محمود قرقورا…عاشت جماهير الكرة العالمية عموماً والأوروبية على وجه الخصوص سهرة استثنائية الأسبوع الفائت من خلال نهائي الشامبيونز ليغ الأوروبي.
كل العناوين التي سبقت اللقاء جاءت مخالفة للتوقعات والسبب ببساطة أن مباراة العقد كما سماها المراقبون أتت من طرف واحد، لدرجة أن الكثيرين أشفقوا على بطل إنكلترا الذي ظهر لا حول ولا قوة وكأنه غريب عن أبجديات اللعبة.
عندما قال غاري لينيكر هداف إنكلترا الشهير قبل المباراة إن اليونايتد يحتاج لمعجزة لمجاراة برشلونة تعرض للانتقاد من قبل الإنكليلز أنفسهم، لكن ثبت بالدليل والحجة والبرهان أنه قارىء ماهر لإمكانيات الفريقين.
عندما صرح فيرغسون أنه آن أوان الثأر وأنه واثق من الفوز ظن الكثيرون أن ذلك سيكون حقيقة واقعة لمدرب اسطوري، ولاسيما أن فيرغسون نفسه عندما خسر نهائي 2009 توعد برد الدين ولكن كل ذلك كان للاستهلاك ورفع المعنويات واللقطة الشهيرة التي أظهرته مرتجفاً توصف الحالة المزرية له ولفريقه.
عندما صرح فينغر مدرب أرسنال أن اليونايتد سيحقق الفوز توجس البرشاويون خيفة لأن فينغر يعتبر حيادياً وهو المدرب الهادىء الواثق الذي لا يطلق التصريحات جزافاً، لكن قراءته كانت مشوبة لأسباب لا نعلمها وكأنه لم يستوعب الدرس الكاتالوني للعام الثاني على التوالي.
عندما كان يسألني الزملاء والأصدقاء عن توقعاتي المسبقة كانت إجابتي أن برشلونة يفوق مانشستر الحالي بمراحل، ولكن إقامة المباراة في إنكلترا تجعل الكفة متوازنة، وبعد سهرة ويمبلي أعتذر من كل جماهير البرشا رافعاً القبعة لفريقهم الذي ظهر وكأنه يلعب في نيوكامب.
بصراحة فوز برشلونة كان احتمالاً متوقعاً، لكن الصورة الهزيلة التي ظهر عليها النادي الإنكليزي باكتفائه بتسديدة واحدة داخل الخشبات جاء منها الهدف وعدم الحصول على أي ركنية، والاستسلام لسيطرة الضيوف المطلقة، وتقبل الخسارة بصدر رحب رغم المؤازرة الجماهيرية هي المفردات التي لم تكن في الحسبان، ولم يخطىء من قال: إن مانشستر أساء للكرة الإنكليزية، والشيء الجميل في النهائي أن الفريق الساحر هو المنتصر وهذا الوجه الجميل لكرة القدم.