صوت الموقف
أحوال ذهاب دوري المحترفين بكرة القدم لخصته المباراة التي جمعت بين الاتحاد المتصدر وجبلة الذي لم يتزحزح عن مؤخرة الترتيب. والتعادل الإيجابي بينهما قلص الفارق بين الفرق المتبارية جميعها
وأثبت عبثية كرة القدم المحلية التي لم تعرف يوما استقرارا فنيا أو إداريا، ولم تعط مؤشرا حقيقيا لمستوى اللاعبين الذين تجمعهم الأندية الغنية ماديا وتفرقهم الأندية التي تبحث عن ذلك المال وبعض الكفاف لاستمرار ألعابها الأخرى، فلم يعد أحد يلقي بالاً لأحوالها ومستوياتها، التي لم تعد تعبر من قريب أوبعيد عن مستوى الأندية (رياضيا) لأن معيار الرأي أصبح ملاصقا لأحوال كرة القدم فيها.
لم يخل الذهاب من أخطاء فنية وقع في شركها المدربون، ولم يفلت منها اللاعبون، فتفاوتت مستوياتهم، وتعذر على أي متابع للدوري أن يتنبأ بنتيجة أي مباراة جرت أحداثها طوال فترة الذهاب وأن يتعادل المتصدر مع الأخير في سلم الترتيب فهذا يدعونا إلى البحث عن أسباب تدني مستوى كرتنا و(دورينا) بشكل عام وعن قدرة الاحتراف على خلق دوري منسجم الإيقاع منذ بدايته وحتى نهايته دون أن يكون هناك مفاجآت على هذا المستوى تضعنا في حيرة من أمرنا للدرجة التي يصعب معها التكهن بمجريات أي مباراة وفي نهاياتها المحيرة أيضا.
الكابتن رفعت الشمالي الذي بدا سعيدا للغاية بنتيجة فريقه مع الاتحاد المتصدر قال: إن لدينا جهازاً فنياً وإدارياً يتابع اللاعبين ويتفقد أحوالهم باستمرار، وكانت نتائجنا مخيبة للآمال في الفترة السابقة من الدوري، وقد لعبنا أمام بطل الدوري وتعادلنا معه حين تحسس اللاعبون الخطر.
أما الاتحاديون فقالوا إنه ليس تقليلا من شأن نادي جبلة، فلكل مجتهدنصيب، ولكن عطفا على نقطتين ضاعتا من الاتحاد المتصدر، والمعادلة هنا صعبة ضمن المنطق الرياضي الذي يعترف بالعلم والمنهجية، وما حصل في تلك المباراة التي جرت قبل أسبوع فقط من نهاية مرحلة الذهاب كان نتيجة طبيعية للاستهتار والتراخي الذي كان عنوانا بارزا لأغلب اللاعبين، في وقت كانت الحماسة والاندفاع والشجاعة حاضرة بين لاعبي جبلة، وحقق نتيجتها ما عجزت عنه أندية كثيرة.
لاعبو الاتحاد برروا ما حدث وردوه إلى الإرهاق الذي أصابهم جراء اللعب ثلاث مباريات متتالية، في الدوري ،وبطولة الأندية العربية خلال أسبوع واحد.
الجهاز الفني في الاتحاد عزا ذلك التعادل إلى عدم معرفتهم بتأجيل مباراة المجد إلا بعد نهاية المباراة مع جبلة، وطلب المدرب من اللاعبين بعد تسجيل الهدفين تخفيف وتيرة الاحتكاك واللعب بهدوء،إضافة إلى التراخي من لاعبي الدفاع والوسط، واللعب بطريقة عقيمة في الشوط الثاني وعدم ثقة حارس المرمى محمود كركر بالمدافعين فكان خروجه من المرمى في التوقيت غير المناسب حين تعرض مرماه للهدف الأول.
في الوقت الذي رأى فيه الاتحاديون أن التعادل درس مفيد (للكتيبة الحمراء ) كما يحبون أن يطلقوا على فريقهم، وأن هناك متسعاً من الوقت لتدارك الأخطاء (في الإياب) فإن نادي جبلة رأى في المباراة فرصة كي يعيد اللاعبون حساباتهم، ويثقوا بقدرتهم على تخطي الصعاب، وهاهو رئيس النادي السيد الشمالي يستعد للذهاب إلى الإمارات للتعاقد مع لاعبين أفارقة محترفين يستطيع من خلالهم ومع عدد من اللاعبين الجيدين إعادة الألق لناديه المتعثر منذ أشهر طويلة.
استراحة الدوري ضرورية للأندية وخاصة تلك التي فشلت في تحسين مستواها وفي تطوير أداء لاعبيها، يمكنها ترتيب بيتها الداخلي وتنظيم صفوفها استعدادا لرحلة الإياب التي نتمناها أكثر إمتاعا وإقناعا، تخلو من الأخطاء التحكيمية و شغب الملاعب والضجيج غير المستحب!
esmaeel67@ live.com