أن يكون بمقدورك الجلوس حوالي خمس ساعات لمتابعة مباراة بكرة المضرب فهذا يعني أن هذه المباراة استثنائية أو أنك مجنون فعلاً ..
المباراة كانت استثنائية حقاً ، والجنون حضر أيضاً ، لكن أن يحضر رافائيل نادال وروجير فيدرير وجها لوجه في نهائي دورة ملبورن المفتوحة للتنس فهذا أيضاً حدث كبير لأنهما المصنفان الأول والثاني على العالم من جهة ولأن لقاءاتهما تأخذ طابعاً ثأريا كونهما يتبادلان الفوز دائماً في نهائي الاورات الكبرى في جميع أرجاء المعمورة…
نادال الذي فاز بلقب هذه الدورة لأول مرة في تاريخه بدا في البداية وكأنه يعاني حيث فاز بالمجموعة الأولى بصعوبة (7-5 ) بينما عادله فيدرير بسهولة في الثانية(6-3) وفي الثالثة ذاق نادال الأمرين قبل أن يحسمها (7-6) ليعود فيدرير إلى التعادل من جديد في المجموعة الرابعة التي أنهاها لصالحه (6-3 ) أيضاً ويحتكم اللاعبان إلى مجموعة خامسة صعبة بعد أن استنفذا الكثير من جاهزيتهما البدنية في المجموعات الأربع السابقة ، وفي المجموعة الخامسة كشّر الماتادور الإسباني رافائيل نادال عن انيابه وضرب بقوة ، وكأنه في بداية المباراة فحسم المجموعة (6-2) وفاز بلقب عز عليه سابقاً…
اللاعبان كبيران، ولايمنعني عشقي لرافائيل نادال أن أرفع القبعة إحتراما لروجير فيدرير الذي قدم مع نادال واحدة من أجمل المباريات النهائية في هذه اللعبة…
جمهور إستراليا هو الآخر أعطى لهذه البطولة نكهة إضافية وهذا ليس جديدا على الجمهور الأسترالي الذي تابعناه سابقاً في مناسبات كثيرة يعشق الرياضة حتى الثمالة ، ورفعت المشجعات الجميلات في ملبورن لوحات كتب عليها عبارات غزل باللاعبين أجملها لوحة رفعتها فتاة جميلة وكتب عليها «تزوجني يا نادال « !
إنه جنون الرياضة وما أحلى هذا الجنون …..