لحظات تجدّد الأمل في حضرة السيد الرئيس بشار الأسد

غانم محمد-هو هذا الوطن الذي يُكبر كلّ حبّة عرق.. هو هذا الوطن الذي لا يملّ رائحة الياسمين ولا يخشى تسلّل الضوء من نوافذه… هو هذا الوطن الذي

fiogf49gjkf0d


يتبادل الفخر مع أبنائه وبهم.. هو هذا الوطن الذي شرّع نخب البطولة فكان التساقي حبّاً وعطاءً..‏


وهو هذا الرجل الاستثناء.. هو هذا القائد المواطن.. هو هذا الكبير الذي لا تفوته صغيرة في أمانة حمّلته إياها ثقة الشعب به..‏


أعرف يا سيّدي الرئيس أنّ كلّ همسةٍ صادقة تصل‏


حيث يجب أن تصل, و أنّ كلّ ملاحظة على عملٍ هنا أو هناك هي محطّ متابعة واهتمام من سيادتكم وأعرف أن أمنيات مواطن محبّ لوطنه مثلي لا تقف على بابكم كثيراً وكم حسدتُ يا سيّدي الرئيس أبطالنا الرياضيين وهم يقفون في محراب حبّك واهتمامك بهم, وكم تمنّيتُ لو أُعطى الفرصة ذاتها وأحظى بالشرف نفسه..‏


نعم يا سيّدي الرئيس…هي أمنية كلّ مواطن, وحلم كلّ من يعمل في هذا البلد, ولئن امتلكتُ الوسيلة التي أعلن فيها عن أمنيتي فإنّ أمنيات الآخرين لا تبتعد عن أملي ورجائي وقد قلتَ ذلك يا سيدي الرئيس ووجهتَ‏


التحية لمن غاب عن لقائك فوصلتنا وعليها نجزل شكرنا لك…‏


سيدي الرئيس: الرياضيون الذي حظوا بشرف اللقاء بك, ونالوا قسطاً كبيراً من وقتك الثمين وهم يشرحون معاناتهم وظروف عملهم والمعوقات التي تعترض إنجازهم كلهم عزمٌ وإصرارٌ على المتابعة على الرغم من سوء أداء المنظمة الرياضية وعلى الرغم من الصعوبات المالية التي تقيّد وتعطّل عمل هذه المؤسسة كما يقول القائمون عليها ولأننا قريبون جداً من الرياضي البطل أكثر من قربنا من الرياضي المسؤول, ولأنك يا سيادة الرئيس كرّمتَ الرياضة باعتبارها جزءاً من ثقافة مجتمع, ولأنّ الوعد من الرياضيين أن يكون الغد أخضرَ كما هو وعدكَ, ولأنّ التجارب صقلت ملاحظتنا على الواقع الرياضي فإني ومن خلال مفردات حديثك سيادة الرئيس عن الرياضية والرياضيين سأسمح لنفسي بالاقتراب من بعض التصورات والتي قد أصيب فيها بالاقتراب مما نريده وتريده من الرياضة…‏


* الرياضة عمل إبداعي وإن تراءى للبعض إنها مجرّد جهد عضلي يفوز في نهايته صاحب المخزون الأكبر من هذا الجهد أو تلك القوة, والإبداع هو في قيادة هذا الجهد من قبل صاحبه أولاً وفي توظيفه وحسن تحفيزه واستثماره من قبل المشرفين على حامل الجهد ومن خلال الحرص الأبوي للمنظمة التي يفترض بها أنها مظلّة الرياضيين لا (الثقب) الذي يمرّ منه القلق ويربك‏


الرياضيين الحقيقيين من خلال التلويح بالإبعاد والتغييب والحرمان وغير ذلك.‏


* الرياضة عمل مؤسساتي, وهذه الميزة يضعفها المزاج الحاد لدى البعض في منظمتنا الرياضية إن رأينا وتابعنا كيف غيّبوا بعض اللاعبين لأنهم لم يتفقوا مزاجياً مع رؤساء اتحادات معينة أو مع بعض أعضاء المكتب التنفيذي والأسوأ من هذا كلّه أن هذه الاتحادات عادت إلى من أبعدتهم ليكونوا جزءاً من ورقة التوت التي تستر عورة عملهم الرياضي ولمن نسي نذكّر بما تعرّضت له البطلة إيفا قطريب والعقوبة التي تعرّض لها بعض لاعبي الريشة بالإيقاف والإبعاد وعندما اقترب استحقاق الدورة العربية عاد اتحاد الريشة واستنجد بهم دون تدريب وكانوا على قدر المسؤولية وكانوا جزءاً من الإنجاز الرياضي السوري في دورة الألعاب العربية..‏


* الرياضة أيضاً ليست تدريباً ومباريات ونتائج جيدة هنا وسيئة هناك, بل هي جزء من ثقافة مجتمع كما قال السيد الرئيس بشار الأسد وهو يستقبل الأبطال الرياضيين فلماذا لم تكرّس المنظمة الرياضية هذا الأمر الهام وبقيت الرياضة من وجهة نظر القسم الأكبر من القائمين على رياضتنا هي (وقفات عزّ شخصية) أو تحديات خاصة من هذا المسؤول أو ذاك, ولماذا اقتصر عمل البعض على تلميع صورته وإظهار شخصه الكريم وحده وكأنّ منابع الرياضة جفّت من بعده, والأغرب من هذا كلّه أنّ البعض تخلّى عن مهامه في موقع القيادة وراح يجلد الوقت المخصص للرياضة في الحديث عن نفسه.‏


* الرياضة, ومن أبسط مقوماتها أن تبقى قريبة من الروح الرياضية ومن المرونة في هذه الروح لا أن يمتطي البعض صهوة حالة معينة محاولاً (وهو خاطئ) دبّ الرعب في قلوب من يخالفونه وجهات النظر, ولأن الرياضة جزء من ثقافة مجتمع فالحوار الرياضي ركن أساسي في هذا الجزء.‏


* الرياضة وكما نراها هي حالة تجدد لا تقف عند شخص ولا تُبنى على حالة استثنائية, وهي حركة مستمرة تبحث عن الإيجاب في تحوّلها وتفتّت السلبيات التي قد تعترضها.‏


* والرياضة هي تفاعل مع الآخر, وعلى مبدأ البعض في الاتحاد الرياضي (ضدّ أو مع) يجب أن نسمع من هو (ضدّ) قبل أن نسمع من هو (مع) والحوار بالتأكيد لا يكون إلا بمفرداته واللبيب من الإشارة يفهم!‏


* أعتذر من الجميع ولكن ما نراه في قسم كبير من مفاصل رياضتنا يقرّبنا من الحكم على هذه المرحلة بأنها الأسوأ في موضوع الحوار والحديث عن أبواب مفتوحة طيلة الوقت ليس دقيقاً والصحافة على سبيل المثال تتحاور باللقاءات المباشرة وإن تعذّر ذلك فبالردود الرسمية لا بال….!‏


أعتذر من أهمية المناسبة التي دفعتني لهذا الحديث وأعتذر من المناسبة نفسها (استقبال السيد الرئيس للرياضيين) ولكني أجدها ومن حيث أنا في الإعلام الرياضي دافعاً قوياً لي في هذه الإشارات لأن أي عمل دون مكاشفة سيبقى عملاً منقوصاً.‏


سيّدي الرئيس: إننا في محراب الإعلام السوري بشكل عام, وفي محراب الإعلام الرياضي بشكل خاص نقف بإجلال وإكبار أمام عظمتك وقربك من الجميع ونعاهدك أن نجعل من كلمة قلتها للرياضيين دليل عمل لنا ومن خلالنا للرياضيين الماضيين على طريق البطولة في أكثر بلد يقدّر البطولة حقّ قدرها, ونعاهدك سيدي الرئيس أن نتحمّل مسؤولياتنا كاملة (قولاً وفعلاً) ووفقاً لأدبيات مهنتنا, نتعامل مع الحالة الرياضية ونقرّبها من الحالة التي أردتَها لها, نقرأ المشهد كاملاً ونشير إلى من يختبئ خلف تعب بطل هنا وآخر هناك..‏


نعرف أنّ الحقيقة موجعة للبعض, وطعمها كالعلقم على البعض المقصّر ولكننا نريد أن نكون جزءاً من ضمير بلد قرر السير على دروب التطوير والتحديث في ظلّ قيادتك الرشيدة ولن يمنعنا عن ممارسة هذا الدور زعل هذا أو غضب ذلك.. إننا خفقة في هذا البلد, إننا نسمةٌ لا تحمل إلا رائحة الياسمين لكن – وبالإذن من بعض أصدقائنا في الاتحاد الرياضي- إن وجدنا العفونة في مكان ما فسنوقد نار ملاحظاتنا لنتخلّص أولاً من رائحة العفونة ولنلفت نظر المعني إلى وجودها ولنساهم في إيجاد الحلّ لها وبالتأكيد ليست كلّ أروقة الاتحاد الرياضي (عال العال) والهواء العليل لا يغرّد في كلّ جوانب هذه المنظمة الرياضية, وفي الوقت ذاته في الاتحاد الرياضي وفي فروعه والاتحادات التابعة له وفي أشخاصه وقيادييه هناك أشخاص يعملون بضمير ويبذلون الوقت والجهد بإخلاص وحقّهم علينا أن نشكرهم ونحفزهم على المتابعة..‏


ستبقى مدلولات استقبال السيد الرئيس للأبطال الرياضيين في الذاكرة نبراساً ينبّه المقصّر إلى تقصيره ويعد المجدّ بتكريم مماثل..‏


شكراً سيدي الرئيس, فقد كانت الرسالة واضحة وصافية صفاء حبّك للوطن وأهله, ومباشرة وقريبة قربكَ من الجميع وجدير بنا أن نكون أهلاً لرسالتك وحافظين لمدلولاتها وقادرين على ترجمتها على أرض الواقع عملاً وطنياً نزهو به جميعاً ونعتزّ بنتائجه جميعاً..‏


شكراً سيدي الرئيس, لقد تجاوز الجميع في حضرتك التعب واتشح ذلك النهار بوعد أخضر, وهذا هو وطننا الكبير وهذا هو قائدنا العظيم..‏

المزيد..