطة الفصل بمسيرة النادي الأزرق بدوري المحترفين بعد أن تأزمت الأوضاع وبدأت حسابات النقطة تفرض نفسها على المشهد تماماً خاصة بعد أن حققت الفرق المهددة للانتصارات في حين بقي الفتوة اسير الثلاثيات و الرباعيات.. لذلك على اللاعبين نسيان ما حصل و التطلع الى القادمات بروح جديدة قادرة على أعادة الأطمئنان لقلوب الجماهير الزرقاء التي أصابها الملل و القرف مما يحصل. ادارة النادي عقدت خلال الاسبوع الماضي اجتماعين خصص الاول لبحث الأمور المالية المتردية خاصة بعد دفع مقدمات العقود و الرواتب حيث لم يبق هناك أي قرش أضافي في الخزينة مع استمرار تجاهل الجهات المسؤولة الوضع الكارثي الذي يعيشه ممثل المنطقة الشرقية الوحيد بدوري المحترفين.. و لم يثمر الاجتماع عن شيء ملموس بظل عدم توافر المال و أصبح الإتجاه منصباً على القيادة السياسية بالمحافظة لتأمين المال لكي يستمر الأزرق أما الاجتماع الثاني فقد تم فيه بحث تداعيات الخسارة المؤلمة امام الاتحاد والاستعداد لمحاسبة المقصرين لكن تم تأجيل ذلك لحساسية المرحلة وقرب مباراة الفريق القادمة امام جبلة بعد أن سمع الجميع ان اللاعبين عازمون على تغير الصورة.وقبل ان نودعكم لابد من الاشارة لأمرين:
الاول: هو غياب مشرف كرة الرجال بسام النوري عن الساحة تماماً وعدم تواجده بتدريبات الفريق وفي مباراة الاتحاد و عدم حضوره لاجتماعات الادارة رغم أنه أصبح أحد أعضائها وقد سمعنا بأن النوري مستاء مما يحصل داخل الفريق الكروي ففضل الابتعاد عن الأجواء حالياً مع العودة اللاحقة عندما تتحسن الأمور..
الثاني : تحقيق فريق كرة اليد الأزرق انتصاره المزدوج الثالث بدوري كرة يد الثانية و كان الفوز هذه المرة خارج الأرض على أمية المنافس و جاره اسكندرون و شباباً ورجالاً و قد باتت مسألة عودته للأضواء مسألة وقت لا اكثر هي شبه محسومة..