متابعة- مهند الحسني: رغم المحاولات الحثيثة لاتحاد كرة السلة في بناء منتخباته الوطنية، غير أن محاولاته هذه ما زالت خجولة، وتفتقد لمقومات العمل البنّاء، ابتداء من عدم توفر الإمكانات المادية، مروراً بسلسلة من القوانين والروتينية التي تقف عقبة أمام أي منتخب، وانتهاء
ببرامج الإعداد والاستعداد الذي لا تنفذ منها على أرض الواقع تحت حجج كثيرة واهية، على ضوء ما تقدم يتبادر للأذهان الكثير من الأسئلة، إلى متى ستبقى منتخباتنا الوطنية أسيرة الظروف وأمزجة البعض، وإلى متى ستبقى قياداتنا الرياضية على هذه الدرجة من الاستخفاف بمنتخبات السلة، أسئلة كثيرة لم نجد إجابات شافية لها ، لذلك وجدنا أنه من الضروري اليوم أن نفتح ملفاً مهماً يخص اتحاد السلة وفيه الكثير من التساؤلات التي تدور حول طبيعة الآراء والتعامل مع المفصل الأهم المتعلق بإعداد المنتخبات الوطنية التي أصبحت في عهد هذا الاتحاد ضرباً من ضروب المستحيل.
عشوائية
توسمنا خيراً في الفترة الماضية بالحماس الذي أبداه اتحاد السلة عندما قرر وضع استراتيجية لإعداد منتخباته، وتم الاتفاق على وضع خطة لمدة ثلاث سنوات، وبدأت رحلة الألف ميل بهمة عالية لكن توسمنا هذا لم يدم وسرعان ما بدأت هذه الهمة تخبو شيئاً فشئياً بعدما اعترضها الكثير من المنغصات التي لم تخطر على البال ساهمت إلى حد كبير في تعكير أجواء المنتخب، وعادت استراتيجية الاتحاد إلى الوراء بل من تنفيذها بما تقتضي مصلحة المنتخبات، لذلك اتسمت تلك المرحلة بالعشوائية التي أفرزت نتائج لا يحمد عقباها لمنتخباتنا الوطنية.
خطوات كثيرة
اذا رغبنا في الوصول بكرة السلة السورية إلى البطولات القارية أو المونديال العالمي فلهذا الأمر شروط يجب توفرها ومقومات يجب أن تتوفر لأن الحضور القوي والنتائج الايجابية والمستوى الرائع لن يتحقق بالحماس والتمني والتصفيق، فلابد من خطوات كثيرة لتحقيق ذلك، ونحن لا نطلب المستحيل لأننا نؤمن بالمقولة (إذا اردت أن تطاع فطلب المستطاع)فعند إعداد أي منتخب وطني سرعان ما نصطدم بكثير من العقبات والمنغصات التي من شأنها أن تؤرق مسيرة المنتخب وتحضيراته، لأننا نؤكد على أن المنتخبات قضية وطنية فعلينا تذليل كل العقبات أمام مسيرة المنتخب لا أن نضعها ونتمسك بالقشور بحجة أن القوانين لا تسمح أو لا يمكننا أن نتجاوز هذه القصص.
الإمكانات المادية
عند إعداد أي منتخب وطني لابد من أن نوفر له كل المناخات الملائمة وأن نغدق عليه الكثير من الإمكانات المادية تماشياً على ما يقدم في الدول المجاورة، يجب توفير الإمكانات المادية الوفيرة، والتي تمكننا من تنفيذ ما تم تخطيطه لتحضيرات المنتخب من معسكرات خارجية ومباريات احتكاكية بعيداً عن المعسكرات المجانية الني باتت ماركة مسجلة في عرفنا الرياضي، لذلك دعونا نعترف أن الحماس والتصفيق لا يصنعان منتخباً لأن الرياضة أصبحت صناعة، وهي تتطلب توفر كل مقومات العمل فإذا أردنا إعداد منتخباً يقارع كبار القادة فعلينا رسم استراتيجية واضحة المعالم، وإذا كنا ننتظر الهبات والعلاقات الشخصية لإقامة معسكراتنا، فمتى سنصبح مبادرين في هذا الشأن وننتقي ما يناسبنا من معسكرات ومباريات تتلاءم مع مسيرة الإعداد.
الخبرات الوطنية
علينا أن نولي جميع كوادرنا الوطنية كل الاهتمام والرعاية، واعتبارها مفتاحاً للنجاح بعد أن أثبت الكثير من مدربينا الوطنيين علو كعبهم، وحققوا نتائج ملفتة لسلتنا. الوطنية فمن المعيب ونحن في زمن الغلاء أن نطالب أي مدرب وطني بقيادة منتخب ولا نستطيع أن نقدم له أبسط الإمكانات المادية، فهل ستبقى منتخبات السلة على هذا الحال أم ستسعى القيادة الرياضية إلى إحداث نقلة نوعية مفعمة بكل مقومات العمل المثالي والمريح، كلنا أمل بمساعي اتحاد السلة ودعم القيادة الرياضية من أجل إعادة السلة السورية لمنصات التتويج في المستقبل القريب.