الوقت الضائع….أصحاب الأرض؟

إذا كان هناك من عنوان عريض لمباريات الدور الأول من يورو 2012 فهو بلا شك خروج البلدين المنظمين بولندا وأوكرانيا، في صورة طبق الأصل عن يورو 2008 التي استضافتها النمسا وسويسرا.

fiogf49gjkf0d


وصول البلد المنظم عادة لأدوار متقدمة يعتبر لمصلحة البطولة من جوانب عديدة، ولكن خروجه يعد جيداً إذا كانت البطولة لا تتأثر جماهيرياً كبطولة كأس الأمم‏



الأوروبية، وجيداً من جهة الحكام الذين يتحررون من الضغوط التي يسببها عاملا الأرض والجمهور، ومن هذه النقطة لا يتوقع أن يسقط التحكيم في يورو 2012 بالضربة القاضية كما سقط في بطولات كبرى عديدة وأهمها المونديال الأخير، ومباريات الدور الأول لم تتأثر نتائجها بأخطاء التحكيم إلا قليلاً.‏‏


قلنا قبل البطولة إن عاملي الأرض والجمهور لا يلعبان مع أصحابهما عبر تاريخ البطولة إلا نادراً، وتكفي الإشارة إلى أن البطولات الثلاث عشرة الفائتة نظّمها خمسة عشر منتخباً ولم يذهب لقبها لدولة منظمة إلا في ثلاث بطولات! كما أن البطولات التي تنظم في بلدين لا تحمل البشرى مطلقاً.‏‏


ومن جهة ثانية البطولات العشر الأخيرة لم تشهد تتويج صاحب الأرض إلا مرة واحدة وكان ذلك عبر المنتخب الفرنسي الجميل عام 1984 بمعنى أن منتخبات عظمى نظّمت الحدث فيما بعد وكان مصيرها الفشل كألمانيا 1988 علماً أن ذاك المنتخب فاز باللقب المونديالي بعد عامين!والسويد 1992 علماً أن المنتخب ذاته حل ثالث العالم في مونديال أميركا بعد عامين! وإنكلترا 1996 وهولندا 2000 علماً أن المنتخب الهولندي المذكور كاد يكون طرفاً في نهائي مونديال 1998 لولا ركلات الأعصاب الترجيحية والحظ العاثر أمام البرازيل! والبرتغال عام 2004 رغم أن المنتخب المذكور وصل للمربع الذهبي في المونديال بعد عامين وكاد يكون طرفاً في النهائي لولا ركلة الجزاء المشبوهة أمام فرنسا!‏‏


أمر آخر محيّر فحواه أن المنتخب اليوناني واجه أصحاب الأرض ثلاث مرات وتجنب الخسارة فيها ولو ترجم الكابتن كاراغونيس ركلة الجزاء في الافتتاح ضد بولندا لحقق العلامة الكاملة!‏‏


محمود قرقورا‏‏

المزيد..