كثيراً ما قارن النقاد بين سيد اللاعبين البرازيليين بيليه وفخر لاعبي الأرجنتين مارادونا، ولم يصل المقارنون لنتيجة أيهما الأفضل،
وحتى عند الاستفتاء لتحديد لاعب القرب العشرين لم يصلوا لنتيجة حاسمة، فالبعض يدعم البطل الأسطوري للبرازيل والبعض الآخر يميل كل الميل لساحر الأرجنين مارادونا، وكثيراً ما وقع الاثنان بمهاترات كلامية بحق بعضهما بعضاً.
قد لا يصدق الكثيرون أن هذين اللاعبين لم يتوجا بلقب بطولة أميركا اللاتينية رغم تاريخهما الناصع وأرقامهما التاريخية وإنجازاتهما العظيمة، ولعل هذه المعلومة مؤلمة للنجمين معاً.
فبيليه أحد لاعبين سجلا في أربعة مونديالات والوحيد الذي توج باللقب المونديالي ثلاث مرات، وعندما اعتزل اللعب كان الهداف الثاني للمونديال باثني عشر هدفاً وفوق كل ذلك هو الهداف التاريخي للاعبي البرازيل بسبعة وسبعين هدفاً خلال 92 مباراة دولية، ومازال الأرشيف المونديالي يشير إلى أنه أصغر مسجل من جهة، وأصغر فائز باللقب المونديالي وأصغر من سجل الهاتريك في المونديال، ولا ننسى أنه سجل أكثر من ألف هدف في مسيرته الكروية، عدا الألقاب الكثيرة على الصعيد المحلي.
ومارادونا لم ترتبط بطولة مونديالية باسم لاعب مثلهما ارتبطت به بطولة 1986 في المكسيك، وسرق الأضواء في مونديال الشباب قبل الرجال وصنع من نابولي نادياً مرعباً في أوساط الكالتشيو والقارة الأوروبية، ورغم كل العقوبات التي كلفته الغياب الإجباري على الصعيد الدولي إلا أنه لعب 91 مباراة دولية سجل خلالها 34 هدفاً.
رحلتهما مع البطولة كانت محدودة، وبيليه بالذات يملك العذر لأن البطولة الوحيدة التي شارك بها عام 1959 كانت على الأراضي الأرجنتينية وأبلى بلاء حسناً وتكفي الإشارة إلى أنه تصدر قائمة الهدافين برصيد ثمانية أهداف، بينما مارادونا لعب في بطولات 1979-1987-1989 وبطولة 1987 أقيمت على الأراضي الأرجنتينية وبتوقيت مثالي له دون أن يقود بلاده للمجد، ومن سوء حظه أنه كان معاقباً ولم يلعب في البطولتين اللتين فازت بهما الأرجنتين عامي 1991 و1993.
ومن سوء حظه أيضاً أنه أقيل عقب المونديال الأخير وهو الذي توسل كثيراً للبقاء على أمل الفوز بالبطولة مدرباً علّه يغير من قناعات المراقبين بشأن قدراته التدريبية.
محمود قرقورا