كتب غانم محمدكان السؤال صعباً: لماذا تحاربون المدرب الإيطالي كابريني قبل أن نعرف خيره من شرّه, والأصعب من السؤال هو تخصيص التهمة للموقف الرياضي, ولا أدري إن كان الجواب الذي سيأتي عبر السطور القادمة كافياً لتوضيح وجهة نظرنا في هذا الموضوع…
لنتفق أولاً أنّ المنتخب منتخبنا وليس منتخب لا فجر إبراهيم ولا أنطونيو كابريني, ولنعترف ثانياً أنّ كابريني كلاعب هو من ذلك الجيل الرائع في الكرة العالمية عامة والإيطالية خاصة ومازلتُ أذكر أداءه الرائع في نهائيات كأس العالم في إسبانيا عام 1982 هذه البطولة التي كانت الأروع بين النهائيات العالمية على الإطلاق, ولنعترف أيضاً أنّ البحث عن مدرب أجنبي عالي المستوى هو هاجسنا منذ سنوات عديدة وليس من المقبول أن نقف بوجهه عندما يأتي, ولكن بالمقابل علينا أن نعترف بأمور أخرى لا تقلّ أهمية عن سابقاتها ومنها على سبيل المثال لا الحصر, يجب أن نعترف بحراجة المرحلة وضيق الوقت وأن كابريني وباعترافه شخصياً لا يحمل عصا سحرية وأن فترة الشهر فقط قبل أول مباراة لنا في تصفيات المونديال غير كافية حتى ليتعرّف على أسماء اللاعبين فماذا نتوقّع منه?
وعلينا أن نعترف أيضاً أنّ المنتخب الذي سيدربه ليس قراره, أي ليس هو من اختار اللاعبين وبالتالي لن يكون بمقدورنا أن نسأله عن أي نتيجة, ولنعترف أيضاً أن برنامج التحضير ليس من وضع كابريني وبالتالي ليس مسؤولاً عن مردوده, وعلينا أن نعترف أيضاً أن كابريني لا يعرف المنتخبات التي سنواجهها في التصفيات المونديالية وبالتالي لن يفيد لاعبنا بأي شيء في التحضير لهذه المباريات…
أشياء أخرى يجب أن نعترف بها أيضاً وهي أنّ المدرب الوطني فجر إبراهيم وعلى الرغم من رفض قسم كبير من الشارع الجماهيري له تحت تسميات (غريبة بعض الشيء) وتحت مبررات تشكلت من (الانطباع الأول) أو تولّدت بفعل بعض الآراء الصحفية (مدرب أكاديمي, مدرب نظري, ليس لديه خبرة…الخ) فإنه عمل مع المنتخب بطريقة مقنعة وأستطيع أن أفسّر الكثير من الحالات التي يرفض فجر إبراهيم الكشف عنها وخاصة تلك المتعلقة بعدم دعوة بعض اللاعبين وفي مقدمتهم فراس الخطيب المحترف في الكويت وأبسط تلك التفسيرات أن المدرب لا يستطيع دعوة لاعب محترف إلا قبل أسبوع من المباراة الرسمية فلماذا تتهافت الانتقادات على فجر إبراهيم في هذه الناحية ونفس الكلام قد يكون رداً أولياً على عدد آخر من اللاعبين السوريين المحترفين في أوروبا وإن جاء القول: ولماذا لم يدعهم للمباريات الرسمية السابقة فأقول بعد أن استطلعت رأي فجر إبراهيم: المنتخب لم يكن بحاجة لهم لأن المباريات كانت سهلة بعض الشيء.
حديث الشركة الراعية أو كابريني عن استقدام اللاعبين السوريين الموجودين في أوروبا ما هو إلا (دغدغة) للمشاعر, وهذا الكلام ليس علمياً لأن كابريني لا يعرفهم وإن كان القرار هو قرار الشركة الراعية فعلى كرتنا السلام! وإن كانت الغاية في النهاية هي توجيه الشكر للشركة الراعية في إطار حصد أكبر مردود من الإعلان فأعتقد أنّ كرتنا ليست مضطرة لدفع ذلك أو على الأقل نحن كجمهور لسنا مضطرين لذلك!
لدي أسماء وصور جميع اللاعبين الأوروبيين من أصل سوري ولدي (إيميلاتهم) ومعلومات خاصة عنهم ولكن ما هو مصدر هذه المعلومات وهل نأخذ بها إن لم توثق بمشاهدة ومتابعة عن قرب? كنتُ أتمنى أن يكون العقد بين اتحاد الكرة ومدرب يختاره اتحاد الكرة بنفسه, وكنتُ أتمنى أن يبدأ عمل كابريني مع أحد منتخبي الشباب أو الناشئين المتأهلين إلى النهائيات الآسيوية في الصيف القادم لأن الوقت متاح أمامه للتعرف على هذين المنتخبين ووضع البرامج التحضيرية لهما وبهذين المنتخبين أو بأحدهما يمكن الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2014 كما هو عنوان الوعد من الشركة الراعية ومن كابريني أما في المنتخب الأول الحالي فأستطيع من الآن أن أقول لكم ما هي عناوين الصحف وعناوين الحديث في التصفيات القادمة والتي تتلخص: إن حقق المنتخب نتائج جيدة فسيقول القسم الأكبر من المتابعين: هذا هو التدريب وهذا هو نتاج كابريني, وإن سقطت كرتنا في نتائج سيئة سيعود الرجم على فجر إبراهيم ونختلق الأعذار لكابريني وسيقول البعض: فجر هو الذي اختار اللاعبين وهو الذي وضع برامج التحضير وبالتالي فإن هذه النتائج حصاد زراعة فجر إبراهيم! لقد كان أحرى باتحاد الكرة أن يبقي المهمة محصورة بالمدرب فجر إبراهيم ويلبي له طلباته ويحاسبه على النتائج لا أن يضيّع الطاسة بين كابريني وفجر إبراهيم وسنكون نحن الخاسر الأكبر في هذه المعمعة.