مَن طمع بأكثر من النقطة التي عاد بها منتخبنا من موقعة آزادي فقد بالغ في تفاؤله, ومن تمنى العودة بالنقاط الثلاث فقد انساق خلف عواطفه كما فعلنا, ومع
هذا كادت المجريات أن تمنحنا فوزاً يقلب توقعات المجموعة الخامسة رأساً على عقب..
سعينا للفوز على إيران لنضمن التعادل معها وهذا ما كان..
استفدنا من أخطاء التجارب الماضية فتعاملنا مع المباراة ندّاً للندّ..
دافعنا عن أحقيتنا بالمنافسة على إحدى بطاقتي هذه المجموعة فتركنا كل أبواب الاحتمالات مفتوحة..
هذه هي عناوين مواجهتنا الأولى في تصفيات كأس العالم 2010, هذه العناوين التي مهّدت لافتتاح رصيدنا من النقاط في المحاولة الحالية بنقطة يُشكَر عليها جميع أفراد منتخبنا لاعبين ومدربين وإداريين ومتابعين..
لم تكن البداية صعبة على لاعبينا كما توقعنا, وما هي إلا دقيقتان حتى وجد فراس إسماعيل نفسه في موقف مناسب للتسديد بعد جهد طيّب من جهاد الحسين والفرصة التي كسرت حاجز الخوف لدى لاعبينا فعاد جهاد الحسين ليكرر السيناريو ذاته ويمرّر لزياد
شعبو الذي سددها خفيفة ويأتي الدور على فراس الخطيب الذي أعادنا بالذاكرة إلى (أيام زمان) عندما سجل فاصلاً رائعاً ووضع الكرة بمتناول عاطف جنيات الذي وضعها بدوره وبالمقاس على رأس علي دياب وكل هذا حصل قبل مضي الدقيقة السابعة ليخرج المنتخب الإيراني باحثاً عن فرصة تُلهب أكفّ مشجعيه وكان له ما أراد, لكن تألق البلحوس أعاد منتخبنا للهجوم فكانت تسديدة جهاد الحسين فوق المرمى وماكرة فراس الخطيب التي عذبت حارس إيران كثيراً و(جنّنت) معلّق راديو وتلفزيون العرب محمد الكواليني الذي خلته من قلب الشام أو حلب أو حمص.. ولم يطل منتخبنا الغياب عن مناطق دفاع إيران وكان وصوله إلى هذه المنطقة شبه منتظم التوقيت وبعد عدة محاولات إيرانية عاد فراس الخطيب قبل نهاية هذا الشوط بعشر دقائق ليضع فراس إسماعيل بمواجهة حامي مرمى إيران والذي نجح بالتصدي لها ببراعة وقبل أن يستسلم هذا الشوط لغياب شمسه سدد زياد شعبو بجانب المرمى..
في الثاني سيطر المنتخب الإيراني على بدايته وطغى الهدوء على أداء لاعبينا فحاول الحسين مرتين وسدد الشعبو وحضر حارس إيران بقوة, وقبل ربع ساعة من نهاية المباراة اجتهد فراس الخطيب ومرّر كرة طيبة داخل الجزاء دخل عليها رجا رافع لكن تسديدته كانت خجولة..
المنتخب الإيراني كان هو الأفضل في هذا الشوط الأمر الذي منح مصعب بلحوس نجومية اللقاء بفضل تصدّيه للعديد من الفرص الإيرانية الخطيرة فيما يُسجّل لمنتخبنا في هذا الشوط أداؤه التكتيكي الواضح.
مزيداً من التفاصيل عن مباراتنا مع إيران على رأس الصفحات 2-3-4-5-6-7-8