اختتمت مساء الأحد الفائت مباريات الذهاب للدوري الألماني (بطولة الخريف) حيث تخلد الأندية للراحة لمدة ستة أسابيع.. بطولة الخريف حسمها البايرن وهذا ليس بجديد عليه إذ حسمها من قبل 14 مرة منذ انطلاق البوندسليغا .1963
البايرن أولاً وهامبورغ ثانياً, وكلوزه زعيم الهدافين وشالكة أكثر المتراجعين, تلك هي أبرز عناوين الذهاب الذي كان مثيراً ساخناً, عرفت فيه جميع الفرق كل اللغات (الفوز – التعادل – الخسارة) و من أراد التبحر أكثر فليتابعنا من خلال هذه المادة التي دعمناها بجدول ينشر لأول مرة عن البطاقات الملونة التي تعرض لها كل فريق مع هدافه بمرحلة الذهاب ومعدل حضوره الجماهيري في ملعبه.
البايرن متخصص وحريف:
أثبت الإعصار البافاري أنه ماض بقوة نحو لقبه العشرين, لا للفارق المريح مع نهاية مرحلة الذهاب بل لأنه تخلص من الكثير من المغاطس الساخنة خارج ملعبه (هامبورغ – شالكة – دورتموند – شتوتغارت) وعلاوة على ذلك بدا البايرن حاضراً ذهنياً وبدنياً وتكتيكياً (أكمل مباراتين بعشرة لاعبين منذ الشوط الأول خارج أرضه ولم يخسر) كما بدا متوازناً داخل الديار وخارجها, أفراداً ومجموعة لم يؤرقه سوى مشكلة لاعبه بالاك التي تبدو في طريقها للحل في غضون أيام..
البايرن لقي منافسة قوية من غريمه في الثمانينيات وفريق مدربه أيام كان لاعباً (هامبورغ) الذي أثبت تطوراً فائقاً وخاصة في الخطوط الخلفية حيث بدا أن الداخل إلى منطقة عملياته كمن يدخل حقل ألغام حيث تلقى 9 أهداف فقط, كما يسجل له أنه الفريق الوحيد الذي هزم البايرن ذهاباً..
وتتويجه باللقب هذا العام بحاجة إلى نفس أطول فهو غائب عن المنافسة منذ عام 1984 لكن يبقى أمله كبيراً وخصوصاً إذا عاد من البايرن بانتصار علماً أنه مع شتوتغارت الوحيدان اللذان لم يهزما خارج قواعدهما, وبالنهاية ربما يندم هامبورغ على الخسارة التي لقيها في ملعبه من فولفسبورغ في الأسبوع التاسع. المنافس الثالث على اللقب هذا العام هو بريمن الذي ينقصه إيجاد حل خارج القواعد حيث خسر 3 مرات وكذلك إيجاد حل لدفاعه الذي تلقى 21 هدفاً ولم ينج من التهديف بمرماه سوى 3 مرات! وإذا كانت هذه الفرق الثلاثة تصدرت بطولة الخريف فمحال أن يذهب اللقب بعيدا عنها في الإياب.
شالكة عنيف:
لم يكتف شالكة بالتراجع عما حققه بذهاب الموسم الماضي حيث كان شريكاً في الصدارة, بل تعدى ذلك إلى أنه كان الأعنف بين الفرق الثمانية عشر, إذ تلقى لاعبوه 43 بطاقة صفراء و3 حمراوات!
في حين تصدر قائمة اللعب النظيف فرانكفورت الذي تلقى لاعبوه 23 صفراء.
أما أسوأ اللاعبين سلوكاً فكان من شالكة وهو كريستيان بولسن الذي تلقى 7 صفراوات وحمراء. كما أن اللاعب الوحيد الذي طرد مرتين ذهاباً كان من شالكة وهو برايموفيتش علماً أنه أشهرت البطاقة الصفراء 593 مرة والحمراء 27 مرة في 153 مباراة وتبقى نسبة 4 بطاقات في المباراة الواحدة بين صفراء وحمراء ضمن الحدود المعقولة لدوري قوي وجماهيري ومثير للاعبين يريدون أن يثبتوا كل إمكانياتهم قبل المونديال علهم يكونون حاضرين زفافه كعرسان لا كحضور فقط.
بريمن يالطيف:
أجمل ما في الدوري الألماني النفس الهجومي والمغامرة كثيراً من أجل النقاط الثلاثة, والنتيجة الأسوأ في عالم كرة القدم حضرت 9 مرات في 153 مباراة في الوقت الذي قاربت فيه نسبة التهديف 3 أهداف للمباراة الواحدة علاوة على تألق الحارس, وكثيرة هي المباريات التي انتهت بالتعادل بعد ما شعرنا بقرب الفوز من هذا الفريق أو ذاك ونحن نستمتع بكرة عصرية كل مقوماتها متوفرة وما شاهدناه ذهاباً يوحي أن الماكينة الألمانية عائدة بقوة ومن أراد التأكد فليتابع المباريات التي تنقل على قنوات (الكويت الرياضية – السعودية الرياضية – دبي الرياضية) ابتداء من 28/1/.2006
فارس التهديف كان بريمن الثالث الذي قدم عرضاً هجومياً (للاستمتاع وحدة بوحدة) حيث دك نجومه حصون المنافسين 46 مرة, علماً أنه فشل في التسجيل فقط بمرمى هانوفر كما أنه فاز بالستة مرتين وبالخمسة مرتين وبالأربعة مرتين!! ومن الطبيعي أن يكون هداف ذهاب اليوند سليغا من بريمن حيث تربع كلوزه على الصدارة برصيد 16 هدفاً تلاه مهاجم سلاوترن التنتوب ب¯13 هدفاً, إشارة إلى أنه سجل في الذهاب 440 هدفاً.
جمهور مخيف:
إذا كانت الأهداف ملح كرة القدم فإن الجمهور هو سكرها الذي يزيدها حلاوة وبهارها الذي يزيدها نكهة وليس جديداً أن يتصدر الدوري الألماني قائمة الدوريات الأوروبية جماهيرية إذ بلغ معدل الحضور الجماهيري للمباراة الواحدة قرابة 40 ألفاً. وتكفي الإشارة إلى أن دورتموند الذي يبتعد عن المتصدر 23 نقطة ويحتل المركز التاسع لا يتراجع جمهوره تحت ال¯ 75 ألف للمباراة الواحدة!!
إشارات:
التحكيم كان أكثر من مقبول والأخطاء البسيطة كانت إنسانية ولم تؤثر على مجرى المباريات.
الأندية المشاركة بدوري الأبطال أثبتت ذاتها فالبايرن كان أول المتأهلين وبريمن تجاوز محنته وتأهل أما شالكة فكان على بعد هدف بمرمى ميلان للتأهل فاكتفى بالاستمرار بكأس الاتحاد الأوروبي مع هامبورغ كمرشحين قويين.
اللاعب علي كريمي الإيراني كان ظاهرة بايرن ميونيخ وزميله مهدي فيكيا كان ظاهرة هامبورغ ولمساتهما كانت واضحة ودورها في تغيير النتيجة كان بارزاً.
ظاهرة تغيير المدربين كانت مأخذ على ذهاب الوندسليغا إذ أقيل ثمانية من أصل ثمانية عشر وكان العدد مرشحاً للزيادة ولولا تحسن نتائج شتوتغارت فنجا تراباتوني ومن الطبيعي أن تطول الإقالة الفرق المتأخرة على سلم الترتيب أكثر من غيرهما.