كما بدأت حديثي إلى جمهور تشرين بشيء من »الأنا« والذاتية سأفعل الشيء نفسه بالنسبة للجمهور البرتقالي مع اختلاف بسيط وهو أني على تماس مباشر مع هذا الجمهور في كلّ مكان أكون فيه بدمشق..
ثمة مأخذ قد يسجله زملاء المهنة عليّ وهو تناولي لأمور أندية وفرق المحترفين بشكلين مختلفين هنا في »الموقف الرياضي« وهناك في »الرياضية« ولئن كانت لي مبرراتي إلا أني أزيد على الأمور المهنية بناحية »وجدانية« فالتواصل البسيط بيننا كإعلام متخصص والجمهور المتابع ليس مشروطاً أو مقروناً بمعلومة ما, أو برقم جامد على الدوام ولا بأس بمساحة يأخذ فيها التواصل العادي مداه ورقّته..
في استراحة ما بين الذهاب والإياب من دوري المحترفين وعلى هذه الصفحة بالذات وتحت عنوان: الوحدة بطل دوري المحترفين وهاكم الدليل كتبتُ ما يشير ملخصه إلى أن طريق فريق الوحدة للفوز بلقب دوري المحترفين هو الأسهل وقدّمتُ حينها حسابات رقمية تصبّ كلها في مصلحة فريق الوحدة لكن الأمور سارت على عكس ما رسمته الاحتمالات وتوقفت فجأة رغبة الوحدة باللقب وبدت القناعة كاملة بالمركز الثالث الذي حققه الفريق, ولأول مرة منذ أن تولى نيناد مهمة تدريب فريق الوحدة يتصاعد الدخان المزعج من مقرّ نادي الوحدة وتتخلى هذه الكرة عن جديّة محاولتها على صعيد بطولتي الدوري والكأس فما الأسباب التي أدت إلى سحب السفارة البرتقالية من ساحة المنافسة وإلى أي حدّ توافقت النتائج مع الإمكانيات وهل كانت خسارة الفريق أمام القرداحة عادية أم مخطط لها?
قبل كل ذلك سأرّد على سؤال قد يخطر على بال أحدكم وهو: ما الفائدة من تقليب صفحات موسم مضى بأتراحه وأفراحه وبالذات لماذا العودة إلى مباراة القرداحة والوحدة?
دعونا نقلْ: العودة إلى الموسم الكروي هي عادة مفيدة في صحافتنا الرياضية تؤرشف بأشكال مختلفة من الرقم إلى الرأي ما عاشه كل فريق بهذا الموسم, وبعد أن قال الرقم كلمته في عدد سابق انتقلنا إلى الحوار بهذه البساطة أما العودة إلى مباراة القرداحة والوحدة والتي فاز بها القرداحة فكانت بسبب اتصالات حموية من مشجعي نادي النواعير اتهمت عدة فرق من بينها الوحدة بمساعدة القرداحة على البقاء بالدرجة الأولى ولأني وجدتُ بهذا الكلام قسوة على الوحدة وعلى القرداحة بنفس قدر قسوة الدوري وتقلّباته على فريق النواعير فقد أردتُ الإشارة إلى ثلاث نقاط:
الأولى: كما كان فوز النواعير على الاتحاد في حلب بعيداً عن التوقعات كان بإمكان المتابعين تقريب القناعة بفوز القرداحة على الوحدة وما يقال هنا يقال هناك..
الثانية: مع إحساسي بوقوع ظلم ما على فريق النواعير إلا أن على القائمين على هذا النادي أن يعترفوا بخطأ عملهم وخاصة في ذهاب الدوري عندما انشغلوا بخلافاتهم ونسوا الفريق ولم يحصد في الذهاب إلا (9) نقاط فيما أضاع (30) نقطة.
الثالثة: أهمية تلك المباراة بالنسبة للقرداحة وعدم أهميتها بالنسبة للوحدة والغيابات بالصفوف البرتقالية كل ذلك ساعد على فوز القرداحة ولا أقف هنا على منصة النطق بالحكم لأدين هذا الفريق أو أخلي ساحة الآخر..
كيف رسم البرتقالي حضوره?
عندما بدأ فريق الوحدة الموسم الحالي, وفي قراءة دقيقة وموضوعية من مدرب الفريق نيناد وجهازه الفني, تعامل بعقلانية وبتفكير »تجاري« مع المباريات التي لعبها, فعندما كانت صفوفه ناقصة لم يبالغ بأدائه, وعندما عاد إلى الفريق بعض المصابين اندفع إلى نقاط الفوز بأكثر من مباراة وكان له ما أراد, وعندما شعر بأن فرصة المنافسة على اللقب عادت إليه استعاد محترفه السابق موسى تراوري , ومع أن النهاية لم تأتِ متوافقة مع ما خُطط له إلا أن المحاولة تُسجل لفريق الوحدة.. ضاعت من فريق الوحدة نقاط كثيرة كان يستحقها, وبالمقابل دخلت رصيده نقاط لايستحقها, وبالمحصلة فإن المركز الثالث الذي حققه كان جيداً مقارنةً بما لديه وبما لدى الآخرين…
هزّة ما قبل النهاية!
لستُ وحيداً في هذه القناعة, لكن ما إن بدأ الحديث عن احتمال استغناء إدارة نادي الوحدة عن مدرب كرتها نيناد حتى بدأت صورة الفريق تهتّز وهذه إحدى الأخطاء التي وقع بها الفريق…
التغيير مفيد في معظم الأحيان, لكن يكون أكثر فائدة عندما يأتي في وقته وعلى ضوء مقدمات مناسبة وأعتقد أنّ هذا الأمر لم يكن حاضراً حين تمّ الاستغناء عن نيناد.
ماذا عن الآتي?
البداية المقلوبة ليست مضمونة النتائج.. والبحث عن لاعبين جدد والتعاقد معهم, والاستغناء عن لاعبين آخرين قبل تعيين مدرب جديد لايشكل عملاً احترافياً ناضجاً..
اختاروا مدربكم أولاً, وعلى طاولة الحوار معه حددوا الأسماء التي ترونها مناسبة للدفاع عن قميص ناديكم في الموسم القادم وعلى عجل أتمّوا صفقاتكم وباشروا تحضيراتكم..
من سيبقى ومن سيرحل..?
من سيأتي وبدل من سيحلّ?
ما الهدف للموسم القادم?
يجب أن يشارك المدرب الجديد بالإجابة على هذه الأسئلة…
على سكّة البطولة
الكرة البرتقالية قادرة على وضع نفسها على سكة البطولة من جديد وأن تدفع برهبتها قبلها إلى ملاعب الدوري القادم من خلال النقاط الآتية:
أولاً- أن تنفض عن جناحيها غبار التعب وتنقّي أجواء إدارتها من التوتر الدائم وتستطيع ب¯ »لمّة شمل« أن تضع جميع البرتقاليين في خدمة هدف واحد..
ثانياً- أن تعمل الإدارة على كسب جمهورها من جديد بقناعة كاملة وأن تقدم نفسها لهذا الجمهور بطريقة أكثر واقعية..
ثالثاً- أن تكون ورشة انتقاء اللاعبين الجدد منحازة فقط للاعب القادر على العطاء المتميز وإلا من الأفضل الاكتفاء بما لدى النادي من لاعبين…
رابعاً- أن ينسى من في نادي الوحدة أنَّ هناك من يحاربهم وأنّ هناك من يتعمّد فريقهم في كلّ مباراة..
خامساً- ألا يكون التحضير هذا الموسم مماثلاً لتحضير الموسم الماضي.. وباختصار فإن كرة الوحدة إذا ما استعادت جديّة العمل فيها فإنها قادرة على قرع طبول الخطر من الآن بالنسبة لفرق الدوري.