> منذ ثلاثين عاماً ورياضيو سلمية ينتظرون بفارغ الصبر إنشاء صالة رياضية تحتضن رياضتهم وتحنو
عليهم لأنهم سئموا الانتظار وملوا من التدريبات والمباريات تحت حر الصيف وقر الشتاء..
وها هي السنون تمر مسرعة لتجلب سحب السماء خبر إنشاء الصالة فتقع على مسامع الشارع الرياضي سروراً وحبوراً..
ومنذ عام تقريباً افتتحت صالة سلمية رسمياً ودخلت الخدمة فكنت مشدوها لهيبتها وجمالها وخائفا عليها من العابثين خشية من السرقة والتكسير..
لكن سررت في خلدي من ان أيادي أمينة ومتابعة تسلمت زمامها في زمن تزاحمت واختلطت تبعية الصالة للإدارة المحلية أم للاتحاد الرياضي فالطرفان يقولان أن هذا الجنين ثم الطفل هو من نسلهما..
فالاتحاد الرياضي العام قام بتعيين المدير وموظفين إداريين ومجلس مدينة سلمية أرسل من ملاكه حارسين للصالة فقط وعين مستخدمين فقط مهمتهما الحفاظ على كل ما يتعلق بالصالة من بابها لمحرابها..
وعندما خاطبنا رئيس مجلس مدينة سلمية وطالبناه بزيادة عدد الموظفين والمستخدمين حصرا في الصالة جاءنا الجواب سلباً بأن ميزانية المجلس لا تحتمل وليس بمقدورنا تعيين آخرين لأن توظيفهم في الصالة يأتي على حساب عمال النظافة في شوارع المدينة..وهنا دخلنا في دهاليز بدون طائل فالصالة تتبع لمجلس سلمية وتتشبث هي بهذه التبعية ولا تريد ان تنفق عليها ليترا واحدا من المازوت والاتحاد الرياضي ليس من صلاحيته الانفاق والتعيين وهنا الطامة الكبرى, والأنكى من ذلك أن الصالة بمعداتها الحديثة من تدفئة لم تعمل قط في شتائنا القارس, لأن الجميع رفض إملاء خزانات مراجلها بليتر واحد من المازوت فهذا لا يملك المسوغات وذاك ليس لديه آلية انفاق على قطاع الرياضة وليس لدى نظامه المالي هذا البند..فهو اذن يملك ولا ينفق علماً أننا سألنا المهندس المشرف على تأهيل الصالة فنياً فهر المير أحمد قال: ان التدفئة يمكن تشغيلها ب/600/ ل.س من المازوت فقط وهذا كاف وان استمر ابقاؤها بدون تشغيل فسيحل الصدأ في بعض آلاتها ويصبح من الصعب تشغيلها مستقبلا..
وأخيراً ان أردت ان تخفض وزنك عدة كيلوغرامات فما عليك إلا أن تحضر مباراة بالكرة الطائرة في صالة سلمية لمدة ساعتين فإنك ستغدو مبتلاً بعرقك ومتصبباً كأنك في حمام للساونا المجاني, بعدها ستهرع مسرعاً الى أقرب باب لا لشيء بل لأن الصالة التي كلفت الملايين وأصبحت درة للرياضيين بخلوا عليها بأجهزة تكييف لا تعادل 2% من اجمالي كلفتها أسوة بجميع صالات القطر واكتفوا بمضخات شفط وادخال الهواء التي لا تسمن ولا تغني من جوع..
علي الخطيب