ابتداء من الثانية والربع فجر السبت المقبل يبدأ الصيف اللاهب الذي لم يدع جمهور المستديرة يلتقط أنفاسه من عناء البطولات الأوروبية وما حملته من حرق أعصاب بالنسبة للكثيرين، بافتتاح النسخة الثالثة والأربعين للبطولة بين الأرجنتين وبوليفيا.
البدايات أياً كانت تأسر العقول والقلوب وتكون موضع انتظار وترقب، حيث لا مجال للخطأ، والحذر يبلغ مداه والخوف كل الخوف من الوقوع بالمحظور وخصوصاً بالنسبة للدولة المضيفة المدعومة بعاملين مهمين وهما الأرض
والجمهور، وكما نعلم ينتظر جمهور التانغو الذي سيهتف: أرجنتينا أرجنتينا، أن يوجه لاعبوه رسالة شديدة اللهجة للمنافسين بأنهم قادمون للجحيم منذ المباراة الأولى، ويزيد المباراة أهمية أن الخصم البوليفي جرح كبرياء الأرجنتين في التصفيات المونديالية الأخيرة عندما غلبه بستة أهداف لهدف كأقصى خسارة بتاريخ الأرجنتين إلى جانب الخسارة التاريخية في مونديال 1958 أمام تشيكوسلوفاكيا، وحجة الأرجنتين ومدربهم غير الموفق مارادونا أن الارتفاع عن سطح البحر فعل ما فعله من تأثير.
الآن لا حجة لسحرة التانغو وكل شيء يصب في مصلحتهم عراقة وخبرة وحضوراً في البطولة وتاريخاً وإمكانات وطموحات وتطلعات، وغير ذلك من الألفاظ التي تتناسب مع المقام الرفيع لإحدى الدول العظمى بكرة القدم، حتى وهي بعيدة عن منصات التتويج.
ما من شك أو اختلاف أن الضغوط ستكون على الأرجنتين ومفتاح ذلك هدف مبكر يمهد لسهرة صباحية تنتمي لذكريات الزمن الجميل لأصحاب الضيافة المتعطشين للقب كبير جافاهم منذ عام 1993.
لا نطيل في الكلام عن مباراة ستجري بعد أسبوع، ومن الضروري الإشارة إلى أن الخاسر لن تكون نهاية العالم بالنسبة له ولا سيما أن نظام البطولة يتيح التأهل بأربع نقاط من الناحية النظرية، لكن أي محب للأرجنتين يهضم نتيجة غير الفوز؟
لغة التاريخ
تقابل المنتخبان في كوبا أميركا 13 مرة ففازت الأرجنتين 10 مرات مقابل تعادل وخسارتين وسجلت 42 هدفاً وتلقت ثمانية أهداف.