إذا كانت مشكلة غالبية فرق دوري السلة مالية، غير أن هناك مشكلة أخرى تشترك فيها جميع الأندية، وهي غياب الثقافة الاحترافية بمفهومها الصحيح
، كون إدارات أنديتنا تتعامل بطريقة يغلب عليها الطابع العشوائي، وهذا سببه الانتخابات وما تفرزه من أشخاص لا يمتون للرياضة بصلة، وبالتالي يكتسب اللاعب الثقافة الاحترافية بطريقة مغلوطة ويكون هاجسه فقط( رواتب وعقود مكافآت)، ولدينا الكثير من الأمثلة التي شهدت الكثير من حالات الحرد والتذمر في فرق الأندية.
فكم من لاعب غاب عن تدريبات فريقه لعدم توافق مطالبه المالية مع واقع النادي، وكم من لاعب هدد بعدم حضور لمباراة بالدوري فريقه بحجة عدم تقاضيه مستحقاته المالية.
أين المستوى الفني
في كرة السلة كما غيرها كذب المنجمون ولو صدقوا، ومع تنافي قراءتنا للدوري الحالي وما يحمله في ظل الواقع الحالي، إلا أن محاولة الاقتراب من التوقعات بنتيجة ما سيؤول عليه في عصر هكذا احتراف خاطئ يجعلنا كمن يطلب من أحمق قراءة كتاباً عن الحكمة، ومن هذا التبرير المسبق الصنع أهرب من واقع الحال إلى نظرية الحالة، ويزداد هروبي اقناعاً اذا ما ذكرت بأن فرقنا المحلية لا تعرف الثبات بمستواها الفني رغم أنها محترفة منذ عشر سنوات لأنها بالأساس لا تعتمد عملاً سلوياً سليماً، ولأن الشيء بالشيء يذكر فأن مشكلة تراجع مستوى منتخباتنا الوطنية تأتي انعكاساً لما يحدث في أندية محترفة ( بالكلام) فقط، أندية تفتقد معظمها لعوامل الاستقرار، أشيروا لي إلى ثلاثة أندية حافظت في عصر الاحتراف على مستواها لموسمين متتاليين، فالاحتراف الخاطئ ساهم في ظهور أمراضاً مزمنة بدأت تصيب مفاصل سلتنا، لذلك لن أكون مثالياً إذا قلت، وطالبت الحقوا الاحتراف بوضعه الحالي قبل أن يدمرنا ويدمر سلتنا.
خلاصة
ليس من الحكمة في شيء أن نضيع وقتنا في إعادة التجارب التي مر بها الأخرون والتي أثبتت فشلها، فالوقت أثمن من أن نضيعه للوصول إلى نفس النتائج، وإن كان لابد لنا من متعة التجربة فلتكن في تجارب جديدة لم يختبرها الأخرون، لست من هواة جلد الذات في زمن يجلد فيه احترافنا بشكل علني.