ه ج:رغم سخونة المنافسة بالدوري الإنكليزي الموسم الماضي احتلت الحرب الكلامية بين السير اليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد
وخوسيه مورينيو المدير الفني لفريق تشلسي اللندني احتلت مساحات واسعة في أعمدة الصحف وقنوات التلفزيون, وأصبحت مادة دسمة وممتعة يتابعها الجمهور في شغف.
والآن مع انطلاق الموسم الجديد عادت هذه الحرب لتستعر أوزارها بين المدربين اللامعين. وكان أساس الهجوم الكلامي لمورينيو هذه المرة هو المبالغ التي أنفقها فيرغسون لشراء نجوم جدد وصلت إلى 60 مليون جنيه استرليني لشراء البرتغالي الشاب ناني والإنكليزي أوين هارغريفز ثم ارتفع المبلغ كثيراً عقب شراء الأرجنتيني كارلوس تيفيز.حيث علّق مورينيو على ذلك أن فيرغسون مواجه بضغوط رهيبة إلى أن يبرر إنفاق مثل هذه المبالغ الطائلة لإدارة النادي. لكن فيرغسون يؤكد أن مورينيو لا يعرف عن ماذا يتحدث معلقاً: حصلت على توقيع عدد كبير من النجوم خلال العشرين عاماً التي أمضيتها في منصبي وأعرف كيفية التعامل مع مثل هذه الضغوط منذ موسمي الأول بالأولد ترافورد.وقبل الفوز بالبطولة كان كل لاعب يسألني عقب تسجيل لاعب جديد هل هو القطعة الأخيرة في أحجية مانشستر يونايتد المحيرة وأذكر في من سجلنا اللاعبين اندرسون, برايان ماكلير, ستيف بروس ومارك هيوز. وظل الأمر على ذلك إلى أن حققنا بطولة الدوري الإنكليزي وبعد ذلك لم يعد الأمر مهماً من سجلنا من اللاعبين وارتفع عني الضغط.
ويجيب مورينيو بالقول: عندما وصل تشيلسي ذروة الإنفاق على شراء نجوم جدد خلال الأعوام الماضية كانت قصة يتحدث عنها الجميع, فعانينا من ذلك الضغط الذي أقصده في حديثي لفيرغسون لذلك أتوقع له معاناة رهيبة هذا الموسم لتوافر نفس الظروف التي مررت بها, فلماذا ينكر ما أقوله?.
يذكر أن تشيلسي لم ينفق هذا الموسم سوى 5.13 مليون استرليني لشراء الفرنسي فلوران مالودا وهو موسم شحيح الإنفاق بمقاييس تشيلسي ومالكه الروسي ابراهيموفيتش, وعن ذلك يقول مورينيو معلقاً على سخرية فيرغسون من أن الروسي أمسك أمواله بعيداً عن متناول البرتغالي السخي في الإنفاق,فقال مورينيو: يقوم كل ناد بتحليلاته الخاصة عن السوق وقائمة أسعار النجوم, وما ينفقه مانشستر يونايتد يخرج عن دائرة اختصاصنا, لكني أعلم أننا أنفقنا الكثير خلال الأعوام الثلاثة الماضية, فأشار نحونا الجميع أننا الفريق صاحب المسؤولية الأكبر في الصراع على الألقاب وأولها الدوري الإنكليزي. والسبب المباشر في هذه المسؤولية هو ارتفاع نسبة الإنفاق.أما هذا الموسم فالوضع مختلف واللاعب الوحيد الذي اشتريناه هو الفرنسي مالودا ونحن سعداء جداً بذلك. وأضاف مورينيو أن وصول مالودا لا يعني نهاية حقبة النجم آريين روبن معلقاً: أود كثيراً الاحتفاظ بروبن, وما زال في عقده عامان مع تشيلسي ونحن نناقش معه توقيع عقد جديد وآمل أن ننجح في الوصول إلى صيغة مرضية للطرفين.
من جانبه, أعلن روبن (24 عاماً) قبل يومين أنه يشك في مستقبله مع تشيلسي ويعرف الجميع أن ريال مدريد يبذل المستحيل لشرائه. وأضاف: لا أدري ما سيحدث ولم أوقع عقداً جديداً مع تشيلسي وأعترف أن المفاوضات لم تتم بطريقة مناسبة.
وكان تشلسي قد عرض على روبن عقداً لمدة خمسة أعوام مقابل 83 ألف استرليني راتباً أسبوعياً. كذلك لم يوافق ريال مدريد على مبلغ 18 مليون استرليني التي يطلبها تشيلسي, وعنه يعلق روبن: عندما تدرك أن نادياً في حجم ريال مدريد يطلب خدماتك فلا شك أن هذا يضيف ثقة كبيرة إلى نفسك.
ونعود إلى الحرب الكلامية بين عباقرة التدريب في انكلترا حيث يواصل فيرغسون ردوده الساخرة على مورينيو الذي سعى دائباً إلى تأليب الرأي العام والصحافة على السير رغم أن مانشستر يونايتد انتزع منه بطولة الدوري.وهو ما أعرب فيرغسون عن دهشته حوله بالقول: كان تصريحاً عجيباً من مورينيو الذي يبدو أنه لا يدرك أنني أمضيت 20 عاماً هنا وأنني انتزعت منه بطولة الدوري الموسم الماضي والضغوط التي يتحدث عنها يعاني منها هو وناديه وسيظل في هذه المعاناة هذا الموسم.ويؤكد فيرغسون أن الروسي أبراموفيتش يوضح بجلاء لمورينيو معنى الضغوط إذا فشل في استعادة بطولة الدوري, كما أن وصول إبرام غرانت مساعداً للبرتغالي يبدو مؤشراً واضحاً لرحيله واستلام إبرام المسؤولية حال فشله في المهمة.
من ناحية أخرى, قال تومي دوهرتي رئيس الأولد ترافورد السابق إن على فيرغسون إحراز الثلاثية هذا الموسم إذا أراد تبرير المبالغ الطائلة التي أنفقها هذا الموسم. معلقاً: إذا كان عليك إنفاق مثل الملايين التي أنفقها فيرغسون هذا الموسم لشراء النجوم فلا أقل من الفوز بكل البطولات المتاحة على الساحة وليس بطولة الدوري الإنكليزي وحدها.
أحسنت بالسكوت
رغم الهجوم الذي يواجهه فيرغسون إلا أنه لا يتوانى عن توجيه التعليقات الساخرة نحو مورينيو وكان آخرها أنه أحسن الفعل عندما قرر إغلاق فمه وعدم قول أي تصريحات للصحف مثلما كان يفعل سابقاً. وأضاف زعيم مانشستر يونايتد: أحسن مورينيو فعلاً عندما قرر التوقف عن توجيه التعليقات الساخرة, الشيء الذي أوقعه في العديد من المآزق قبل ذلك. معلقاً: أدرك أخيراً أن الجميع وضعوا القطن في آذانهم تجنباً لسماع تعليقاته الغريبة وأنهم ليسوا بالغباء الذي اعتقده مورينيو.كذلك يعتبر فيرغسون أن الدعاية السيئة التي ضربت تشلسي قد ساهمت في تعديل مورينيو لسلوكه السابق, موضحاً: لا شك أنه لم يتحمل هذه الدعاية وأنه تعلم درساً مفيداً وهو ما نفعله جميعاً. وأحسب له أنه جلب لوناً جديداً من ألوان الدعابة للدوري الإنكليزي بحيويته وشبابه النسبي مقارنة بالمدربين الآخرين.
ورغم وعد مورينيو بإغلاق فمه إلا أنه لم يقاوم توجيه السخرية من الإسباني بينيتيز مدرب ليفربول فقال عنه: بعد التسجيلات التي قام بها هذا الموسم فلا عذر لديه ولن يستطيع الاختباء خلف حاجته للمال الكافي لدعم صفوف فريقه.