ثمة من يقول أن الشغب في ملاعبنا أعيا حيلة الباحثين عن الحلول وبات عصياً على بنود اللائحة الانضباطية ولا بد من التشدد والحزم في فرض العقوبات وبحث بنود جديدة تستأصل هذه الظاهرة من جذورها؟!
ونسنطيع القول أن تدخلات العقلاء وحكمة الحكماء أوقفت سيل الشغب في الكثير من المباريات ومنعت حدوث أعمال مسيئة للأخلاق ومخربة للمنشآت في آن معاً!!
ولكن ما حدث في مباراة الطليعة والنواعير يستحق الإشارة إليه والتوقف عنده ملياً لما في ذلك من عبر ودروس ولأن هذه المباراة كانت مرشحة لتأتي الصورة مغايرة لكل التوقعات ولتخرج كرنفالاً حقيقياً فيه كل معاني الروح الرياضية وأواصر الأخوة بين الناديين الجارين!!
من الذي أخرج هذه المباراة بصورتها المشرقة تلك؟ وما هي الأسس التي قامت عليها الجهود الحثيثة؟ وكيف نجحت المساعي في رسم ملامح لقاء أخلاقي في أرض الملعب وعلى المدرجات؟!
هذا النجاح يقوض فكرة استحالة القضاء على الشغب أو احتوائه على أقل تقدير ويفتح المجال أمام الأفهام للتساؤل عن عدم امكانية التخفيف من حدة الاحتقان والتوتر في مباريات الجيران؟ ونعلم أن ضبط الأمور في المدرجات وفي ملعب يتسع لعشرات الألوف من الجمهور أصعب بكثير منه في صالات كرة السلة لا تتسع إلا لبضع الاف…
فمباريات الاتحاد والجلاء بكرة السلة لا زالت تحفل بالكثير من حالات الشغب والشطط والخروج عن النص ، ولم تفلح معها العصا الاتحادية التي هددت وتوعدت بالويل والثبور وعظائم الأمور… وإذا كانت نية الاتحاديين والجلائيين صادقة في القضاء على هذه الظاهرة فعليهم العمل على ذلك وليس مجرد الأماني والأحلام وعليهم مراجعة دروس مباراة الطليعة والنواعير الكروية.