قرار عودة دوري المحترفين، وضع مفهوم الاحتراف وممارسته، في جانب من جوانبه، على محك حقيقي بالنسبة للأندية واللاعبين،
فالبعض راح يصرخ بشكواه من الواقع الذي وصل إليه حال بعض اللاعبين، وبعض الفرق بسبب الانقطاع الاضطراري للدوري.
وبالنظر إلى هذا الواقع نجد بعض الأندية قد دخلت في نفق جديد من المشكلات المادية، خاصة بعد قرار اتحاد الكرة تخفيض الرواتب، فهناك من دفع أكثر من النصف من الإدارات للاعبين، وهناك لاعبون يرون فيه بعض الجور على اعتبار أنهم يعيشون على دخلهم من كرة القدم، ويطالبون بحلول أكثر إنصافاً وبتدخل الجهات الرياضية العليا في هذا المجال وبمزيد من الدعم المادي… وهناك فرق تبدو كما لو أنها لم تسمع بعودة الدوري، إذ إن اللاعبين لم يجتمعوا بعد، كما يحدث للاعبي حطين الذين لم يعودوا، حتى نهاية الأسبوع الماضي، للنادي وللتدريب…وهناك أجهزة فنية اكتشفت عند عودة اللاعبين أن مستواهم البدني والفني قد تراجع إلى حد ما بسبب الكسل الذي نشأ عن توقف الدوري..
وبالمقابل هناك عدة فرق استبشرت خيراً بقرار العودة فهي لم تنقطع عن النشاط، وتأمل بتحقيق نتائج جيدة مع انطلاق المنافسات من جديد ومنها من يأمل بالمنافسة على اللقب ويراهن على ذلك..المهم في الأمر الآن مسألة نراها ذات أهمية كبيرة ومدلولات عديدة تتعلق باللاعبين أنفسهم، فصحيح أن المنافسات توقفت وبعض الإدارات لم تكن رافضة لذلك ضمنياً، لكن نظن أنه من واجب اللاعب المحترف بشكل أساسي، أن يعمل على نفسه طوال الوقت إذا كانت كرة القدم هي مهنته وعشقه، ولاسيما إذا كان قرار العودة للدوري قيد البحث والجدل خلال فترة طويلة مضت، واحتمال عودته كان قائماً باستمرار، وبالتالي كان على اللاعبين أن يدركوا أنهم قد يقفون بمواجهة هذه اللحظة في أي وقت.
المسألة ليست سهلة فعلاً، ولكنها تحمل من الدلالات شيئاً سلبياً على المستوى العام لكرة القدم، رغم أن قرار العودة تأخر وكان له آثاره السلبية أيضاً.
gh_shamma@yahoo.com
غســـــان شــــــمه