أخذت العقوبة المفروضة من قبل الاتحاد الإنكليزي بحق مدافع تشيلسي والمنتخب الإنكليزي جون تيري على خلفية اتهامه بتلفظه ألفاظاً عنصرية بحق أنطون فيرديناند
مدافع كوينز بارك رينجرز حيزاً لا بأس به في وسائل الإعلام الإنكليزية والعالمية على حد سواء وطرحت العديد من التساؤلات.
العقوبة فرضت بعد ساعات معدودة من إعلان المحاكم الجنائية الإنكليزية عن براءة قائد تشيلسي وكابتن المنتخب الإنكليزي السابق، وهذا جعل المتابعين ينتظرون قراراً بصك براءة جون تيري من قبل الاتحاد الإنكليزي، وليس إدانته وأخذ قرار بإيقافه أربع مباريات مهمة في توقيت أهم!
العقوبة فرضت بعد أيام قليلة من وضع جون تيري حداً لمسيرته مع المنتخب الإنكليزي، ما جعل النقاد والمحللين يذهبون مذهباً مفاده أن الاعتزال الدولي أعطى الضوء الأخضر للاتحاد الإنكليزي كي يفرض العقوبة، انطلاقاً من أن الاتحاد الإنكليزي أخذ بعين الاعتبار مشاركة المنتخب في نهائيات أمم أوروبا الفائتة في بولندا وأوكرانيا، وفي هذا كيل بمكيالين ودليل إدانة لاتحاد الكرة في بلاد الضباب مقارنة مع حالات مشابهة.
فحادثة جون تيري تزامنت مع حادثة سواريز لاعب ليفربول بحق باتريك إيفرا لاعب مانشستر يونايتد، وكلتاهما في تشرين الأول من العام المنصرم (الفارق الزمني بينهما أسبوع) فلماذا البت بقضية سواريز خلال شهرين والانتظار كل هذه المدة بقضية جون تيري؟
والسؤال الآخر: مادامت القضية واحدة والاتهام ذاته فلماذا عقوبة جون تيري الإيقاف أربع مباريات وسواريز ثماني مباريات، مع أن جون تيري كابتن فريقه ومعلوم أن عقوبة الكابتن هي المضاعفة!
فإذا كانت المحاكم الجنائية برّأت جون تيري ولم يُمسك عليه دليل إدانة فإن سواريز هو الآخر لم يُمسك عليه أي دليل إدانة، والكلمة التي تلفّظ بها لا تعني العنصرية في اللغة اللاتينية التي يتكلمها.
باختصار الاتحاد الإنكليزي يريد استعراض عضلاته وعدم الوقوق موقف المتفرج تجاه أي قضية، وبالتأكيد فإن حسن النية غير موجود مادام الكيل بمكيالين واضح للقاصي والداني.
محمود قرقورا