في زمن الاحتراف .. هل أصبحت عبارة (أبناء النادي) من الماضي .. ابن النادي هو من يدافع عن قميصه بإخلاص
اللاذقية – سمير علي :ابن النادي .. عبارة ترددت كثيراً في الآونة الأخيرة في الشارع الكروي التشريني والحطيني معاً
وخاصة بعد أن شاهدت جماهير تشرين مستوى اللاعبين المحترفين الجدد في صفوف فريقها خلال مباريات دورة تشرين الكروية وبعد أن شاهدت جماهير حطين أداء فريقها المتواضع بعدما هاجر معظم لاعبيه البارزين إلى أندية أخرى.. وارتفعت أصوات جماهير الناديين مطالبة بعودة أبنائهما إلى فريقيهما لأنهم من وجهة نظرها أكثر وفاء وعطاء وإخلاصاً وانتماء وأفضل من بعض المحترفين الذين تم التعاقد معهم …وانقسمت الآراء بين المفاصل والخبرات الكروية الرياضية في
اللاذقية حول مفهوم (ابن النادي) فالبعض يرى بأن ابن النادي هو كل من ارتدى قميصه ودافع عن ألوانه حتى لو كان هذا اللاعب قادماً من الصين وليس من حمص أو حلب أو حماة أودير الزور… والبعض الآخر يرى بأن النادي هو كل من لعب في جميع فئاته حتى أصبح مع فريق الرجال ويجب أن يبقى في صفوفه حتى الاعتزال …والبعض يرى بأن عبارة ابن النادي ألغيت من القاموس بعد تطبيق نظام الاحتراف الذي يجيز لجميع اللاعبين الانتقال إلى الأندية التي يرغبون باللعب معها مقابل حصولهم على مقدمات عقود ورواتب شهرية ..
أبرز النجوم المهاجرة
قبل عدة سنوات قليلة بدأت هجرة نجوم حطين وتشرين إلى الأندية الأخرى بحثاً عن مستقبل مادي أفضل،وسنة بعد سنة ازداد عددهم لأسباب مختلفة،فبعضهم انتقل لخلافاته مع إدارة ناديه ومدربيه وبعضهم انتقل نتيجة مقدمات العقود المغرية التي انهالت عليه ولم تستطع إدارة ناديه دفعها،وبعضهم انتقل لتأمين خدمته الإلزامية،وغيرها من الأسباب والدوافع ، وقبل بدء الموسم الجديد فان هناك خمسة لاعبين سيلعبون خارج نادي تشرين في الموسم القادم حتى الآن وهم : عبد القادر دكة – معتز كيلوني (الاتحاد) كنان ديب (النواعير) نديم صباغ (الجيش) خالد الصالح (الطليعة) أما نادي حطين فقد غادره إلى أندية أخرى خمسة من أبرز نجومه الأساسيين حتى الآن وهم : أحمد حاج محمد (الاتحاد) هشام عابدين ( الشرطة) أحمد ديب (الكرامة) سليم خضرة (الطليعة) أركان مبيض (جبلة) بالإضافة إلى عدد آخر من لاعبي الناديين مازالوا في مفاوضات مع بعض الأندية الأخرى وربما وقعوا عقود معها في الأيام القادمة ،وهذا ما دفع جماهير ومحبي الناديين للمطالبة بعودة النجوم المهاجرة إلى الفريقين لأن وجودها يسد بعض الثغرات الموجودة في بعض الخطوط ولكنهم ربما لا يعلمون بأن عقود بعض اللاعبين مازالت غير منتهية وهذه مشكلة واجهت عودتهما إلى الناديين .
آراء متنوعة
وللإضاءة أكثر على عبارة (أبناء النادي) ومفهومها من وجهة نظر الكثير من المفاصل والخبرات الكروية في ناديي تشرين وحطين في زمن الاحتراف استمعنا إلى الآراء التالية :
· الكابتن كيفورك مردكيان )مدرب وطني) قال : بصراحة لم يعد هناك مايسمى بأبن النادي في زمن الاحتراف لأن أكثرية اللاعبين تخلوا عن أنديتهم في عز أزماتها من أجل مصالحهم الشخصية وانتقلوا إلى أندية أخرى لأنها دفعت لهم مقدمات عقود أعلى من مقدمات عقود أنديتهم والتي لم تستفد منهم شيئاً ،وأطالب بتغيير أنظمة الاحتراف لأنه من المفروض أن يكون لاعب النادي ملزماً باللعب مع ناديه مدة خمس سنوات بعد ترفيعه لفريق الرجال،بعدها لا مانع من رحيله وانتقاله لتأمين مستقبله بعد أن يكون قد خدم ناديه طيلة هذه الفترة أخيراً وباختصار أقول رحم الله أيام زمان أيام الهواية عندما كان اللاعب يضحي بدمه من أجل ناديه ويلعب ليمتع نفسه ويمتع جمهور ناديه فيما انحصر تفكير لاعبي هذه الأيام على موعد قبض راتبه الشهري وتناسى وتجاهل تطوير مستواه الفني..؟!
وليد أمين ( مشرف القواعد في نادي تشرين) قال : ابن النادي هو من وجهة نظري من يوقع على كشوف النادي ويلبس قميصه ويدافع عنه بكل إمكانياته،لأن هناك الكثير من أبناء الأندية الذين كانت أنديتهم تعتمد عليهم وقدمت لهم الكثير على مدى أكثر من عشر سنوات (باعوا أنديتهم) في أصعب وأحلك الظروف وبعضهم وضع شروطاً على ناديه أصعب وأقسى من شروط اللاعب الغريب،والذي أدخلنا هذا النفق هو التطبيق الخاطىء لنظام الاحتراف،والذي وضع مصلحة اللاعب أولاً على حساب ناديه لغياب الأنظمة التي تحمي النادي،وابن النادي هو من يخدم ناديه مدة لاتقل عن خمس سنوات يتقاضى خلالها راتباً شهرياً حسب عطائه وفي حال تلقيه عرضاً دسماً من أحد الأندية يجب أن يحصل ناديه على نسبة 50% من مقدم عقده وهذا حق طبيعي لناديه لأنه تعب عليه وقدم له الكثير من المال حتى وصل إلى مرحلة النجومية،وأطالب بتغيير نظام الاحتراف المعمول به في سورية أسوة بالدول العربية التي تطورت كروياً .
راشد جعارة ( عضو إدارة سابق في حطين) قال : عبارة ابن النادي تنطبق على كل شخص يعطي ويقدم لناديه سواء كان لاعباً في الملعب أم مدرباً أم إدارياً في الإدارة ويقف إلى جانب ناديه عند أزماته سواء بالمال أو بالجهد والتعب،وبصراحة أستطيع القول بأن تطبيق نظام الاحتراف أحدث نقطة انعطاف في تحديد مفهوم وتعريف ابن النادي،فاللاعب مطلوب منه أن يقدم لناديه عدة سنوات بعدها من الطبيعي أن يبحث لتامين مستقبله طالما أصبحت مهنته لاعب كرة قدم ويعيش منها، ولكن يجب أن تكون الأولوية لناديه وفي حال تمكن من دفع مقدم عقده وراتب شهري جيد له ولو كان أقل بنسبة معقولة عيب عليه أن ينتقل وإذا كان الفارق كبيراً بين ما عرض عليه وبين مادفعه ناديه فمن حقه أن ينتقل إلى النادي الذي قدم له العرض الأعلى ولكنني على ثقة بأنه سيغادر ناديه وغصة في قلبه لأنه تعلم ألف باء كرة القدم على ملعبه وناديه صاحب فضل عليه ولو تم تأمين شروطه لما فكّر بالانتقال نهائياً.
محمد طيبا (عضو إدارة سابق في نادي تشرين) قال : ابن النادي هو اللاعب الأخلاقي الذي يقوم بواجبه على أكمل وجه في التمرين وفي المباريات والذي يطالب بمقدم عقد وراتب شهري يستحقه وألاّ يبالغ في طلباته وهو اللاعب الذي يدافع عن قميص النادي بأسنانه لأنه يشكل عرضه وكرامته،دون النظر سواء تربّى اللاعب في النادي أو جاء من ناد آخر،هذا هو مفهومي لأبن النادي وأنا ضد ابن النادي الذي قضى حياته بالنادي إذا كانت شروطه تعجيزية عند توقيع العقد معه لأن ناديه صاحب فضل عليه ولن يظلمه وسيعطيه حقه على قدر مستواه وأنا ضده إذا لا يعرف حدوده ويتقيد بتعليمات إدارته ومدربيه ويقوم بتربية شلة وعصابة من حوله تهلل له ويتهاون في أداء واجبه،عندها يشكل وجوده عبئاً على ناديه والله معه .
سيد بيازيد ( عضو إدارة سابق في حطين) قال : عبارة ابن النادي بصراحة لم أعد أجدها في الأندية السورية سوى في نادي الكرامة،ويعود السبب إلى إدارته القوية والتي تدفع حقوق لاعبيها وتقنعهم بنصف المبلغ المدفوع لهم ويستجيبون لإدارتهم بمحبة واحترام وأنا ضد انتقال أي لاعب من ناديه إلى نادي محلي آخر ضمن سورية ومن المفروض السماح له باللعب خارج سورية في حال كان مقدم عقده مغرياً يفيده ويفيد ناديه،وأن لست مع انتقال لاعبي نادي حطين إلى اندية أخرى ولكنني بنفس الوقت أطالب بتأمين مقدمات عقود مقبولة للاعبين وأن سبب طفشان بعض اللاعبين عدم حصولهم على حقوقهم وأنا على سبيل المثال مازال لي مع الإدارة 250 ألف ليرة من الموسم الماضي لم تدفع لي حتى الآن وأخيراً أطالب بمنع مغادرة واحتراف اللاعبين خارج انديتهم قبل بلوغهم 25 سنة أو بعد ان يلعب اللاعب لناديه خمس سنوات بعدها لامانع من انتقاله بعد أن يكون ناديه قد استفاد منه .
سمير فيوض (كابتن كرة تشرين سابقاً) قال : لا أحد يترك ناديه إذا كانت ظروفه مناسبة للبقاء ويدفع له حقوقه ولعل أبرز الأسباب التي دفعت الكثير من أبناء ناديي تشرين وحطين وجبلة للانتقال إلى أندية أخرى لأنه وللأسف الشديد لا يوجد رياضة في محافظة اللاذقية والأندية الثلاثة تعاني من غياب الاستقرار الإداري والمالي وأكبر دليل تهديدها بالهبوط إلى الدرجة الثانية منذ عدة سنوات،ورغم ذلك فأنني وعلى سبيل المثال لن أنسى نادي تشرين وسيبقى يعيش في مشاعري لأنه ساهم في شهرتي ونجوميتي ،وباختصار أستطيع القول بأن تطبيق نظام الاحتراف قلب المفاهيم وعلى القيادات المختصة أن تؤمن متطلبات الاحتراف في جميع الأندية عندها يحتفظ كل نادي بأبنائه .
سعيد حورية ( متابع رياضي) قال : أنا مع أبناء النادي لأنهم أكثر حرصاً على سمعة ناديهم وهم يدافعون عن قميصه بإخلاص ويغارون عليه بعكس اللاعب الوافد الذي لا يهمه سوى قبض مقدم عقده وراتبه الشهري دون النظر إلى نتائج الفريق حتى لوهبط النادي للدرجة الثانية،والأمثلة كثيرة على لاعبين قبضوا المال ورحلوا دون أن يبصموا،وأتمنى عدم التعاقد مع أي لاعب إلاّ إذا كان مستواه أفضل من مستوى لاعبي النادي،بالمقابل فأن المطلوب من أبناء النادي عند توقيعهم العقود مع الإدارة أن يقدروا ظروف ناديهم المادية لأنه صاحب فضل في شهرتهم .
أصبحت من الماضي ؟!
أخيراً وباختصار نستطيع القول بأن عبارة أبناء النادي أصبحت من الماضي لأن المفهوم الصحيح لأبن النادي في زمن الاحتراف هو كل لاعب ارتدى قميص النادي ودافع عنه بإخلاص وقدم أفضل ماعنده دون النظر إلى اسم ناديه السابق ،صاحب الفضل في نجوميته،ونضم صوتنا إلى صوت بعض الآراء التي طالبت بإعادة النظر في نظام الاحتراف،من خلال إصدار قوانين وأنظمة تعطي النادي حقه بحيث يلعب اللاعب مع ناديه مدة خمس سنوات مقابل راتب شهري تحدده الإدارة بالتنسيق مع الجهاز التدريبي ودون مقدم عقد،وفي حال تلقى عرضاً مغرياً من أحد الأندية خلال فترة وجوده بالنادي يحصل ناديه على 50% من مقدم عقده،في حال موافقته على انتقاله آملين أن يتوقف البعض عن عزف سمفونية إعادة أبناء النادي إلى لأنهم عندما انتقلوا إلى أندية أخرى وضعوا مصالحهم الشخصية فوق مصلحة النادي وعندما سيعودون عليهم أن يقتنعوا بمقدمات عقود تتناسب مع إمكانيات انديتهم المادية.