هل كنا نحتاج لأن نلعب مع اليابان لتظهر عوراتنا الكروية هكذا واضحة كوضوح الشمس..؟
وهل كنا نحتاج للفوز على كمبوديا (الضعيفة) وغيرها، لكي نبرهن للناس كم لدينا من هم قادرون على النفخ في (قربة مقطوعة)..؟
وهل كان البعض يحتاج لأجهزة ميكروسكوبية لكي يحللوا ويشاهدوا مستوانا الكروي الهابط وأخطاءنا وتمريراتنا وقلة حيلتنا وهفواتنا كي يقول ماله وماعليه، بعيدا عن فرحة التأهل للدور الثاني والتواجد الآسيوي القادم الذي جاء بأقدام غيرنا لا بأقدامنا..؟
وهل كنا نحتاج لكل هذا التصفيق وهذه الشماتة في حال تأهلنا بهذه الطريقة أو خسرنا بهذه النتيجة..؟
هل عيوبنا الكروية الفنية والتكتيكية والخططية والإدارية، جديدة أم إنها مزمنة، ولم نجد من يداويها…؟
وهل يحتاج الكادر التدريبي شهادات اعتراف ونجاح أو فشل من كل هذه الجماهير والنقاد كي نتأكد من قدراتهم على قيادة منتخباتنا الوطنية بعد تجربتهم لسنوات طويلة..؟
وهل ماحصل من فلتان انضباطي هو الأول، وهل سيكون الأخير في منتخباتنا الوطنية وبكل الفئات، حتى يحاول البعض أن ينصب نفسه بطلا على هذه القضية (المزمنة) وأين كان الإداريون عندما خرج اللاعبون، ولماذا وكيف جاءت هذه العقوبة والتشهير بهذا الوقت بالذات..؟
وماذا لو كان هناك أكثر من إعلامي مع المنتخب ينقل للجماهير حقيقة مايجري داخل كواليس البعثة والتدريبات، ولا يأكلوا أويشربوا ويناموا على حساب احد لينقلوا الصورة بأمانة بعيدا عن أي مصلحة..؟
لا أنكر على المنتخب اجتهاده في الشوط الثاني وفرصته في الشوط الأول للتسجيل مع اليابان، ولكن ليس بهذه الطريقة تلعب المباريات الكبيرة، ولا أقسو هنا على أحد لأني أعرف (البئر وغطاه)..!
بعد كل هذه الأسئلة وغيرها التي لم أكتبها، أتمنى أن لايزاود أحد علينا ويتعلل بالأزمة والإمكانيات والتحضيرات ليجعلها شماعة للفشل أو للتقصير، ويجعل منها متراسا يتحصن به من أي هجوم، وأقول له ولغيره: هذه هي عللنا الكروية، ومايصرف اليوم على منتخبنا لم يكن يصرف بأكثر منه على منتخباتنا، ونحن اليوم بحاجة للمنتخب أكثر من أي يوم مضى كي يكون سفيرا لنا فوق العادة ليثبت للعالم أن سورية حاضرة، ولكن ليس بهذه الصورة التي يظهر بها..
مايجدث في الوسط الكروي عامة لايحتاج لرمي أحد بالحجارة، الأمور تحتاج لدراسة ومعالجة بطريقة جديدة وفعالة وليس كما يحدث سابقا، فهل من يصغي لأحاديثنا ؟.