الحسكة – دحام السلطان :انتهت مغامرة فريق الجزيرة بهبوط اضطراري قبل أن تضع منافسة الدوري أوزارها من الناحية النظرية بأسبوعين، وهذا الهبوط كان له مؤشراته وعلاماته ودلالاته منذ بداية مشوار الذهاب،
وهي التي برهن عنها ما بقي من الإدارة وبشكل صريح، على أن المعطيات المتوفرة بين أيديها كانت كفيلة لأن تحجز باكراً مكاناً للفشل والسقوط مع سبق الإصرار والترصّد، وإن جميع الإجراءات والتغييرات والتبديلات الكبيرة والدقيقة المتعلقة بتفاصيل العمل في النادي فشلت جميعها شر فشل، ولم تشفع للإدارة لأن تزيل النحس عنها وتمسح رواسبها وتثبت جدارتها وقدرتها على الخروج من القمقم- بل بقيت عالقة في عنق الزجاجة..!
طموح ضائع..
الجزراويون بكل توصيفاتهم من المدركين وغير المدركين لتفاصيل الأمور على حد سواء بصموا وصوتوا وبصوت عال وأعلنوها على الملأ ، بأن هذه الإدارة لم تعد تمثّلهم وليست هي طموحهم الضائع الذي ينشدونه، وإن النتائج البائسة التي أفرزتها المباريات الثمانية التي انتهت مع مباراة الجيش وكانت رصاصة الرحمة الأخيرة للفريق لإثبات جدارته ولكن..! وفي النهاية فإن الفريق لم يجن إلا ثمانية نقاط فقط، أسهمت مباشرة في عدم القدرة على البقاء في دوري الصف الأول، بعد أن (كدّرت خاطرهم) ولم تشفع للفريق لأن يمحو نكسة نقطة الذهاب اليتيمة والمريرة وأن يكون من بين الأقوياء في دوري الأقوياء..! ومن باب العلم بالشيء، ولأن الشيء بالشيء يُذكر فإن (النفس) الرسمي ليس كما يرام نحو الإدارة، وقد تغيرت نبرته ووضع في حسبانه أن التغيير سيطول الإدارة التي لم تكن بحجم الدلال والدعم الذي لقته منه ومن الرسميين الكبار بالمحافظة وفي المركز..!
وجهة نظر..
بالنظر إلى النتائج التي جاء بها المصعب وقجو ولوسيان وجميعهم يُشكرون عليها وتلك هي إمكاناتهم التي كنا نريدها منذ بداية أول صافرة من الدوري وليس الهروب من المسؤولية..! لعلها وعسى كانت تشفع تلك الإمكانات للجزراويين في الذهاب، بدلاً عن حرق الأعصاب والأوراق واللغط وسوء النية المتبادلة ما بين الإدارة وكادرها الفني السابق، وعلى العموم لكي لا نذهب بعيداً لأنه مطلوب منا اليوم أن نكون قريبين جداً من النادي أكثر من أي وقت مضى، فإن نتائج التعادلات الستة والفوز الوحيد والخسارة الوحيدة تعتبر نتائج منطقية لفريق ينازع يطمح إلى الهروب من السقوط إلى الأسفل وإلى الأعلى، وهذه قضية ثابتة وبديهية لكل الفرق التي لها هدف وحيد وهو النقطة، وهذا الهدف ومغزاه ربما لم يتفهّم من وجهة نظره الأمر مع الجزيرة، أو أن الجزيرة وعتاولتها ومنظريها وصبيانها وببغاواتها لم يتفهموه جيداً بعد، ليبقى درساً مفيداً في المذكرات الجزرواية ومؤجلاً إلى حين لعل الأيام المقبلة تكون كفيلة بمحو درس دوري التجمّع الذي هبطت فيه جزيرة التماسيح مرتين متتاليتين وفهمكم كفاية.. !