ثمة بون شاسع بين نقد العمل والأداء وبين نقد من يقوم بالعمل فالأول نقد غائي يهدف إلى الاشارة إلى مكامن الخلل ومواضع الثغرات بغية اصلاحها وتداركها والثاني لا يعدو كونه تصيدا في المياه العكرة بغرض الاساءة والتجريح.
وعندما تتعلق المسألة بمصلحة عامة كالمنتخب مثلا لابد أن يكون هناك نقد تقييمي وتوضيحي وانتفاء كامل لوجود أي انتقاد شخصي هوائي ولاأدري لماذا تنقلب الصورة عندنا فتنبسط مساحات التشكيك بالقدرات والقدح في كفاءة المدرب أو تتلاشى فضاءات النقد البناء الهادف!!
بعض ضعاف النفوس يحاولون تصفية حسابات شخصية ضيقة على حساب مصلحة المنتخب فيتكلمون ويتشدقون عن قلة خبرة المدرب وضعف مقدرته على قيادة المنتخب في وقت يحتاج فيه هذا المنتخب لكل حرف أو كلمة تشد من أزره وترفده بجرعة معنوية بسيطة؟ ولماذا لا تتعالى بعض الأصوات إلا عندما يتصدى مدرب محلي لهذه المهمة الصعبة وتخمد وتضعف عندما يأتي أحد الخواجات.
قد يضطر المرء للحديث بعكس قناعاته أو بعض الخلافات معها أن كان المطلوب شحن المعنويات وشحذ الهمم أو أن الوقت لا يسمح بالنقد!! فالمصلحة العليا تقتضي ذلك مع احتفاظ كل طرف بقناعاته ورؤيته وأفكاره.
لن ننجرف مع تيار التنظير والمزايدات الجوفاء لأننا متفقون ومتقاطعون مع الجميع في حب المنتخب وعشقه ونلتقي جميعا عند الأمنيات بالفوز والتأهل والوصول إلى القمة ولكن من الحب ما قتل.
قد نتفق أو نختلف مع اتحاد كرة القدم في تكليف هذا المدرب أو ذاك ولكننا بالتأكيد يجب أن نحترم قرار الاتحاد أولا والمدرب ثانيا ونتصرف على هذا الأساس فالمدرب لم يعد يمثل ذاته ولا شخصه ولابد من النظر عليه على أنه جزء من منظومة المنتخب والاساءة له والتشويش عليه سينعكس سلبا على المنتخب الذي ندعي حبه وعشقه فاختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية وهو دليل صحة لا مرض ويوحي بمناخ ملائم وأرض خصبة للعمل السليم وأي مدرب في العالم يقع تحت طائلة النقد والتوجيه ولفت النظر ولكن لعمله وأدائه ومردوده وليس بطبيعة الحال لشخصه وذاته!!
منتخبنا الكروي الأول سيخوض الأربعاء القادم مباراته الثانية في التصفيات الآسيوية أمام لبنان ويحتاج منا للدعم والمساندة والتشجيع والتحفيز ولنترك جانبا وجهات نظرنا المتباينة وربما المتناقضة فالوقت لا يسمح بذلك !!