هل ترغب ان تكون من المغضوب عليهم

كي تكون من المرضي عليهم وتلقى القبول والترحاب فيما تكتبه وتعبر عنه وتكرّم لاحقاً (في العيد) لا بد أن تصف الحدث

fiogf49gjkf0d


بأسلوب يماشي رغبة من يمنحون الرضى او يحجبونه عنك, ولا بد أن يكون وقع كلماتك خفيفاً لطيفاً لا يؤذي السمع ولا يودي بك لردهات القصر العدلي وأقواس المحاكم لتنال جزاءك العادل, وهذا حال الكثيرين من الصحفيين والكتّاب والمتحدثين الذين لا يعرفون لغة للكتابة غير النقد والانتقاد أما مفردات المديح والإطراء والتبجيل فتخلو من قاموسهم إلا فيما ندر..‏


وكمثال, فحدثٌ مثل الدورة العربية التي جرت بالقاهرة العام الماضي يمكن تناوله بالشكل التالي: (هذا وقد جاءت نتائجنا في تلك الدورة رائعة وعظيمة وضمن التوقعات, لا بل تطابقت معها إلى حدّ كبير وقد تفوق رياضيونا بشكل لفت الأنظار إليهم وكانوا مثار إعجاب الجميع وقد تفوقنا على 16 دولة عربية وسبقناها في حصد الميداليات البراقة ومن مختلف المعادن وقد جئنا أولاً على عرب آسيا بنجاح باهر وملفت, هذا ومن الجدير ذكره أن المراكز الأربعة الأولى في الدورة المذكورة قد ذهبت لبعض الدول العربية التي حالفها الحظ من جهة وتعاطف الحكام معها من جهة أخرى) كما وأنه يمكن تناول ذات الحدث بالشكل التالي: (جاءت نتائجنا بالدورة متواضعة قياساً مع تاريخنا الطويل والعراقة التي تتمتع بها الرياضة السورية وقد كانت الأسوأ لنا منذ تاريخ انطلاق الدورات العربية – انظر الجدول رقم1 – أما على صعيد كل رياضة فالجدول رقم -2- يبين المراكز التي أحرزناها في كل دورة ونسبة التراجع الحاصل علماً أن بعض الألعاب قد حققت تطوراً ضئيلاً بالقياس للدورة السابقة, ولولا الغياب شبه التام للرياضة الأنثوية في بعض الألعاب لعرب آسيا لتراجعنا درجتين أو أكثر على سلم الميداليات والجدول رقم -3- يبين حجم المشاركة الأنثوية لكل الدول المشاركة ونسبة الميداليات المتحصلة لكل دولة وكان لدعوة بعض المخضرمين قبل الدورة بمدة وجيزة أثر جيد على تحسن ترتيبنا على الجدول, وقد أنقذت سمعة رياضتنا لاعبة أحزت 4 ميداليات ذهبية وكانت مبعدة حتى وقت قريب وقد أعلنت اعتزالها بعد الدورة مباشرة علماً أن عمرها -20- سنة فقط, ومن حسن الحظ أن شطب ميداليات بعض اللاعبين بسبب المنشطات وعدم إدخال إحدى الألعاب على حساب جدول الميداليات باعتبارها غير معتمدة لم يؤثر على الترتيب لا صعوداً ولا هبوطاً وقد ذكرت بعض الأوساط الرياضية أن بعض الدول العربية شاركت بالصف الثاني من لاعبيها وذلك بسبب ارتباطهم باستحقاقات دولية وقارية ما أعطانا فرصة إضافية للتقدم على لائحة الترتيب).‏


فلكل حدث عدة روايات ولكن الفارق شاسع بين مواضيع التعبير الإنشائية وبين لغة العلم والإحصاء والجدول والرقم والمسألة متروكة لنضع أنفسنا مع أي جهة نرغب مهما كان موقعنا سواء أكنا أعلى الهرم الرياضي أم في القاعدة وعلى الجميع أن يختار موقعه كي لا يكون مجرد شكل يملأ مكاناً لا يقدم فيه ولا يؤخر..‏


وأقترح على الكتاب في مجال الرياضة أن يسردوا روايتين لكل حدث رياضي ويتركوا للقراء حرية اختيار الرواية وبذلك يتقلص عدد رواد المحاكم من الصحفيين.‏


المحامي مجد خفاجة‏

المزيد..