بداية أجد أن مقولة التاريخ يعيد نفسه فيها الكثير من الصحة وخاصة في مواسم كرة السلة مع أني كنت أرفض هذه المقولة على مبدأ مياه النهر لا تعبره
إلا مرة واحدة إلا أن مواسم السلة لدينا أصبحت كالقوالب الجاهزة وهي غير قابلة للتجديد والتطوير وإن معظم نتائجها تأتي محسومة ومعروفة مسبقا ومن سيتأهل للأدوار النهائية أصبح معروفا منذ البداية فالمفاجآت والطفرات مازالت غائبة عن دورينا السلوي بالمقابل الفوارق الرقمية و الطبقية بين الفرق مازالت عنونا بارزا لا بل تعدت هذه الحالة إلى فرق المقدمة التي دخلت بدورها حالة من التذبذب في مستواها الفني وحتى لا يقال أننا نتحدث عن أوهام مغرضة أو عن عموميات لا معنى لها فإننا سوف نضطر للإشارة إلى بعض الهفوات السلبية المتكررة في كل موسم سلوي.
ضعف المستوى الفني
لا يمكن زن نتهم اتحاد السلة بذلك كونه الأخير الذي يتدخل بالمستوى الفني المتراجع لأنديتنا ولا أريد أن أقول أو أعني فرق الدوري التصنيفي ومستواها الفني مع احترامي لها وإنما لابد لنا أن نقف أمام ما قدمته فرق المقدمة من تفاوت بالمستويات بين الحين و الآخر وربما نتساءل هل أقنعتنا هذه الفرق المتخمة بالنجوم بمستواها الفني وهل استطاعت أن تمتلك حدا معينا من الثبات الفني وهل كان خطها البياني لمستواها الفني باتجاه الأعلى.
الجيش:
رغم كل الإمكانيات المتاحة الملائمة المتوفرة له إلى أنه مازال يبحث عن استقرار وثبات بمستواه الفني الذي غرق في حالة من التفاوت بمستواه بين الجيد هنا و السيئ هناك وبعض عناصره ظهروا بشكل جيد ومقنع ولن أذكر اسماء حتى لا أحرج الآخرين الذين كانوا عاديين وبعضهم الآخر دون ذلك.
الوحدة:
هو الفريق الوحيد الذي تعاطفنا معه كثيرا وبررنا له بعض التراجع بمستواه نظرا لحالة التجديد الذين تسيطر عليه إلا أنه رغم بدايته الجيدة فإن مستواه دخل تحت عنوان عريض هو العروض المحيرة وغير الثابتة والتي رأى فيها الكثيرون على أن الفريق مازال طور الإعداد لذلك هو يفتقد للخبرة الكافية في التعامل مع هكذا مباريات عالية المستوى.
الجلاء:
لدى الجلاء كل شيء ليكسب الرهان ويعتلي منصات التتويج ويكفي أنه الفريق الوحيد المتخم بالنجوم وهو الفريق الأكثر إقناعا بين فرق المقدمة لا لأن المستوى الفني الذي قدمه هو الأفضل بل لأن المقدمات هي التي رشحته لأكثر من ذلك كونه استفاد من اللاعبين الذين استقدامهم.
الاتحاد :
مازال يعيش تحت وطأة ظروفه المادية المتغيرة الأمر الذي انعكس عليه سلبيا وعلى أدائه ومستواه الفني إلا أنه لم يكن خارج نطاق التوقعات ومازالت أماله مشرعة بالمحافظة على اللقب لكن بصراحة رغم جودة قاعدته السلوية وعراقتها إلى أنه لم يستطع أن يقدم نفسه هذا الموسم بأناقة أمام ما بقي من جمهوره.
مهند الحسني