تحدثنا في العدد الماضي عن سباق 24 ساعة في لومان الذي جرى هذا الموسم وسنخصص زاوية على بساط الريح لهذا العدد للحديث عن سباق 500 ميل في انديانا بوليس لكن قبل ذلك احب ان اقدم بعض المعلومات حول سباقات السيارات الاميركية حيث تعتبر واحدة من اكثر الرياضات جماهيرية في العالم اذ من الممكن ان يصل عدد الحضور في السباق الى مئات الالوف. معظمها يملك قوانينا خاصة بها لاتتبع للاتحاد الدولي للسيارات FIA,وتستقطب نجوم السرعة ومواهب قوية وخاصة اولئك الذين اعتزلوا الفورملا واحد, ومن اشهر هذه السباقات بطولة التشامب وبطولة الناسكا وبطولة إي آرإل (إندي رايسينغ ليغ) وجميع سياراتها ذات مقعد احادي. تتشابه سيارات التشامب كاروسيارات بطولة إي آر إل بالشكل العام تقريبا (وهي شبيهة بسيارات الفورمللا واحد ) فكلاهما مصنوعتان من هيكل احادي من الالياف الكربونية مع محرك وسطي في الخلف وعلبة سرعة من ستة نسب مع تحكم يويد ويشار الى انه يمنع بشكل قاطع استعمال اي نظام الكتروني يساعد على القيادة. محركاتها تتكون من 8 اسطوانات على شكل سبعة, في التشامب كارتبلغ قوة المحرك القصوى 755 حصان عند 12000 د/د أما في ال¯ إي آر إل فتم تحديد الحد الاقصى لدوران المحرك عند 10700د/د والقوة القصوى تبلغ 650 حصان,وفي الحالتين تعمل الانظمة بوقود الميثانول لكن الفرق الابرز بين التشامب وال¯ إي آر إل هو ان الاولى تزود محركاتها بأجهزة شاحنة للهواء (توربو) في حين يمنع استعمالها في الثانية.
وفي الفترة الاخيرة برزت سباقات ال¯ إي آر إل على حساب التشامب والتي كادت تتوقف بسبب هجران الفرق لها نحو الاولى وزاد من شعبيتها انه بدأت بتنظيم جوائز خارج بلاد العم سام كاليابان والمكسيك.ويعتبرها الجمهور الاكثر استعراضا وسرعة حتى ان بعض الاحيان تلامس حدود الكوارث اذ من الممكن ان تصل الى 33 كم /سا مما دفع المنظمين الى خفض سعة المحرك من 3,5 الى 3 ليتر,ولعل شكل الحلبات التي تتسابق عليها السيارات هو الذي يسمح للسرعة بالوصول الى هذا الحد, ومن اهم محطات هذه البطولة سباق 500 ميل في انديانا بوليس (اي ما يعادل 805كم) والذي انطلق عام 1911 ومازال قائما حتى يومنا هذا, وشهد هذا الموسم النسخة التاسعة والثمانون لهذا الحدث العالمي.
وبعد السباق الذي جرى العام الماضي وتوقف لمدة ساعة ونصف بعد مرور 29 لفة اثر تساقط الامطار قبل ان يتم ايقافه نهائيا قبل 20 لفة من النهاية بسبب عودة تساقط الامطار وتوج بنهايته الاميريكي الشاب بادي رايس والذي يبلغ من العمر 28 سنة, جاء السباق هذا العام مختلفا كليا كون الموسم الماضي شهد تتويج المنطلق من المركز الاول بعد احكامه القبضة على الصدارة منذ البداية وحتى النهاية. لكن هذا الموسم شهد تتويج السائق الذي انطلق من المركز السادس عشر بعد سلسلة من التجاوزات وسباق شهد تسجيل رقم قياسي من حيث انتقال الصدارة من سائق لأخر خلال السباق(27مرة) ,اما صاحب الانجاز هذا الموسم هو البريطاني دان ويلدون والذي كان قد انهى النسخة الماضية بالمركز الثالث. وبذلك كرر انجاز مواطنه البريطاني غراهام هيل والذي حققه عام 1966 وتمكن من اعادة الكأس الاغلى في سلسة سباقات السيارات الاميركية الى بريطانيا بعد 39 سنة.
من جهة اخرى اضطر متصدر بطولة التشامب كار الاميريكية في ذلك الوقت البرازيلي برونوجونكوير الى الانسحاب بعد حادث ارتطام قوي بجانب الحلبة عندما كان يهم بتجاوز صاحب المركز الرابع ونقل على اثر الحادث الى المشفى وغاب عن الجولة التالية التي اقيمت في ميللووكي وكان جونكوييرا قد حل خامسا في سباق العام الماضي.
خلف ويلدون حل سائق بريطاني اخر المركز الثاني وهو سائق فريق( رحال ليترمان رايسينغ) فيتورميرا بينما عاد المركز الثالث لابن البلد الاميريكي بريان هيرتا وهو زميل ويلدون في فريق (اندريتي غرين رايسينغ) ويذكر ان هيرتا احتل المركز الرابع في سباق العام الماضي. وسرقت السائقة الاميريكية دانيكا باتريك البالغة من العمر 23 عاما الاضواء من الجميع بحلولها في المركز الرابع لتحقق بذلك افضل نتيجة انثوية في هذا السباق الذي يتميز بخشونته ومتطلباته القاسية. وكان سباق العام الماضي شهد ايضا مشاركة انثوية تمثلت بالاميركية سارة فيشر 23 عاما وحلت سابعة بالتجارب التأهيلية وانهت السباق بالمركز 21 دون حوادث.