مصارعـــو نـــادي الشـــرطــة والمصيـــر المجهـــول

لا يختلف اثنان على أن هيئتي الجيش الشرطة هما قطبا المصارعة في وطننا الحبيب ولطالما كانت المنافسة بينهما على المراكز الأولى ولطالما دعما اللعبة وأبطالها ماديا ومعنويا ورياضياً لدرجة تفرغ وإياها أبطال هذه الهيئات للمصارعة

fiogf49gjkf0d


وصارت شغلهم الشاغل والمهنة التي يتقنون كافة حذافيرها ما أدى لخلق أبطال رفعوا علم الوطن في مختلف المحافل العربية والقارية والمتوسطية والعالمية فإن يغيب أحد هذه الأقطاب فيعني أن ناقوس الخطر قد قرع على اللعبة أولا وعلى أبطالها ثانيا هذا ما بدأ به مدرب مصارعة الشرطة زهير البلح حديثه ليتابع: منذ فترة ترددت أقاويل تفيد بأن هيئة الشرطة ستلغي لعبة المصارعة من صفوف ألعابها يومها لم نعط الأمر اهتماما على اعتبار أنها شائعات أما الآن وبعد أن طال التسريح جميع أبطال المصارعة ومعظم كوادرها شعرنا برهبة‏



الأمر وما يتركه من آثار على اللعبة ككل وعلى أبطال النادي بشكل خاص لذلك بادرت إلى لقاء المعني باللعبة بنادي الشرطة الذي افصح لي كمدرب بأن ما حصل جاء تطبيقا للتوجيهات القاضية باعادة الصيغة مع اللاعبين على اختلاف العابهم من خلال تسريح من تم التعاقد معه بصفة «مخبر مكتوم» ثم إعادة الجدير منهم إما بالتثبيت بعقد نظامي ولهذا سيتم انشاء صندوق للعقود مع اللاعبين في النادي.‏


ناشد المصارعة: كل أبطالنا‏


الدوليين من الهيئات‏


ويضيف البلح: كلام المعني بمصارعة النادي رسم بريق أمل عند البعض لاسيما بعد أن أكد على متابعة تدريب أبطال مصارعة الشرطة والمشاركة بهم في البطولات الداخلية ولكنه رغم ذلك لم يخرجنا من حالة اليأس التي طالت معظم أبطال مصارعة الهيئة الذين صاروا يخافون المفاجآت وهذا ما عبر عنه المصارع زكريا الناشد بطل المتوسط بايطاليا وتونس واسبانيا وبطل العالم العسكري وبطل آسيا والبطل الذهبي للدورات العربية حيث قال: مثل هذه الانجازات سبقني إليها الكثيرون أمثال محمود البلح ومحمد جمعة ومحرم هاشم وخالد البلح ونصوح برازي وقاسم العلبي وعاطف محايري ومحمد الساس وجميعهم من هيئة الشرطة وما كانوا ليصلوا إلى تلك المستويات لولا دعم الهيئة التي اتخذت المصارعة من أولى ألعابها منذ تأسيس النادي ومن هنا ولخبرتي الطويلة باللعبة يمكن القول أن الأمور ليست مادية كفقدان الراتب فحسب إذ أنني من حلب وأبطال مثلي من محافظات أخرى وجميعنا نأتي إلى التدريب بدمشق على حسابنا الشخصي وهذا يكلفنا الكثير ولكن كان يكفينا أن نقول أننا من نادي الشرطة الذي لم نصدق حتى اللحظة أنه استغنى عنا على هذا النحو لأنه إن كان المقصود تقليص العدد أو انتقاء الأكفاء لتمثيل النادي لكان التسريح قد أتى فرديا ولكنت أول من يصفق لمثل هذا القرار حتى لو كنت أول المسرحين لأنني كبرت ولم أعد قادرا على تمثيل النادي ولكن ما يحز بالنفس أننا جميعا لا نعرف لماذا سرحنا وبشكل كامل بحيث لم يبق مصارع واحد يشعرنا بأمل عودة اللعبة إلى النادي الذي أحببناه لدرجة أنني تركت كل العروض التي قدمت لي من جهات وأندية عدة ومن دول خارجية كثيرة ولكن ورغم كل ما حصل ولطالما تؤكد الأقاويل أن الغاية إعادة الصيغة للتعاقد مع الأبطال ما يبعد فكرة الغاء المصارعة يبقى الأمل بالاسراع بهذه الدراسة وايجاد الصيغة المناسبة لاعادة الأبطال لأن العديد من الخامات الجيدة ستتلاشى كليا بعدما طالها قرار التسريح.‏


مصارعو الشرطة: سرحنا دون سبب‏


ما قاله الناشد أكده مصارعو النادي أمير عوض من دمشق محمد عجيل من اللاذقية محمود غالية من حلب محمد فاعوري ونور الدين عبد الله وعصمان الحايك وجميعهم أبطال للجمهورية منذ كانوا بفئة الناشئين ترعرعوا بظل نادي الشرطة ليصلوا إلى فئة الرجال حيث قالوا: لا نعرف إلا المصارعة فنحن مفرغون لها وممارستنا إياها بنادي الشرطة أمنت لنا العيش الكريم إذ أن معظمنا فقير الحال لا معيل له إلا ما يتقاضاه من نادي الشرطة ليعيل به عائلته وعندما أبلغونا بقرار التسريح وبأنه لم يعد لنا راتب أصابنا الاحباط واليأس ولمرتين الأولى لأننا فقدنا ما يقينا شر الحاجة والثانية لأننا لا نعرف سبب التسريح الذي جاء دون سابق انذار فإن كانت النتائج هي المعيار لانهاء اللعبة في النادي فلماذا لم تقارن بنتائج الألعاب الأخرى لأن نتائجنا ممتازة جدا فلقد تصدرنا بطولة الجمهورية على الصعيد الداخلي وجميعنا أبطال الجمهورية وعربيا نتائجنا مميزة من خلال الميداليات المتنوعة الكثيرة التي أحضرناها من بطولة الأندية العربية في الأردن وبمثل هذا القرار تكون نهايتنا قد كتبت إلى المجهول فلا قرار واضح بالغاء اللعبة ولا اجراءات تدل على إعادة تعييننا بالشكل الذي يخططون له والذي نتمناه أن يخرج النور لنعود من خلاله إلى النادي الذي دعمنا ونحن صغار السن وأمن لنا العيش الكريم وجعل منا أبطالاً حقيقيين ونحن كباراً.‏


ويبقى الوفاء عنواناً للبطولة‏


ما قاله الأبطال عن حبهم لناديهم وفخرهم للمنافسة باسمه حقيقة لا تنميق فيها ويشهد عليها ميدان التدريب حيث مازال أبطال نادي الشرطة «بمختلف فئاتهم العمرية» مع المدرب زهير البلح مواظبين على تدريباتهم مصرين على المشاركة باسم ناديهم في كل استحقاق يتاح لهم ليبقى الدليل الأكبر مشاركة المصارعين باسم النادي في بطولة دمشق للناشئين يوم الخميس الفائت تحضيرا للمشاركة ببطولة الجمهورية التي تستضيفها درعا 14 الشهر الجاري ليرسموا بمشاركتهم لوحة وفاء لناد قدم الكثير من الدعم وأنتج الكثير من الأبطال الكبار. ولأن هذه الحقيقة يعرفها الجميع سارع اتحاد اللعبة ولجنة تسيير الأمور في الاتحاد الرياضي العام لرفع كتاب يحمل الرقم 15/ص تاريخ 14/9/2009 إلى الرفيقة رئيسة مكتب المنظمات يتضمن رغبتهم بعدول السيد وزير الداخلية عن قرار الغاء المصارعة واعادتها مع أبطالها إلى صفوف العابه موضحا ما لأبطال النادي من تاريخ عريق باللعبة منذ تأسيسه وحتى اللحظة مبينا ما سيتركه قرار ابعاد المصارعين وتسريحهم من آثار ستنعكس سلبياً على اللعبة التي كانت ومازالت صاحبة الغلة الأوفر من الميداليات في مختلف المحافل الدولية.‏


ملحم الحكيم‏

المزيد..