ببين مستهجن ومستحسن كان قرار اتحاد الكرة القاضي بتتويج فريق نادي الوحدة بطلاً لكأس الجمهورية بكرة القدم دون لعب ، بسبب تغيب الثلاثة الآخرين عن نصف النهائي…
يأتي هذا القرار وكأن كل القضايا الكروية العالقة والحارة والباردة تمضي على أحسن وجه داخل أروقة الاتحاد الذي يغص بالمشكلات والقرارات المثيرة للجدل ..!
مع ماسبق يعرف الجميع أن القرار أثار جدلاً بين المتابعين وجدلاً آخر أكبر بين نادي الشرطة واتحاد الكرة قبل وبعد القرار، وهناك من يشير إلى أن نادي الشرطة وفق بعض المصادر الداخلية، قد أخبر اتحاد الكرة بظروفه وأنه ملتزم بالاستحقاق الآسيوي، لكن أمين سر اتحاد الكرة يؤكد أن الكتاب الذي وصل إلى الاتحاد يتضمن عدم رغبة المدرب باللعب في هذا الدور «نصف النهائي» وأن جهوداً كبيرة بذلت من أجل تسوية الأمور والأوقات بحيث تناسب الجميع، وخاصة نادي الشرطة لكن جرت الرياح بما لاتشتهي سفن الاتحاد، وبما لاتشتهي سفن نادي الشرطة، وصبت جميعها في مصلحة نادي الوحدة الذي فاز باللقب دون مباريات ومنافسات تثبت أحقيته باللقب من عدمه ..!
بكل الأحوال يأتي هذا الأمر في الظاهر ضمن سياقه القانوني والمعمول به في لوائح الاتحاد وهو هنا يُطبق في إطاره المناسب كما يبدو ولكن هل يناسب الجميع فعلاً «نادي الاتحاد مثلاً» قياساً بقرارات أخرى سابقة؟!
إذا كان القرار يأتي في إطار الحرص على إنهاء الموسم، بعد كل هذا الوقت ، وضرورة تحديد فائز باللقب فهو أمر طبيعي وضروري لكي يتضح الخيط الأبيض من الأسود، وعلى حساب أي من الفرق التي لاتلتزم بالموعد وخاصة فريق الشرطة الذي كان يمكن أن يلعب يوم الأحد ويجري نقاشاً حول مباراة الأربعاء التي تسبق سفره من أجل الاستحقاق الآسيوي بدلاً من الدخول في متاهة أسباب ومبررات غير مقنعة تماماً، إنما تشير إلى وقائع أخرى، بين النادي والشرطة تعود لحوارات سابقة، كما يبدو وهذا في غير مصلحة الكرة والأندية بعلاقتهما مع الاتحاد الذي يتحمل الكثير في تقديرنا..!
أما من قال: إن هذا القرار جاء في هذا الوقت وبهذا الشكل في محاولة إلى دفع خسارة منتخبنا أمام جزر المالديف إلى زوايا النسيان، فنقول له لانعتقد أن أحداً في اتحاد الكرة يفكر بهذه الطريقة ولا بهذا المنطق، أولاً لأن الخسارة الأليمة سجلت بمواقع الحزن في تاريخ كرتنا ، وثانياً لأن ذاكرتنا ستبقى حاضرة من أجل المستقبل..!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com