بين لجنتي التحقيق بالفساد الكروي الاولى التي أنهت عملها وأصبحت قراراتها مثار جدل وشك, والثانية العليا التي تصوغ اليوم
قرارها النهائي لتضعه بين يدي المعنيين أصحاب القرار النهائي، (بينهما) الكثير من الحساسية والتصريحات التي تجعل عمل الثانية أمرا صعبا, خاصة أن رئيس اتحاد الكرة وحتى أيام قليلة سابقة لم يكن متعاونا مع اللجنة العليا وذلك وفق تصريحات أعضائها, وأن الأوراق التي صاغت اللجنة الاولى على أساسها قراراتها مازالت في (أدراج) مجهولة المكان, ولم تظهر للعلن لغايات يعلمها أصحاب القرار في اتحاد كرة القدم.
إذا كانت اللجنتان تعملان على اجتثاث الفساد, فلماذا كل ذلك الجفاء بينهما, خاصة أنهما يتبعان لمنظمة شعبية واحدة اسمها الاتحاد الرياضي العام, إلا اذا كانت مرجعية اتحاد الكرة هي(الفيفا) كما يحاول البعض أن يروج, وأن يلوح بورقة تقديم الشكوى إليها إذا لم تكن القرارات الثانية منسجمة مع قرارات اللجنة الأولى, أو إذا طالت قرارات اللجنة العليا أحدا من أعضاء اتحاد الكرة بالعقوبة كما هو متوقع وكما هو موجود في الوثائق الجديدة وفي نية بعض أعضاء اللجنة الجديدة كما قيل لنا.
من الثابت أن اتحاد الكرة ومنذ بداية تشكيل اللجنة العليا لم يكن متعاونا, ولم يقدم وثائقه التي بنى على أساسها قراراته، ومن الثابت أيضا أن سفر رئيس اتحاد الكرة مع منتخب الرجال إلى كندا 21 يوما, والموافقة على سفره إلى تونس في الفترة من الخامس عشر وحتى السابع عشر من الشهر الجاري هو خطأ جديد يضاف إلى الأخطاء التنظيمية في المؤسسة الرياضية (لو أن الدكتور أحمد جبان) قد أصر على سفره وكان يفترض أن يعسكر أعضاء كلتا اللجنتين معا, مع استمرار التشاور مع القيادة الرياضية حول ما يصلهم من الوثائق الجديدة التي تدين هذا او ذاك من أندية ثبت عدد من أعضاء إداراتها تورطهم في الفساد الكروي.
الخلاف الذي ظهر للعيان من خلال تصريحات البعض عبر وسائل الاعلام, أظهر أن هؤلاء كأنهم يعملون خارج رداء المؤسساتية الذي يفترض بالجميع أن ينضوي تحت لواء قوانينها.
لجنة التحقيقات العليا تسير باتجاه التشدد في عقوبات الأفراد, خاصة اولئك الذين (أغلظوا أيمانهم) كذبا وأدينوا بالوثائق والوقائع التي شهدها كثيرون.
لجنة التحقيق العليا, ووفقا لأهداف الرياضة السامية في تنشئة جيل معافى ومحب لوطنه, سوف تعفي المؤسسات الرياضية من عقوبات اتحاد الكرة الجائرة وتسلط الضوء على الفساد, وكما قيل لنا (رضي من رضي وزعل من زعل).. حتى وإن كان من أصحاب القرار الكروي, أو الذين لم يتعاونوا بشكل كامل مع اللجنة العليا.
إسـماعيـل عبـد الحـي
esmaeel67@ live.com