كثيرة هي الظواهر التي نتوقف عندها أثناء متابعتنا للنسخة الرابعة عشرة من كأس أمم أوروبا، ولعل أبرزها التراجع المخيف للمنتخب الهولندي
وتكبده خسارتين متتاليتين للمرة الأولى في جميع مشاركاته المونديالية والأوروبية!
المشكلة ليست في الخسارتين بقدر ما هي في الأداء العادي الغريب عن هولندا والدفاع المكشوف وغياب التناغم والانسجام والافتقار للحلول وضعف النجاعة الهجومية رغم عديد الأسماء الهولندية اللامعة في ملاعب القارة، وكثرة المفاتيح في جميع المراكز.
خيبة الأمل ظاهرة والخروج المبكر قد يجبر الاتحاد الهولندي على إقالة المدرب مارفيك رغم أن عقده يمتد لأربع سنوات قادمة في خطوة قد تكون ضرورية لإسكات الشارع الهولندي الغاضب وغير المصدق لما يحدث.
قبل البطولة حذّرنا من عدم تألق يان هونتلار هداف الدوري الألماني من منطلق أن هداف البوندسليغا لا يحالفه التوفيق في النهائيات القارية، لكن المشكلة أن المدرب لم يقتنع به ليشركه أساسياً، ونعتقد أن مارفيك سيغيّر قناعاته في المباراة الأخيرة ضد البرتغال غداً فلا شيء يخسره.
وقبل البطولة توقعنا استمرار الضغط النفسي الذي يعانيه أرين روبين غير المحظوظ في المواعيد الكبرى، وهذا ما يحصل.
وحتى هدّاف الدوري الإنكليزي فان بيرسي لم يكن بحالته الطبيعية فبدد ما يكفي من الفرص السهلة، وهدفه بمرمى ألمانيا لا يسمن ولا يغني من جوع ولا دور له في حسابات الجولة الأخيرة.
مع كل ذلك مازال منتخب الأورانج يحتفظ بأمل التأهل وقد يتغيّر كل شيء بلمح البصر لأن فوزه بفارق هدفين على البرتغال وخسارة الدانمارك المتوقعة أمام ألمانيا ينقله لربع النهائي وعندها لا أحد يدري ما تخبئه في جعبتها، وكيف لا يكون ذلك وهي تولد من جديد؟ والغريب أن ألمانيا لم تؤمن تأهلها رغم جمعها ست نقاط وهذا من مصلحة هولندا التي تبقى بين فكي كماشة!
محمود قرقورا