موسم انتقالات صيف 2007 .. هنري وبايرن يخطفان الأنظار

بعد إعلان إتمام صفقة انتقال النجم الفرنسي تييري هنري لفريق برشلونة الإسباني قادماً من أرسنال الإنكليزي أصبحت الجماهير في انتظار يشوبه التشويق لرؤية مدى الفاعلية التي سيضيفها هنري على أداء


البلوغرانا في الموسم المقبل ومدى تأثير غيابه على أرسنال بعدما كان نجم الفريق الأوحد, تلك الصفقة بجوار صفقات بايرن ميونخ الألماني مع نجوم بحجم الإيطالي لوكا توني وتعاقد مانشستر يونايتد مع اللاعبين ذوي ال¯19 عاماً يدفعنا لتحليل موسم الانتقالات الصيفية ومدى تأثيرها على مشوار الفرق في الموسم الكروي الجديد.‏


وينظر بعض المديرين الفنيين لموسم الانتقالات الصيفية على أنها المرحلة الأهم في الموسم ولا تقل أهمية عن معسكرات الإعداد أو المباريات ذاتها.‏


لكل ناد أسلوب في التعامل مع سوق الانتقالات يعتمد بشكل رئيسي على نتائج المجموعة المقيدة بالفعل على ذمة هذا الفريق خلال الموسم المنتهي, كما تعتمد حسابات الأجهزة الفنية على عوامل كثيرة كمعدل الأعمار ووجود عدد مناسب من اللاعبين في المراكز الذي يستخدمها المدرب في خططه, إضافة إلى علاج الأخطاء الذي وقع فيها الفريق خلال الموسم حتى تصبح احتياجات الفريق من اللاعبين واضحة وقائمة على دراسة تقلل نسبة الوقوع في الخطأ.‏


العودة إلى القمة تحتاج إلى صفقات من نوع خاص‏


جوفنتوس‏


بعد إعلان عودة الفريق إلى دوري الدرجة الأولى أنهت إدارة جوفنتوس تعاقدها مع المدرب الفرنسي الشاب ديديه ديشان بحجة نقص خبرته التي يحتاجها الفريق في الموسم المقبل واستبدلوه بكلاوديو رانييري مدرب تشيلسي وفالنسيا السابق لتتغير احتياجات النادي من سوق الانتقالات الصيفية الحالية.‏


نجح الفريق الذي يحتاج للعديد من الأسماء حتى يتمكن من المنافسة في الموسم المقبل في التعاقد مع عدد من اللاعبين قد يساهموا بنجاح الفريق في العودة للصفوف الأمامية كالتشيكي زيدنك غريغيرا والصربي حسن صالح حميديتش وفييتشنزا ياكونتا والبرتغالي تياغو منديز لاعب ليون إضافة إلى الأرجنتيني سيرجيو ألميرون والمدافعين كريسيان مولينيرو ودومينكو كريسيستو.‏


ويركز الفريق خلال المرحلة المقبلة على تعاقدات كبيرة لترميم خط دفاع الفريق, حيث تبرز أسماء لاعبيه القدامى فابيو كانافارو وجانيالوكا زامبروتا بجوار الفرنسي ليليان تورام للعودة إلى الفريق بعد صعوده للدرجة الأولى مرة أخرى.‏


ويحتل الإيطالي الشاب أندريا برازالي مع غابرييل ميليتو المراكز الأولى في أولويات النادي لتدعيم فريق السيدة العجوز وتأمين من يمكنهم حماية مرمى الفريق من أمام حارسه جيان لويجي بوفون.‏


برشلونة‏


فشل برشلونة في الفوز بأي لقب في العام الماضي وغياب المستوى المعروف عن الفريق المدجج بالنجوم وأصحاب المهارات الخاصة وضع إدارة النادي في حالة طوارئ لعلاج أخطاء الموسم المخيب للآمال.وبعد موسم طويل برز احتياج الفريق لتدعيم صفوفه بمهاجم يملأ الفراغ الذي يتسبب فيه غياب الكاميروني صامويل إيتو والأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي رونالدينيو ليتم تدعيم الفريق بالنجم تييري هنري في صفقة تعتبر أبرز انتقالات الموسم.‏


أما على المستوى الدفاعي فالفريق بحاجة ماسة لمدافع أيسر خاصة في ظل رحيل الهولندي جيوفاني فان برونكورست ليتم التعاقد مع نجم المنتخب الفرنسي أريك أبيدال مدافع ليون, كما احتاج الفريق إلى لاعب ارتكاز دفاعي بعد إخفاق البرازيليان تياغو موتا وإدميلسون خلال الموسم السابق في الظهر بشكل لائق ليتعاقد مع العاجي يايا توري لاعب موناكو الفرنسي الشقيق الأصغر لحبيب كولو توري مدافع أرسنال.وبقدوم هنري اقترب الإيسلندي إيدور غوديونسن والفرنسي لودفيك جيولي والأرجنتيني خافيير سافيولا من توديع الفريق خاصة في ظل عدم اقتناع فرانك ريكارد بمستواهم.ويتبقى للفريق صفقة أخيرة وهي قلب دفاع متميز ويبدو كريستيان تشيفو لاعب روما الإيطالي الأقرب لحسمها ويصبح البلوغرانا جاهزاً تماماً لموسم مقبل مليء بالبطولات الصعبة والقوية.‏


أنصاف النجوم لم تعد حلاً ممكناً‏


بعد موسم لم تنجح فيه فرق تلك الفئة في تحقيق أي ألقاب, أيقن مسؤولوها أنهم سيظلوا خلف الفرق الكبرى في الترشيحات إن لم يتم دعم الفريق بجدية تتخطى ما تم خلال المواسم الأخيرة, وليكون التعاقد مع النجوم هو سمة صفقاتهم لقتل كل حجة قد تبعد الفريق عن منصات التتويج المحلية والأوروبية.وتبدو فرق ليفربول ونيوكاسل الإنكليزيين مع نادي بايرن ميونيخ أبرز عناصر تلك الفئة مع فارق وحيد وهو أن النادي البافاري هو الوحيد منهم الذي تحرك بشكل كبير خلال الفترة التي شهدت فتح موسم الانتقالات وحتى الآن.‏


بايرن ميونيخ‏


بدأت مرحلة إعادة بناء الفريق البافاري منذ انتصف الموسم الماضي وكانت أهم القرارات التي اتخذت لبداية البناء هي استعادة أوتمار هيتزفيلد على رأس الجهاز الفني للفريق, حتى يجد النادي من يمكنه قيادة مجموعة النجوم الذي قرر النادي أن يمثلوا الفريق في الموسم المقبل, وبدأت عملية التعاقدات بقيم مالية لم تحدث من قبل.‏


تتمثل احتياجات الفريق البافاري بتدعيم خط الوسط الذي رحل عنه البوسني حسن صالح حميديتش والإنكليزي أوين هارغريفز, كما يحتاج بشكل كبير لإعادة بناء خط ظهره بالكامل فضلاً عن الاستغناء عن لاعبين أصبحوا عالة على قائمة الفريق برغم أسماءهم الرنانة التي تمثل مشكلة للمدرب حيث, تم الاستغناء عن المهاجم البيروفي كلاوديو بيتزارو والهولندي روي ماكاي والباراغواياني روكي سانتا كروز ليتم التعاقد مع مهاجمين جدد أصحاب أسماء رنانة كالإيطالي لوكا توني وميروسلاف كلوزه إضافة إلى النجم الشاب يان شلاودورف.‏


ولم تقل صفقات خط الوسط قوة عن الهجوم بعدما نجحت الإدارة في الحصول على توقيع الفرنسي الواعد فرانك ريبيري بعد صراع مع عدة فرق أوروبية واستعادة البرازيلي زي روبرتو من سانتوس البرازيلي ليصبح خط وسط الفريق البافاري جاهزا لقيادة الفريق في الموسم المقبل, وعلى المستوى الدفاعي لم يتم تدعيم الفريق إلا بجناح أيسر هو مارسيل يانسن من فريق منشنغلادباخ والذي سيحل بديلاً لفيليب لام في حال إصابة الأخير أو تحوله للجانب الأيمن في غياب الفرنسي ويلي سانيول.‏


مجرد ترميم لمشروع مكتمل‏


تلك الفئة من الفرق نجح معظمها في التتويج ببطولة مهمة خلال الموسم المنصرم هو ما يدفع مسؤولو تلك الفرق على التفكير الهادئ وعدم التعجل في أي صفقة خاصة وأن قوام فرقهم الحالية أثبتت بالفعل قدرتها على جلب بطولة وأصبحت سمة تلك الفئة الرئيسية هي التعاقد مع عدد قليل من اللاعبين أصحاب قدرات خاصة يحتاجها الفريق بتطوير أداءه خلال الموسم المقبل.‏


مانشستر يونايتد‏


كعادة الأسكتلندي أليكس فيرغسون مدرب الشياطين الحمر فقائمة الفريق لا تحتاج لخوض موسم جديد سوى صفقة واحدة من العيار الثقيل, وقد نجح مسؤولو النادي الإنكليزي بالفعل في إنهائها وهي أوين هارغريفز, فالفريق الإنكليزي اعتاد منذ بداية العام الماضي على إجراء صفقات قليلة يكون الفريق بحاجة فعلية لها ويكون الاسم المختار للانضمام لمعقل الشياطين الحمر هو اللاعب الوحيد القادر على ملء تلك الثغرة تماماً كما حدث مع مايكل كاريك في العام الماضي والفرنسي لويس ساها في العام الذي سبقه.ولحل بعض المشكلات الخاصة بتداخل الأوراق في بعض المراكز, يبدو أن فيرغسون مستعداً للتخلي عن مدافعه الأرجنتيني غابرييل هاينتزه خاصة بعد التعاقد مع البرازيلي أندرسون ولمنح فرصة أكبر أمام الموهوب الشاب كيران ريتشاردسون مع الفرنسي الذي يحتل مركز باتريس إيفرا.وتأتي صفقة الشياطين الحمر مع لاعب سبورتنغ لشبونة البرتغالي ناني والملقب برونالدو الجديد لتنهي موسم انتقالات النادي بشكل كبير حيث يتبقى لمانشستر صفقة واحدة وهي الوصول لرأس حربة قوي البنيان يعوض الفريق عن رحيل النجم الهولندي رود فان نيستلروي, وهو الدور الذي رشح له الفرنسي المتألق نيكولا أنيلكا.‏


فريقامدينة ميلان‏


تبدو احتياجات بطلي أوروبا والدوري الإيطالي أبسط مما قد يراه البعض ويرجع سبب ذلك إلى قدرة الفريقين الإيطاليين في استغلال الأسماء التي قد لا يطمأن معها جماهير الفريق بشكل يخدم مصلحة الفريق ويحافظ على هيكله الأساسي, فلاعبون من مستوى الجورجي كاخا كلادزي وماسيمو أمبروزيني والفرنسي أوليفر داكور والبرازيلي ماكسويل صالحين لأن يكونوا بدلاء لنجوم الفريق الأساسيين والذين لا يحتاجوا للعديد من التدعيم حتى يتمكنوا من الفوز ببطولة, ويأتي مركز رأس الحربة كأبرز احتياجات الفريقين وهو ما أدى للصراع بينهما على المهاجم الهندوراسي ديفيد سوازو والذي انتهى لصالح إنتر ميلانو.‏


أما عن ميلان وبعد العديد من التصريحات استشفت الصحف أربعة أسماء أساسية يسعى الفريق للتعاقد مع أحداها وهم البرازيلي رونالدينيو وزميله في برشلونة الإسباني صامويل إيتو إضافة إلى العاجي ديديه دروغبا لاعب تشيلسي الإنكليزي وأنطونيو كاسانو لاعب ريال مدريد الإسباني.‏


صفقات مجانية لدعم مقاعد بدلاء الفريق‏


هناك من الفرق من دفع مبالغ عالية خلال مواسم الانتقالات السابقة وأصبحت قائمته مدججة بنجوم يرغبون جميعا في دخول تشكيلة الفريق الرئيسية خاصة في ظل قدراتهم المتميزة وهو ما أجبر تلك الأندية على التوقف عن تدعيم الفريق الأساسي والبدء في تدعيم مقاعد البدلاء بلاعبين يرضون بالجلوس على مقاعد البدلاء ويمكن للفريق الاعتماد عليهم طوال الموسم.وهناك نموذج آخر من فرق لن تصرف مبالغ كبيرة ولكن السبب يختلف عن الفئة التي سبقته, ويمثل أرسنال أهم فرق تلك الفئة التي تتخذ مساراً مختلفاً في سوق الانتقالات وهو التعاقد مع لاعبين شبان واعدين يتحولون لنجوم من طراز رفيع عن طريق العصا السحرية للمدرب الفرنسي أرسين فينغر.‏


تشيلسي‏


نفذ رصيد البرتغالي جوزيه مورينيو من أموال لدعم صفقات الفريق عند الروسي رومان أبراموفيتش مالك النادي اللندني ليصبح الحل الوحيد المتاح أمام المدرب البرتغالي الشاب لدعم فريقه هو الصفقات المجانية.ولأن خط دفاع الفريق يعتبر أبرز ثغرات الفريق بشهادة موسم شارك فيه لاعب الوسط الغاني ميكاييل إيسيين كقلب دفاع فقد قام مورينيو بضم البرازيلي أليكس من أيندهوفن الهولندي و تال بن حاييم من بولتون واندرز لصفوف فريقه أملاً في إيجاد بديل كفئ لقائد الفريق جون تيري وزميله البرتغالي ريكاردو كارفاليو.ويأتي تعاقد النادي مع المهاجم البيروفي كلادويو بيتزارو من بايرن ميونيخ لينهي التكهنات الدائرة بشأن نية الفريق في التعاقد مع ديفيد فيا هداف فالنسيا الإسباني, كما أن كل المؤشرات تشير إلى نية النادي في المحافظة على الأوكراني أندريه شيفتشينكو وإبقاءه مع الفريق لموسم آخر أملاً في أن يظهر فيه بقدراته الحقيقية, ومع ستيف سيدويل لاعب ريدينغ أنهى تشيلسي صفقاته لتدعيم خط وسط الفريق, ويبقى مورينيو أملاً في الوصول لمدافع أيمن يمكنه أن ينهي كل مشاكله الدفاعية في الموسم المقبل.‏


موسم انتقالات مشروط‏


مع غموض مستقبل من سيدير الدفة الفنية لبعض الفرق تتوقف الترتيبات الخاصة بسوق الانتقالات وحتى لا يحدث تداخل في الاختصاصات تم تأجيل البت في حاجة تلك الفرق حتى تتضح الرؤية الخاصة بمن سيكون مسؤولاً عن قيادة موسم انتقالات الفريق في الموسم المقبل, ويأتي فريقي فالنسيا الإسباني والذي أقال مدير فريقه الرياضي أماديو كاربوني بعد تداخل اختصاصاته مع مدرب الفريق كيكي فلوريس ونادي ريال مدريد كأبرز الفرق التي تمثل تلك الفئة.‏


ريال مدريد‏


موسم انتقالات الفريق الملكي يبدأ بالمدير الفني حيث يعتبر هذا المنصب هو من سيحدد احتياجات الفريق بناء على نواياه من حيث الخطة التي سيتبعها ونوعية اللاعبين التي بحاجة إليهم.ويعتبر الألماني بيرند شوستر مدرب فريق خيتافي هو الأقرب لقيادة الريال, وستحسم إدارة الفريق تلك النقطة بنهاية الأسبوع المقبل ليتأجل موسم انتقالات الريال نسبياً إلى ذلك الحين, وتأتي كلمة نسبياً بعدما حسم ريال مدريد صفقة المدافع الألماني كريستوفر ميتزلدر لصالحه حتى يصبح أولى تدعيمات بطل الليغا للموسم المقبل.‏


هراير جوانيان‏

المزيد..