تقف الرياضة السورية هذه الأيام على مفترق طرق هام, والإمساك بزمام الأمور في هذه الفترة يعطينا المزيد من الثقة بقدرتنا على العودة إلى الواجهة عربياً
على الأقلّ وفي أكثر من لعبة, ولكن هذا الأمر بحاجة لأكثر من ثورة وعلى أكثر من صعيد..
أولاً – ا الأولى يجب أن تأتي انقلاباً على مفاهيم أثبتت العقود الماضية من الزمن عدم جدواها ومنها مفهوم (الرياضة الشعبية) لأن هذا المفهوم وفي أول مؤشرات سقوطه لم يستطع مصالحة نفسه ولم تكن الرياضة في يوم من الأيام شعبية( أي ممارسة الرياضة في متناول الجميع), بل كانت وما تزال تبحث وتلهث وراء الإنجاز ليدوّن هذا الإنجاز في أرشيفها (وهذا لا يعني أن الرياضة الشعبية لا تحقق إنجازاً) وبالتالي كان علينا الأخذ بشعار (رياضة الإنجاز) والدفاع عن هذا الشعار ولو أدّى ذلك إلى غياب أو انقراض بعض الألعاب!
ثانياً – الثانية يجب أن تكون على تفكيرنا الرياضي بحيث نصل بالتفكير الجديد إلى المرحلة التي يتخلّى فيها مسؤول رياضي عن الكرسي الذي يجلس عليه عندما يجد أن هناك مَن هو أجدر منه بهذا الموقع.
ثالثاً- الثورة الثالثة يجب أن تكون على صيغة ومفردات حوارنا الرياضي بحيث يؤمن هذا الحوار بأهمية طرفيه لا أن يسعى كلّ طرف لتغييب الطرف الآخر.. الرياضة حالة تفاعلية بين قوى كثيرة وبين أطراف عدّة وبين متناقضات محتلفة والحوار الجاد والمسؤول هو وحده القادر على توظيف هذه القوى وتقريب تلك الأطراف وانسجام تلك التناقضات..
رابعاً – الثورة الرابعة يجب أن تكون على تواضع أحلامنا الرياضية.. لا أريدكم أن تفرحوا لميدالية أحرزها لاعب بين ثلاثة مشاركين, ولا أن تتحدثوا عن مشاركة دون عنوان..
خامساً- الثورة الخامسة وهي الأهمّ هي الثورة على الذات.. ليسأل كلّ منّا نفسه: ما الذي حققه للرياضة الوطنية?
ليسأل رئيس كلّ اتحاد رياضي نفسه عن البطل الذي اكتشفه وأعدّه وصقله ورعاه ووفّر له كل مقدمات البطولة..
ليكن التحدّي لدى كلّ منّا, من رئيس الاتحاد الرياضي إلى أي مدرب وبأي لعبة هو صناعة بطل جديد..
المسألة ليست (لعب ورق) وتحريك للأوراق الموجودة, بل هي عملية خلق وإبداع وعندما تكونون قريبين من هذه المسائل سيكون قربنا منكم التحاماً وعندما تبتعدون ستقترب ملاحظاتنا منكم.